الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لماذا يهمل الإعلام العالمي زيارة الأربعين المليونية؟!

خضير العواد

لقد تعوّدنا من الإعلام العالمي تغطية أغلب الأحداث في العالم وإن كانت صغيرة وربما غير مهمة كالتقاطه لصورة ممثّل أو لاعب أو فنان أو رجل أعمال، ولكنه يعطي اهتمامه للأحداث الكبير والمهمة، وربما تلاحظ المصوّرين ينتظرون ساعات طويلة تحت مختلف الظروف الجوية من أجل تغطية الأحداث التي تهم الإنسانية كالتجمّعات البشرية في السباقات الدولية أو الحروب أو المناسبات الوطنية للدول أو الحملات الانتخابية أو المناسبات الدينية وغيرها، وفي بعض الأحيان تنقل الفضائيات كل شيء غريب حتى وإن كان تافه، كأسمن رجل في العالم أو من يأكل أو يشرب أكثر من الآخرين وغيرها، وجميع وسائل الإعلام وكذلك الإعلاميين يصرّحون بأنهم يحملون رسالة إنسانية مهمة غايتها نقل الخبر والمعلومة بكل صدق للعالم.

لكن لماذا يتغاضى الإعلام العالمي عن أهم حدث عالمي، بل أروع حدث عالمي، بل أعظم حدث عالمي عرفته البشرية منذ أن خلق الله المعمورة لهذه اللحظات؟! كيف لا يكون كذلك والظروف المحيطة به تجعل اجتماع مجموعة قليلة من الناس حالة نادرة لخطورته، وما بالك باجتماع أكثر من عشرين مليون إنسان أغلبهم جاء مشياً على الأقدام من مسافات طويلة جداً تحيط بهم المخاطر من كل حدب وصوب، بل زُرعت في طريقهم العبوات الناسفة والسيارات المفخّخة ونصبوا لهم الكمائن والقتلة والمجرمون من النواصب، ولكنهم أصرّوا وقَدِموا بكل تفاني وإصرار، تملأ أفواههم ابتسامة رائعة، وتسبح في أفكارهم كلمات وعبارات ومواقف أبو الأحرار الإمام الحسين صلوات الله عليه، ولم تتخلف عن هذا الركب الحسيني أيّ فئة من فئات المجتمع، بل لم تعيق أي إنسان منهم أي إعاقة من أجل السير في طريق الشهادة إلى أبي الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه، بل وصل الحدّ بالعشّاق أن يتوافدوا من جميع دول العالم من أجل المشاركة بهذا الحدث العظيم، حتى أصبحت الجموع البشرية المشاركة على ضخامة أعدادها واختلاف ألسنتها عائلة واحدة تخدم بعضها بعضاً، فمنهم من يجهّز الطعام للجموع الماشية صوب كربلاء العزّة والكرامة، وبعضهم يقدّم الخدمات الطبيّة والصحيّة، وبعضهم يقدّم المنام، وبعضهم وبعضهم وهكذ، فلا توجد خدمة في هذا الكون إلاّ وقدّمت بالمجان لهذه الجموع المليونية، وجميع التكاليف من المشاركين أنفسهم الذين يمثّلون جميع طبقات المجتمع العراقي وجميع العشّاق من مختلف دول العالم.

هذه الصورة الجميلة والفريدة التي تقدّمها هذه الجموع المليونية للعالم، ما أحوج الشعوب لها بعد أن تعبت أفكارها من الصور البشعة التي تعاني منها الإنسانية في العالم من ظلم وقتل ودمار وفساد أخلاقي ومادي نتيجة تقاتل وتكالب الحكومات والمؤسسات الاستغلالية في العالم، حيث أصبح القتل والدمار ديدنه، والبغض والعداء غاياته، والطائفية والإرهاب أهدافها، فما أحوج البشرية اليوم إلى هذه الصورة الرائعة التي تقدّمها الملايين وهم متحابّين، يحمي بعضهم بعض، ويخدم بعضهم بعض، ويتواضع بعضهم لبعض، والجميع فرح وسعيد وهو متّجه إلى كربلاء الشهادة والإباء حيث مرقد سيّد الشهداء صلوات الله عليه الذي سطّر أروع وأعظم ملحمة عرفتها البشرية وهو يجابه كل قوى الظلم والطغيان بصدره وأطفاله ونسائه مع مجموعة من خلّص أصحابه وإخوته وأبناء عشيرته، بل بقيت كلماته ومواقفه مخلّدة في صفحات التاريخ على الرغم من سيطرة أعدائه على القيادة لمئات السنين ولكنهم لم يستطيعوا محوها أو طمسه، لعمقها وتجذّرها في ضمير الإنسانية، وكيف لا تكون كذلك وقد خطّها بأنامله التي كان يقبّلها رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان مدادها دمه ودماء بني هاشم وكذلك دماء الخلّص من أصحابه.

هذه الصورة الرائعة التي تمتد من جميع مدن العراق إلى كربلاء المقدّسة، كان أجدر بالفضائيات وبقية أنواع الإعلام العالمي، التقاتل على طريق كربلاء من أجل نقل هذه المشاهد الخالدة المملوءة بكل كمالات الأخلاق والمبادئ النبيلة التي تحتاجها البشرية اليوم.

هذا الحدث الغريب في كل شيء والمهم والخطير في الوقت نفسه، فهو الحدث الأهم والأجدر من كل الأحداث في العالم، أن ينقل للعالم لفائدته وأهميته اليوم للإنسانية، ولكن أثبتت الزيارة الأربعينية أن الإعلام العالمي وكذلك الإعلاميين (ماعدا القلّة القليل منهم) أنهم لا يمتلكون أيّ مصداقية أو رسالة إنسانية في نقل المعلومة الصادقة للعالم، بل أنهم مجرّد أدوات بيد التسلّط الظالم للحكومات الجائرة التي تريد استعباد بني البشر، وتحاول إبعادهم عن كل شيء يوقظهم وينبّههم لمخطّطات المؤسسات والحكومات الجائرة في العالم.

لهذا السبب نلاحظ هذا التعتيم عن أهم حدث عالمي في كل شيء، ولكن يجب أن يتعاون جميع الأحرار في العالم من أجل كسر هذا التعتيم والحصار الإعلامي من خلال اكتشاف الطرق المختلفة التي تسهّل إيصال صور هذا التجمّع المليوني للمظلومين في العالم، من أجل إيصال شعاع الإسلام الحقّ لهم، المتمثّل بطريق محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين، حتى يكون طريق كربلاء النواة التي يهتدي بها بني البشر إلى طريق الهدى وطريق الجنان، طريق الإسلام المحمّديّ الأصيل .

http://s-alshirazi.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/كانون الثاني/2013 - 18/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2013م

[email protected]