الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

ثقافة عاشوراء.. مشروع فكري عملاق بإطار إنساني

 

شبكة النبأ: نعني بثقافة عاشوراء، كل ما يتعلق بالأهداف الكبيرة التي قدَّم الإمام الحسين (عليه السلام) من اجلها أغلى ما يملك، وهما الروح والجسد، وكل ما يملك ويمتلك على الصعيدين المادي والروحي، وكذلك فعل ذووه الأطهار، وأصحابه الصادقين، لذلك حريّ بنا، وأعني بذلك القائمين والعاملين في الخط الفكري العاشورائي الحسيني، أن نلتزم بأقصى ما يمكن أن تكون علية درجة الالتزام، بأهداف الامام الحسين عليه السلام.

ولعلنا لا نجهل سعة العالم، وحجم المعمورة، ولا نجهل كذلك عدد المجتمعات في العالم وحجمها واختلاف ثقافتها واهدافها وطقوسها وعقولها ومبادئها وثقافاتها!، ولا شك بأن الجهد الذي نحتاجه في اطار نشر ثقافة عاشوراء، يستدعي مشروعا فكريا عملاقا، سماته الاساسية أن يتأطّر بإطار إنساني، عندما تطلع عليه شعوب العالم اجمع، تشعر انه مشروعها، وأن الافكار افكارها هي، من خلال الهوية الاسلامية الانسانية لهذا المشروع العملاق.

إننا كحسينيين ملتزمين بفكر الامام الحسين (عليه السلام) وبأهدافه الخلاقة، ينبغي أن نفهم واجباتنا، من خلال فهمنا الدقيق لثقافة عاشوراء، ولابد أن نسعى بطرائق منتظمة وحثيثة على نقل هذا الفكر الى العالم أجمع، بما يتفق وجوهر الفكر الحسيني، وبما يجعل الامم الاخرى تستقبل هذا الفكر وهذه الثقافة وكأنهما فكرهما وثقافتهما، من خلال محتواهما الانساني الجمالي الاخلاقي في وقت واحد.

لذلك يتطلّب هذا المشروع العاشورائي العملاق، جهودا استثنائية من لدن الجميع، واعني بالجميع، قادة الفكر الحسيني ومريديه ومحبيه من دون استثناء، على أن يتم التخطيط الدقيق لهذا المشروع، من لدن لجان وعقول متخصصة بسبر أغوار ثقافة عاشوراء، وليس هناك ضير من الاستفادة من جميع الخبرات المحلية والعالمية في وضع الخطط الدقيقة والكفيلة بنشر الفكر الحسيني عبر مشروع عملاق، على ان تشتمل هذه الخطط على خريطة طريق توضح بصورة دقيقة الكيفية التي يمكن من خلالها، نقل هذا المشروع الحسيني من كونه افكارا وبنودا وخطوات نظرية مخطط لها، الى واقع عملي ملموس، نستطيع من خلاله إيصال الفكر الحسيني بإطار إنساني يشمل العالم أجمع.

أما تركيزنا على أهمية أن يكون هذا المشروع إنسانيا، ويُقدَّم للعالم أجمع على أنه ثقافة تتواءم مع افكارهم، فإننا ننطلق في ذلك من جوهر ثقافة عاشوراء، ومن عمق الاهداف الحسينية التي ترتبط مع العالم الاجمع والانسانية كلها برفض الظلم والطغيان وكل ما تهتم به المبادئ الحسينية، التي تهدف الى أن يعيش الانسان حياتة حرا كريما، تُصان حرمته من الامتهان والاعتداء، وتصان حقوقه وحرياته كافة من التجاوز السياسي او سواه، فضلا عن الاهداف الفرعية التي تساعد على ارتقاء الانسان الى مراتب أعلى، وهو هدف أساسي من اهداف الثقافة العاشورائية التي تستمد فحواها وعمقها من فكر الامام الحسين عليه السلام.

وعندما تكتمل خريطة هذا المشروع العملاق، من الناحية النظرية، أي من ناحية صفحة التخطيط له، تبرز لدينا الصفحة التي لا تقل أهمية عن التخطيط لهذا المشروع العملاق، ونقصد بها صفحة التنفيذ!، فغالبا ما يرجع فشل الافكار والثقافات النظرية الى سوء التطبيق، بمعنى أننا نحتاج الى تخطيط دقيق، وتنفيذ لا يقل دقة عن التخطيط لمشروعنا الحسيني العملاق، لأننا نطمح بالنجاح الدائم والمتواصل، وهذا الهدف الأخير، لا يمكن تحقيقه بالتنظير فقط، أي أننا نحتاج بقوة مصيرية، الى كل حسيني يلتزم عمليا بالفكر الحسيني وبثقافة عاشوراء، أما من يعلن نفسه انه حسيني ولا يضبط سلوكه وفقا للفكر الحسيني المعروف، فنظن انه سوف يشكل عبئا على قادة واتباع المشروع الحسيني الانساني العملاق.

وهكذا تتساوى الاهمية القصوى لصفحة التنظير مع صفحة التطبيق العملي، لذا يحتاج هذا المشروع العالمي الى بناة خلّص يحملون راية الحسين عليه السلام فكرا وعملا، وطالما أننا نثق تمام الثقة بانسانية ثثقافة عاشوراء، فلا يبقى أمامنا سوى أن نلتزم بها ونحصر سلوكنا في خطها، لكي نكون نموذجا للأمم الاخرى، حتى تستطيع ان تتعرف من خلالنا (لا من خلال التنظير فقط)، على ما تكتنز ثقافة عاشوراء من مبادئ اسلامية وانسانية عظيمة، هدفها الانسان أولا وأخيرا.

وهذه مهمة كل انسان حسيني بالقول والسلوك، ولكن تبقى المسؤوليات محددة حسب الموقع الذي يشغله هذا الانسان او ذاك في مشروعنا العملاق، بمعنى هناك قادة مخططون منفذون، وهناك مساعدون، وهناك اتباع من عامة الناس، يؤمنون بالفكر الحسيني، ويفهمون ماذا تعني ثقافة عاشوراء، هؤلاء هم من يشكل حجر الزاوية للمشروع الفكري الحسيني العملاق، وهم من يتصدر مسؤولية ترسيخ هذا المشروع وجعله قابل عمليا للانتشار بين بني الانسان عموما، استنادا الى قاعدته الانسانية الرصينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2014 - 3/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]