شبكة النبأ: من حق الانسان الفرد
أن يدافع عن افكاره التي يؤمن بها، وعن حريته وحقوقه، وعن طريقة
توصيله لهذه الافكار، وقد ضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان، كل
ما تم ذكره، لذلك لا يجوز لنظام سياسي او جهة رسمية او اهلية او
جماعة او فرد، أن يمنع اقلية او جماعة او فرد من اعلان افكاره وما
يؤمن به من عقائد وطقوس، لذا فإن الشيعة كغيرهم من المذاهب يحق لهم
استنادا الى مبادئ الاعلان العالمي أن يؤمنوا ويعلنوا الافكار
والعقائد التي يتمسكون بها، ويؤسسون ويطورون حياتهم في ضوئها.
لكن هل واقع الحال ينبئ بهذه الشروط المذكورة، وهل الشيعية
يعيشون في الدول العربية كما يعيش الاخرون؟، هل هم احرار في ممارسة
شعائرهم وطقوسهم؟ هل هم احرار في اعلان افكار وما يؤمنون به؟.
لقد اثبتت جميع الوقائع في العديد من الدول العربية ان الشيعة
مستهدفون دائما، وأنهم على الرغم من كونهم مسالمون حريصون على
الاخاء والتقارب والاندماج مع المجتمع، الا ان المضايقات التي
تشنها الانظمة السياسية، واضحة للعيان، وغالبا ما تصل الى حد البطش
المتوحش كالقتل والاعدام والملاحقة والتعذيب والتهجير وما شابه!.
يحدث هذا في معظم الدول العربية، مع ان الاعلان العالمي لحقوق
الانسان، وكل القوانين الوضعية والسماوية التي تنظم حرية الدين
والرأي تؤكد على حرية اختيار العقيدة والمبدأ والفكر، كما ورد في
الاية الكريمة بصورة ومضمون واضح لا يطوله أي تحريف (لا إكراه في
الدين)، فهل هناك اكثر وضوحا من هذا المعنى؟ وهل يوجد عذر للانظمة
السياسية في قمع الشيعة وملاحقتهم ومطاردتهم ومحاسبتهم على ما
يؤمنون به؟.
لا شك ان هناك دوافع معروفة من تأجيج العداء للشيعة في بعض
الدول العربية، ولعل الجميع يعرفون من هي الجهات التي تقود الحرب
على اهل هذا المذهب، فالمتطرفون التكفيريون لا يزالون يتحركون
بحرية لبسط تطرفهم وافكارهم بقوة الارهاب، وليس بعيدة عنا تلك
الحادثة التي اودت بالشيخ حسن شحاتة ومجموعة من انصاره على ايدي
متطرفين، قامت بشحنهم مجموعة وهابية سلفية تكره الانسان والدين
معا، فقد تم قتل هؤلاء لمجرد اختلافهم بالرأي، ليس هذا فحسب بل
قاموا بالتمثيل بجثثهم!! في ابشع صورة يمكن ان تراها العين
البشرية، وبعد هذا كله يدّعون انهم مسلمون وانهم ينتسبون الى
الاسلام، بل يقولون في صلف وعناد انهم ينفذون تعاليم الاسلام؟ وكل
العجب يكمن في مثل هذه التصريحات والافكار والتصورات، إذ هل يعقل
ان يبيح الاسلام دم المسلم؟ وهل نسي المسلمون منطوق النص القرآني
الذي اكد على ان قتل النفس يعادل قتل الناس اجمعين؟.
لقد مورست ضد الشيعة شتى انواع القمع، وشتى اساليب القهر
والمطاردة والحرمان، وغالبا ما تتواطأ الاجهزة الامنية الرسمية، مع
مجاميع التطرف والتكفير والارهاب، فلا نجد دولة عربية إلا وتكون
قامعة للشيعة، ومطاردة لهم، وكأنهم من عالم آخر!!، والادهى والامرّ
من ذلك، الصمت الذي يلوذ به الجميع، حتى المنظمات الحقوقية المحلية
والعالمية، لا تقوم بدورها في الدعوة لكف الاذى عن الشيعة، بل
غالبا ما يغضون الطرف، على الرغم من عمليات البطش الهائلة
المتواصلة التي تطال هذه الاقليات في عدد من الدول العربية، بعلم
من انظمتها السياسية، وربما بأوامر منها، كما يحدث في السعودية
والبحرين واليمن، حيث يتعرض الحوثويون الى ابشع حالات المحاصرة
والحرب التي تخوضها الدولة نفسها ضدهم.
إن المطلوب من كل المعنيين بحقوق الانسان، المنظمات الاهلية
والرسمية، ومن كل الانظمة السياسية، ان تضع حدا لهذه التجاوزات
التي يتعرض لها الشيعة في دولهم وبلدانهم، لسبب بسيط، ان الكل
احرار في عقائدهم وافكارهم، كما ان القوانين والسنن تحمي حرية
الرأي والفكر والمعتقد، فمثلما تتم حماية الاقليات والطوائف
والمذاهب الاخرى لابد أن يحصل الشيعة على كامل حقوقهم في هذا
المجال. |