الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

مجالس العزاء الحسيني ثراء فكري وعقائدي

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: من اهم مفردات واقعة طف كربلاء هي الاتكاء على الحس الاعلامي خاصة وان ملامح تلك الصورة تكاد ان تتمثل حقيقة وواقع تلك الفلسفة الزينية الخالدة وابعاد نهضتها يوم خروجها من مدينة جدها المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام الى حين عودتنا الى هناك ثانيا وذلك بطبيعة الحال مما أرخ لصفحة جديدة من صفحات النضال السلمي الداعي الى تهيئة وتعبئة الجماهير ولأجل تلك الحقيقة جاءت استراتيجية مجالس الوعظ والارشاد الحسيني وهي محملة بالكثير الكثير من المعاني ولفك رموز تلك المعادلة وبمناسبة حلول شهر محرما الحرام كان لمراسل شبكة النبأ تلك الجولة.

الشيخ نزار الخفاجي طالب علوم اسلامية اكد على حقيقة مفادها ان مجالس العزاء الحسيني تكاد ان توثيق حقائق وان تستوعب استيعاب البعد التاريخي وهذا ما يتم مناقشته وعرضه في المحاضرات الدينية.

يضيف: الى جانب ذلك نرى بمجالس الوعظ والارشاد الحسيني وجه اخر يستعرض مسئولية شرح السور والآيات والاحاديث النبوية الشريفة ناهيك عن اقول الائمة الاطهار وترد في بعض المحاضرات الدينية او المجلس الحسينية ان صح التعبير نصوص ادبية وشعرية تخص الواقعي الديني والحياتي على نحو واحد.

الاستاذ علي الطائي باحث اجتماعي يصف واقع الفعاليات والانشطة الحسينية بانها غنية بالثقافات المتنوعة على الصعيدين الديني والدنيوي وهذا ليس ببعيد عن الفلسفة الحسينية الخالدة فاساس تشكيل تلك الثورة هو للدفاع عن حقوق الناس في الدنيا والاخرة.

يضيف: لذا فمن الطبيعي ان نجد في مجالس العزاء الحسيني نفحات وجدانية وانسانية وعقائدية فالدين الذي دافع من اجله الامام الحسين عليه السلام يحمل ذات الخصائص وان الدور الحسيني ما جاء الا تشخيص تلك الحالة وضرورة العمل على تطبيقها.

الشيخ طارق الحائري يرى بمجالس الذكر الحسيني عنوان واضح وصريح لمحاكمة التاريخ خاصة وان للثورة الحسينية انعكاسات حياتية يمكن ان تقلب الموازين وان تحيد بالانسان الى جادة الصواب وتمنع عنه الوقوع في الخطا.

يضيف: الى جانب ذلك ففي الملحمة الحسينية ثمة تفسيرات اخرى لها علاقة بمناهضة الظلم والظالمين وان حدود تلك التطبيقات يمكن الاستفادة منها من خلال نبذ التفرقة واختلاق الفرص المواتية لمواجهة من يريد ان يفسد شرع الله سبحانه وتعالى بطرائق شتى.

 يكمل: ففي واقعة الطف تتجلى دروس وعبر ومواقف رجال وطنوا أنفسهم على الشهادة من أجل بث روح الاسلام الحقيقي في هذه الأمة التي غشيها النعاس وسط ضجيج وصخب بني أميه.

الاستاذ علاء العادلي استاذ مادة التاريخ في جامعة الكوفة يجد في مجالس العزاء الحسيني ضرورة ملحة لتهذيب الذات وتطهير النفس وهي اشبه ما يكون بالمدارس والمؤسسات التربوية في وقتنا الحاضر بل يراها اصلب عودا لانها تنمي القواعد والعقائد الاجتماعية والدينية والوطنية وتزيد من قابلية الاشخاص على مواجهة المحن والصعاب بروح ثابته ومستقرة اساسها الايمان بالله والتسليم بقضائه.

يضيف: وعلى هذا الاساس ومن دون ادنى شك فانها تلبي ويقصد هنا تلك القنوات الايمانية غرور من يروم التزود بكل ما هو حقيقي وصادق وغتد ذاك لابد ان ياتي صوت العقل منصاعا مع فكرة ان للمجالس الحسينية ثمار فكرية وعقائدي غاية في الاهمية.

الحاجة ام حسام مسؤولة مؤسسة الزهراء عليها السلام الخيرية للايتام تقول من المؤكد بان انعقاد المجالس الحسينية ليست وليدة اللحظة وهي نتاج فلسفة طويلة من التضحيات الجسام خاصة وان مثل تلك الممارسات قد لاقت في اوقات سابقة شىء من التشدد وعدم السماح وبالمقابل كان لانصار ومحبي المجالس الحسينية حصة الاسد من العذاب والقتل والتشريد.

تضيف: وان اصل الاعتراض على فكرة اقامة مجالس العزاء الحسيني لانها بالدرجة الاولى تبث في النفس البشرية راية عدم الخنوع والاستسلام ومواجهة كل معتدي اثيم فمن المفترض عند ذاك ان تواجه تلك الفعاليات بالصد لانها في حال تحررها تهز عروش الطواغيت.

تكمل: بالاضافة الى ذلك فان المجالس الحسينية هي رسالة اعلامية تعكس الصور الموضوعية لواقعة الطف المؤلمة في كل ما تحمل من تعابير على المستويين المأساوي والفكري هذا من جانب ومن جانب اخر المجالس الحسينية بوابة تثقيفية متجددة ينفرد بها الشيعة عن غيرهم في تحديد مسار الفكر المتطور والمتحرر من براثن العبودية.

الشيخ طارق الحائري حدثنا عن المثل العليا التي جسّدها الإمام الحسين (عليه السلام لتجعل السائرين على نهجه والمرتبطين به يحيون ذكراه، وان في أحياء تلك الذكرى منعطفاً بارزاً، وتحوّلاً نوعياً في حياة الأُمم، وهو أمر طبيعي وغير مستهجن؛ لأنّه نابع من ذات الإنسان، ومتّصل بفطرته،

يضيف: وأيّ حادثة أعظم من واقعة كربلاء لقد بقيت هذه الواقعة معلماً شاخصاً في التاريخ؛ لما جرى فيها من مصائب على اهل بيت النبوة والوحي فالشيعة يقيمون هذه المآتم، ويحيون هذه الذكرى الأليمة من هذا المنطلق،

يكمل: وهناك ثمة منطلقات اخرى اولها الامتثال لامر الله تعالى، إذ قال: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) بالاضافة الى ذلك نحن نقيم هذه الشعائر لأنّ فيها نصرةً للحقّ وإحياءً له، وخذلاناً للباطل، وهذا الأمر لا لبس فيه حيث يشير الى ملمح مهم من ملامح العقيدة الاسلامية وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويستدرك قائلا: إنّ إحياءنا لهذه الذكرى، قد يحفظها من الضياع، ويصون مبادئها من التزييف، ولولا ذلك لاضمحلّت، وخَبَت جذوتها، ولأنكرها المخالفون، لاسيّما وان المجالس الحسينية تعد مدرسة جامعة لمختلف الطبقات والفئات، إذ يعرض فيها التفسير والفقه والتاريخ والأدب وتُطرح فيها مختلف المعارف والعلوم.

الاستاذ جليل الكردي يعتقد بان هناك ثمة توأمة متصلة ما بين المجلس الحسيني وخطيب المنبر فكلاهما يسعى الى ايقاد شمعة الحق وطرد كل ما عداها وهذا ليس بالشىء الهين في ظل المتغيرات الثقافية التي تكاد ان تحتل مساحة من الوعي الشبابي وعند ذاك لابد ان تكون المسئولية مضاعفة لسد الباب امام الزخم الحاصل في الثقافات الاجنبية والوافدة وهذا قد يتحقق من خلال انعقاد مجالس الوعظ والارشاد الحسيني وهي بمثابة صمام امان نحتكم اليه حيث لا مفر من ذلك لصيانة معتقداتنا من الغزو الاجنبي ناهيك عن ائمة الظلال الذين يريدون ان يحولوا الدين الى عقيدة فاسدة اساسها استباحت الحرمات وقتل النفس المحترمة واستلاب الناس اموالهم وبطبيعة الحال فان للمجالس الحسيني شعار يروم تحقيقه وهو الانتصار للعقيدة الالهية السمحاء من خلال اهل بيت الرسالة عليهم تمام التحية والسلام.

 وفي نهاية تلك الجولة يتضح وبشكل جلي إنّ إحياء المجالس الحسينية هو دعامة حقيقية لنشر الإسلام الأصيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/تشرين الثاني/2013 - 5/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

annabaa@annabaa.org