الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لماذا تحارب الحكومات الشعائر الحسينية؟

 

شبكة النبأ: الشعائر الحسينية تضم مجموعة من الطقوس المقدسة التي آمن بها أتباع آل البيت، والتزموا بإحيائها على مر السنين، لأسباب معروفة ومهمة، منها ما يهدف الى استذكار واقعة الطف وما قدمه الامام الحسين عليه السلام وذويه واصحابه من تضحيات تنتمي الى أسمى صور وحالات الإيثار ومن اعلى درجات نكران الذات، فمن يقدم نفسه وروحه قربانا على مذبح الحرية من اجل الآخرين، يستحق الخلود، وهذا هو الذي دفع أتباع اهل البيت عليهم السلام الى تخليد هذه الصور العظيمة من نكران الذات، وهذا التخليد يتم من خلال احياء الشعائر الحسينية بكل انواعها وصورها.

وهي في حقيقة الحال، وكما يعكس الواقع تستمد فحواها ومضامينها من الفكر الحسيني الخالد، إنها _ الشعائر- ترفض الظلم والخروج عن جادة الحق، كذلك تستهجن كل ما يؤدي الى إهدار حريات الناس والتجاوز على حقوقهم، كونها تنتمي الى جذر الوقفة الحسينية العظيمة التي رفضت الظلم وفضحته وثارت عليه، ولم يكن الامر الذي تطرحه الشعائر محصورا بالعصر الاموي او قادته السياسيين المارقين امثال يزيد بن معاوية، بل ترفض الشعائر اي تجاوز للسلطان على الانسان، وتدعو للثورة ضده والاقتصاص منه، حفاظا على كرامة الانسان.

ولهذا بدأ الصراع بين الحكومات من جهة وبين الشعائر من جهة اخرى منذ ان بدأ المؤمنون بإحيائها، كونها تفضح الجلاد والفساد والتجاوز على حرمان الانسان، في حين يريد السلطان الطاغي ان يبقى حرا في التصرف بثروات الناس، وانا يمارس امراضه النفسية ورغباته البائسة من دون ضوابط، بمعنى ان الطاغية لا يريد أحدا يطالب بالعدل، لأن الاخير يضمن للجميع حقوقهم، ويسلب من الحاكم وحكومته الجائرة كل الامتيازات التي يحصلون عليها على حساب الشعوب لاسيما الطبقات الفقيرة.

لذلك بدا الصراع بين الحكومات والشعائر الحسينية منذ وقت مبكر، وظل هذا الصراع يتصاعد مع مرور الزمن، بمعنى تتصاعد وتيرة الصراع في خط بياني متصاعد، والسبب دائما هو الطغاة والظلم والقهر الذي يقومون به ضد الفقراء وسواهم من شرائح وطبقات المجتمع، باستثناء من يتعاون مع الحاكم الظالم، وهم اقلية في الغالب، لديهم مصالحهم المادية والمعنوية كالجاه والنفوذ، وهذه تجبرهم على ان يكونوا عبيدا للطغاة.

من ناحية اخرى قام العلماء ورجال الدين والخطباء ومراسيم العزاء الحسيني بأشكاله المتعددة، بإرشاد الناس عموما على اهمية احياء هذه الشعائر كونها وسيلتهم وطريقهم للقضاء على ظلم الحكام الطغاة، وقد تبين هذا الارشاد بوضوح من خلال دعوة العلماء للناس على وجوب القيام بهذه الشعائر، كونها تحد من الاستبداد الحكومي وتواجه الظلم بقوة، لأنها مستمدة من جوهر الفكر الحسيني وما قامت عليه واقعة الطف في كربلاء المقدسة.

لهذا السبب يؤكد الامام الراحل، آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)،   في كتابه القيّم الموسوم بـ (عاشوراء والكتاب المهجور) قائلا في هذا المجال بوضوح تام: (ان على المسلمين رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، شباباً وشيباً، أن يشتركوا كيف ما أمكنهم في مجالس الإمام الحسين عليه السلام ويهتموا بإقامة الشعائر الحسينية، وذلك لأن في واقعة كربلاء، وفاجعة الطف، كان قد اشترك إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام: الرجال والنساء والأطفال والرضع والشباب والشيوخ(. ويضيف الامام الشيرازي من باب التذكير قائلا بكتابه المذكور نفسه: (إني لأتذكر جيداً مجالس كربلاء المقدسة ومنابرها الحسينية، فقد كان يقام فيها وفي كل ليلة ـ أحياناً ـ ما يقرب من مائتي مجلس، وان الناس الذين كانوا يحضرون في تلك المجالس، ويتربّون على مائدة الإمام الحسين عليه السلام المعنوية والفكرية، والدينية والعقائدية، اصبحوا فيما بعد من مؤسّسي الحسينيات والمساجد والمكتبات والهيئات والمؤسسات الخيرية في كل مكان حلّوا ونزلوا).

إن هذا التأكيد من لدن الامام الشيرازي والعلماء كافة، على اهمية احياء الشعائر الحسينية المقدسة، إنما يأتي كوسيلة مواجهة وتعبئة دائمة لاسقاط الحكومات المستبدة، لان الشعائر تثير في نفوس الناس العزيمة والاصرار على رفض الظلم، من هنا نلاحظ الخوف المتجذر في نفوس الحكام وحكوماتهم من الشعائر الحسينة، وكلنا اطلعنا او سمعنا عبر وسائل الاعلام او شاركنا بأنفسنا، تلك الشعائر في مراسيم العزاء وتلك (الردّات الحسينية) والشعر الحسيني الذي تردده جوقات المعزين، حيث تكل هذه الأشعار الحسينية في مراسيم العزاء هاجسا يقض مضاجع الطغاة، لأنها تفضحهم امام الشعب وتظهر فسادهم وظلمهم وخداعهم وزيفهم.

بالاضافة الى كون هذه الشعائر المقدسة تطوّر روح الايمان لدى الانسان، وتدفعه لكي يكون مدافعا عن الحق ولا يخشى الحكومات المستبدة، وفي الوقت نفسه تتم من خلالها بناء الانسان وتطوير قدراته المعنوية والفكرية على مقارعة الانحراف مهما كانت اشكاله او صوره، لهذا فالشعائر المقدسة تقوم بدور مزدوج يتمثل في بناء الانسان بصورة جادة ورصينة ومؤمنة، وكذلك تحثه على مقارعة الطغاة بغض النظر عن التضحيات التي يمكن ان يقدمها الانسان في هذا المجال، لأن الاهم صيانة كرامة وحرمة الانسان من كافة اشكال التجاوز والامتهان، وهذا هو السبب الذي يدفع الحكام وحكوماتهم الجاهلة لمحاربة الشعائر الحسينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/تشرين الأول/2014 - 4/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]