الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء..  ذكرى عظيمة تلهم المظلومين

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: أكد (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948، نتيجة للحروب المدمرة (الحرب العالمية الأولى والثانية) التي مر بها العالم في تلك الفترة، على صياغة الحقوق الطبيعية التي من المفترض ان يتمتع بها أي انسان على وجه الأرض، وبغض النضر على انتمائه او لون بشرته او عرقة...الخ، وقد اتفقت جميع الأمم والشعوب على اعتبارها من الوثائق الحقوقية المقدسة لدى المجتمع الدولي والتي لا يجب المساس بها او انتهاك الفقرات الواردة فيها.

وقد نصت المادة (18) من الإعلان ان "لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة"، فيما نصت المادة (19) على ان "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية، وهما مادتان صريحات في جواز الحق لكل انسان على وجه الأرض في إقامة الشعائر الدينية التي يعتقد بها، سرا وجهرا، كما يحق له تعليمها واذاعتها، حتى عبر الحدود، من دون ان تكون هناك أي كوابح او قيود تتعارض مع هذا الحق الإنساني البديهي.

ومع ان العديد من الأنظمة والحكومات المستبدة، حاولت الالتفاف حول بعض بفقرات الإعلان العالمي لحقوق الانسان، بحجة تعارضها مع مواد أخرى، إضافة الى تأويل بعض النصوص الواردة في الإعلان، الا ان المادة الأخيرة من الإعلان العالمي، جاءت حاسمة بمنع الاخرين من هكذا محاولات رخيصة لإفراغ النصوص من محتواها الحقيقي، فقد اكدت المادة (30( بالقول، "ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.

ومع هذا فان العديد من دول العالم (سيما في الشرق الأوسط)، ما زالت بعيدة كل البعد عن تطبيق بعض ما جاء من فقرات اعلان حقوق الانسان العالمي.

ذكرى عاشوراء

لدى المسلمين عموما والشيعة خصوصا، ذكرى اليمة في شهر محرم الحرم، فقد استشهد في العاشر من شهر محرم عام 61 هجري (680 ميلادي)، الامام الحسين بن علي (ع)، حفيد رسول الله (ص)، مع أصحابه وجمع من اهل بيته، فيما سبيت النساء والأطفال الى يزيد بن معاوية، الذي جمع الالاف الجند من مختلف الامصار والبلدان (قبالة قافلة الامام الحسين الصغيرة)، وبيت النية على قتل الامام الحسين (ع) انتقاما وتشفيا، وقد داب المسلمين في مختلف البلدان العربية والإسلامية والغربية، احياء ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع)، بالتعبد والدعاء والبكاء لهذه الفاجعة الأليمة ومنذ استشهاد الامام الحسين، اقتداءً برسول الله (ص)، ومواساة له، ولأبيه وامة الصديقة واخيه المجتبى (عليهم السلام).

بالمقابل فقد دأبت الأنظمة المستبدة، على محاربة ومنع المؤمنين من ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم العبادية، والتي اعتبرها الإعلان العالمي لحقوق الانسان، من المقدسات الإنسانية التي لا يجوز المساس بها، من دون ان يكون هناك أي وجه حق او مبرر لهذا المنع والتقييد، وفيما يلي استعراض سريع لاهم الدول التي تقيد الحريات الدينية او ممارسة الشعائر الدينية:

1. البحرين: مع انطلاق الثورات العربية عام 2011 في العالم العربي، والتي شملت المملكة، وبعد ان خرج مئات الالاف من المواطنين الشيعة للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية في بلد يشكل المسلمين الشيعة فيه نسبة (80%) من المواطنين، استعان النظام الحاكم بقوات اجنبية من عدة دول (السعودية، الامارات، الكويت، الأردن)، للتصدي للمتظاهرين بالقوة العسكرية، إضافة الى سجن واعتقال وتعذيب الالاف، وتنفيذ احكام الإعدام بحق المئات من النشطاء والمعارضين، وفي سياق هذه الحملة العنيفة، قامت القوات الأمنية بحملات امنية واسعة، لفرض المزيد من القيود والاعتداء على المواطنين الشيعة، تزامنا مع ذكرى عاشوراء من كل عام، وقد اعتقلت قوات النظام العشرات من المواطنين البحرينيين، لأسباب يتعلق بعضها لانهم علقوا لافتات على اسطح منازلهم تعبيرا عن الحزن لاستشهاد الامام الحسين (ع)، كما شنت حملات تفتيش ودهم لمناطق تواجد الشيعة، إضافة الى تهديم العديد من الرموز واللوحات الفنية التي أقيمت خصيصا لهذه المناسبة الدينية.

2. السعودية: ما زالت المملكة ونظامها الحاكم يمنع إقامة الشعائر الدينية لمواطنيها الشيعة، كونها تتعارض والمذهب الذي يعتنقه النظام الحاكم، من دون الالتفات الى منح الانسان حرية المعتقد والمذهب من دون اكراه او اجبار، كما ان منع الانسان من ممارسة شعائره ومعتقداته لكونها تتعارض او تختلف مع معتقدات الاخرين هو انتهاك واضح لحقوق الانسان، بحسب الأعراف والمواثيق الدولية، وشنت السعودية حملات مكثفة ضد المسلمين الشيعة في مناطق (القطيف، العوامية) التي يسكنها الغالبية من الشيعة (تذكر إحصاءات غير رسمية ان الشيعة في المملكة يشكلون ثلث السكان في السعودية)، فيما يتعرض المعتقلون من النشطاء وأصحاب الرأي الى احكام قاسية اغلبها تأتي بالإعدام او السجن المؤبد، كما حدث مع الشيخ (نمر النمر) الذي ادين بالإعدام، لمطالبة بإصلاحات سياسية داخل المملكة، وقد ادانت العديد من المنظمات الدولية الحقوقية هذا القرار، وتجري اغلب المجالس الحسينية والشعائر العبادية بعيدا عن اعين الأجهزة الأمنية.

2. مصر: يتم الاعتداء على المواطنين الشيعة من قبل الحركات التكفيرية والشخصيات الإسلامية المتطرفة بصورة متواصلة، من دون ان يكون هناك جدية من النظام المصري في حماية الأقلية الشيعة داخل مصر، ولعل ما جرى على الشهيد (حسن شحاتة)، مثال حي على تنامي التطرف وضعف الإجراءات الحكومية في حماية المعتقدات الدينية وحرية ممارستها بالنسبة للمواطنين.

4. باكستان: غالبا ما يتم الاعتداء على المواطنين الباكستانيين من قبل المنظمات الإرهابية التكفيرية، كحركة طالبان وشبكة حقاني وغيرها، ويتم استهدافهم عن طريق السيارات المفخخة والانتحاريين (يرتدون احزمة ناسفة)، والعبوات الناسفة، إضافة الى الاغتيالات التي نشطت في الفترة الأخيرة بعد ان إشارات مصادر حكومية، بان الاستهداف يتم باختيار الشخصيات الشيعية المعروفة عن طريق قوائم اغتيال معدة سلفا.

5. تركيا: تتعرض المساجد والحسينيات لاعتداءات متكررة في تركيا، من دون ان يتم القاء القبض على الجناة، وقد خرجت العديد من المظاهرات والمسيرات من اجل المطالبة بالمزيد من الحماية والحرية الدينية، خصوصا في ضل حكومة حزب العدالة والتنمية.

6. السودان: يتخوف الشيعة من حرية ممارسة شعائرهم الدينية في السودان بعد تنامي الحركات المتطرفة والتي دعت بصورة علنية لمحاربة المسلمين الشيعة وتكفيرهم، فقد أعلن رئيس مجمع الفقه الإسلامي (عصام أحمد البشير) من على منبر مسجد النور بكافوري، وبشكل سافر، عن إطلاق حملة تستهدف المسلمين الشيعة في كافة المجالات الاجتماعية ومنع اي كتاب يمت بصلة الى الفكر الشيعي، فضلا عن تعهده بالضغط على الجهات الحكومية لإصدار قانون يجرم الشيعة.

7. العراق، اليمن، سوريا، لبنان: طبعا ما زال الإرهاب التكفيري يهدد المسلمين الشيعة في هذه الدول وغيرها بالقتل والتفجير، والذي راح ضحيته في العراق وحدة مئات الالاف جراء العمليات الانتحارية التي تقع بصورة شبه يومية وتستهدف مناطق سكن الأغلبية الشيعية، وقد كانت ذكرى عاشوراء فرصة يستغلها الارهابيون بإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية، التي عادة ما تستهدف جموع المعزين خلال الزيارات المليونية او التجمعات الدينية الأخرى.

لكن بالمقابل فان الإصرار على إقامة الشعائر الحسينية، رغم المنع والتشديد الحكومي والاستهداف الإرهابي، زاد من وهج وحماسة المحبين في توسيع حجم المشاركة، وأصبحت الظاهرة لحسينية في عاشوراء أكبر من حجم الحكومات التي حاولت التستر عليها، والإرهاب الذي حاول القضاء عليها، سيما وان الشمس لا يمكن ان تغطى بغربال.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/تشرين الثاني/2014 - 7/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]