الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء في كل مكان...

موقع الامام الشيرازي

 

إنه أمر الله (عزوجل)، الذي نطقت به بطلة كربلاء السيدة زينب(ع) أمام الطاغية يزيد حيث قالت: (فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين)

 

في كل عام هجري جديد، تتجدد ذكرى عاشوراء، ويزداد عدد المحيين لها والمعظمين لشأنها، وتتسع المساحة الجغرافية التي تنتشر عليها مجالس العزاء الحسينية، فلقد حرص الشيعة في أنحاء العالم على إحياء مراسيم عاشوراء، من خلال مجالس الوعظ والعزاء، ومواكب الزنجيل والتطبير، وإقامة الندوات الفكرية والملتقيات الثقافية، وعادة ما يكون الحضور البشري في المجالس الحسينية لافتاً، يقول المرجع الشيرازي(دام ظله): (لقد شاء الله أن تبقى قضية مولانا سيد الشهداء(عليه السلام) حيّة، وأن تزداد حيوية كل يوم، وأن تزداد انتشاراً وسعة في كل مكان، مهما سعى الظالمون في عرقلتها).

بموازاة ذلك، فإن أتباع الأديان والمذاهب والطوائف والتوجهات الفكرية والثقافية والسياسية المختلفة، أخذوا يتفاعلون أكثر وأكثر مع ذكرى كربلاء، ليس عبر حضور الفعاليات الخاصة بتفاصيل واقعة الطف فحسب، بل أيضاً عبر المشاركة بفعاليات كتابية ومسرحية وتلفازية وتشكيلية. وأيضاً، فقد ألغى المسيحيون في العراق احتفالاتهم الدينية، التي تتزامن مع أيام (محرم وصفر)، ومنها الاحتفال بمولد السيد المسيح(ع)، وقد خرجوا بمواكب عزاء في عاشوراء، كما وجهت رئاسة الصابئة المندائيين في العراق أتباعها بعدم إجراء مراسم الزواج، خلال شهر محرم الحرام، فيما لم يتأخر أتباع الديانة الإيزيدية عن الاحتفاء بأحزان عاشوراء.

مع حلول الألفية الثالثة، أصبح الحدث الحسيني حلقة في سلسلة الثقافة الدينية العالمية، لتبقى بذلك ذكرى كربلاء مساحة إنسانية يلتقي من خلالها الجميع، وتبقى عاشوراء دعوة متجددة للبشرية إلى التواصل والتحاور والتفاهم والتسامح والتعاون، من أجل نبذ العنف والظلم والكراهية والاستبداد، وترسيخ القيم الأخلاقية التي تنتج الإنسان الصالح والدولة العادلة، وهي قيم بات الإنسان اليوم -أين ما كان- بأمّس الحاجة لها، لاسيما في خضم الجرائم الفظيعة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية الإرهابية، والظلم الفادح الذي تمارسه أنظمة جائرة أو مستغلة أو منحرفة على الشعوب المظلومة والمحرومة.

في هذا العام، وفي ظاهرة متميّزة، حملت باصات الركّاب الإنكليزية الحمراء ملصقات إعلانية تحمل شعار "لبيك يا حسين" و"يوم وقف الحسين لأجل حقوقك". كما وضعت في مدينة (مانشستر) لوحات عاشورائية على أعمدة الإنارة، وفي محطات الباصات، والأماكن العامة، ووزعت بين الجمهور كتيبات خاصة بذكرى الطف.

ونقلت وسائل إعلامية، إن عاشوراء – في ألمانيا - أصبح فرصة يجتمع فيها أبناء الشعوب المقيمون في ألمانيا، يقول مقيم مصري: (مجالس عاشوراء في ألمانيا تجمع السني والشيعي، وأبناء الشعوب الأخرى، مستلهمين من الذكرى العظيمة العِبر والدروس في الصبر والشجاعة والوقوف بوجه الظلم).

وكانت للمواكب الحسينية التي نُظمت هذا العام في العاصمة كوبنهاكن، في ذكرى العاشر من محرم، أصداء واسعة، فقد تمكن الشيعة، وأغلبيهم من الجالية العراقية المقيمة هناك، من تنظيم موكب حاشد بطول 2 كيلومتر، غلب عليه دقة التنظيم.

وفي النرويج، فإن التعريف بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) وصل إلى مراحل متقدمة، فإضافة إلى المجالس الحسينية التي تقام في أكثر من مدينة، نجح المؤمنون في إقناع السلطات بإضافة منهج دراسي يعرّف بالإسلام، حيث تَقرّر لطلاب مرحلة الرابع الابتدائي: دروس في حياة الإمام الحسين(عليه السلام)، وهناك فصل مستقل بعنوان (ثورة الحسين).

وفي بلجيكا، يقول كاتب عراقي مقيم في بروكسل: (مجالس عاشوراء المشتركة أثبتت جدارتها كظاهرة أوروبية بارزة قائمة على التسامح وعدم إلغاء الآخر، بل مشاركته والانسجام معه)، مؤكداً أن (أغلب المواكب الحسينية في أوروبا باتت معلماً حضارياً يتطلع إلى مشاهدته وفهم أبعاده الكثير من الأوربيين).

إن انتشار الظاهرة الحسينية، التي وصلت إلى معظم بقاع العالم، يستدعي جهوداً مخلصة وعملاً منظماً، لغرض استثمارها بأفضل السبل لنشر قيم الإيمان والسلام والإنسان. وإن بقاء القضية الحسينية، وعد إلهي نقلته لنا السيدة زينب(ع) وهي تخاطب ابن أخيها الإمام السجاد(ع)، حيث قالت: (وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء(عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً).

عاشوراء.. حقيقة مبهرة

من وقائع المشهد اليوم، وفي أكثر من بلد من بلاد العالم: ذبح ونحر بالسيوف، وأكل لقلوب، وانتهاك لأعراض، ونخر أجساد شباب بالرصاص، وقطع رؤوس بالمناشير الكهربائية، وإلقاء الناس من فوق بنايات عالية، وإحراق أحياء، وإبادة عوائل، ونبش قبور، وسحل وتمثيل بجثث، وسلب ونهب للأموال العامة والخاصة، وتهديم للمدن وتخريب للبلاد، وأجساد متفجرة، وسيارات مفخخة، وطمس للقيم، وتشويه للحياة، وإفناء للإنسان. وهي مشاهد موت فظيع تتحرك بفوضى وجنون، في الشوارع والأسواق، والمدارس والجامعات، والحدائق والمستشفيات، وفي المساجد والحسينيات والكنائس والمعابد، والمراقد المقدسة والمقامات المشرفة، والأماكن العامة.

ذلك العنف الدموي الذي يحدث اليوم، تنفذه تنظيمات تدعي أنها تؤمن بالقرآن والسنة، ومن الطبيعي أن يشكل ذلك حاجزاً أمام قراءة سليمة للإسلام بصورته الناصعة، وخاصة عند غير المسلمين، فقد عكس ذلك العنف تشويهاً لصورة الإسلام، كدين محبة وخير وسلام، لاسيما أن العنف الذي يعتري مشهد العالم في هذه السنوات ليس وليد اليوم، بل صنعه "مسلمون"، عبر أفعال شنيعة وجرائم فظيعة، تراكمت على مدى قرون طويلة، ولاشك أن إزالة ذلك التشويه ليست عملية سهلة، بل تحتاج إلى حقيقة مبهرة كواقعة الطف، الفريدة بمظلومياتها وتضحياتها، والمبهرة بقيمها النبيلة، وسموها الإنساني، وأهدافها العظيمة، فلا يوم كيوم أبي عبد الله(عليه السلام).

يقول الإمام الشيرازي(قده): (استهدف الإمام الحسين(عليه السلام) من نهضته الإصلاحية المباركة إحياء الإسلام، ذلك لأن الإسلام تعرض للخطر، وكاد أن يندرس ويعفى أثره، نتيجة الخطط الشيطانية التي كان يخططها بنو أمية لإعادة الجاهلية ومحو الإسلام، وقد قام الإمام الحسين(عليه السلام) بإرواء شجر الدين بدمه المبارك، وتبديد أهداف بني أمية. ولقد كان الإمام الحسين(عليه السلام) يعلم علماً قطعياً باستشهاده، كما أشار إلى ذلك مراراً في خطبه وكلامه(عليه السلام) أثناء خروجه من مكة والمدينة، معلناً عن توطين نفسه على لقاء الله، وعزمه على بذل مهجته في سبيل الله، ونصرة الحق، وإحياء الإسلام، ونحن اليوم نلمس بوضوح آثار استشهاده وتضحياته، ومدى تأثيره في بقاء الإسلام وصيانته من كيد الأعداء، بسبب موقفه التاريخي وتضحيته(عليه السلام) في يوم الطف).

في عاشوراء هذا العام، قال مثقف فرنسي، بعد أن استمع للقصة الكاملة لمقتل سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام): (بعد خصام طويل لي مع الإسلام، يمتد إلى سنوات الموت التي عشتها في الجزائر بسبب جرائم الإرهاب، غيرت رأيي اليوم بإدراك عميق وموضوعية منفتحة وقناعة هائلة، وسبب تصالحي مع الذات ومع الإسلام، هو الإمام الحسين، مظلوماً شهيداً، وزعيماً عادلاً، ومنتصراً نبيلاً، ومصلحاً خالداً)، مبيناً أنه (في يوم هذا الشهيد العظيم أعتقد جازماً بأن الإسلام دين يدعو إلى السلام والمحبة ويرفض العنف بكل أشكاله، وإن إسلام الحسين وزينب والعباس وعلي الأكبر وحبيب بن مظاهر وزهير بن القين، يختلف تماماً عن الإسلام الموجود في معظم بقاع العالم).

يقول الإمام الشيرازي(قده): (إن لقضية الإمام الحسين(عليه السلام) والشعائر الحسينية فاعلية في النفوس، وتأثيرها كبير على الأرواح والقلوب، وقدرتها هائلة على استعطاف الناس واستهواء الجماهير).

* أجوبة المسائل الشرعية العدد ( 195) لشهر صفر 1435 هـ

http://alshirazi.com/rflo/ajowbeh/ajowbeh.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/كانون الأول/2013 - 19/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

annabaa@annabaa.org