الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

إحياء الشعائر الحسينية معيار تقدم حركة الإصلاح

علي الطالقاني

لقد أثبتت مأساة عاشوراء أنها عصية على أن تطويها السنين، لتكون الذكرى رمزاً لكل الأحرار في العالم. ومع إستذكار الفاجعة الكبيرة التي لم يشهد التاريخ لها نظيراً من قبل، يتجدد الحزن بعد ان اختلط الجهاد بدم الشهادة، والتقت المشاعر بعمق الأسى.

لقد استطاع الإمام الحسين (ع) والثلة الطيبة من أهل بيته وأصحابه أن يثبتوا ان الشهادةُ ليست حدثا عابراً أو هامشياً، وللشهادة أبعاد وعمق وتأثير داخل النفس البشرية وتخط التاريخ بدماء أبطالها.

ومجددا نلتقي بعاشوراء حيث نستذكر كل محطات السيرة الحسينية، لتكون هذه الذكرى منطلقاً لمواجهة التحديات التي يمر بها عشاق أهل البيت عليهم السلام في العالم. في وقت أحوج فيه الى إعادة تقييم المواقف تجاه ما يمر به الشيعة في العالم من ظلم وسلب للحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية..الخ. فالأمة تعيش قضايا خطيرة ضربت بقوة داخل الجسد الإسلامي في محاولة للقضاء على القيم التي جاء من أجلها الدين الحنيف.

ولاشك ان المجتمع المتخاذل الذي يعيش حالة ازدواجية في التعامل مع الحق والباطل هو نفسه المجتمع الذي واجه الحسين (ع) يوم عاشوراء والذي يرى الحلال حراما والحرام حلالا، وعندما يصر هذا المجتمع على الرضوخ للظلم والقبول بالذل من قبل حكام مستبدين يملكون القوة والمال والسلطة، سيكون الفشل بكل ما يحمله من معنى بانتظار ذلك المجتمع، ليعيش فيما بعد حياة سوداوية مأساوية لها تبعات قد لاتنتهي، كما هي التبعات التي ترتبت بعد خذلان المجتمع للقضية للمشروع الحسيني والتي امتدت الى يومنا هذا.

ولهذا كانت شعارات الإمام الحسين عليه السلام تستنهض الأمة وتثير الغيرة والحمية في النفوس، وهذا ما نقرأه في كلماته التي يقول فيها عليه السلام: ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، وقوله: والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد.

ان الإنسان المؤمن هو من يلتزم بتقوى الله ورضاه، وبالتالي التمسك بالحق وعدم كتمه، يقول الله تعالى(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) الحجّ: 62.

وهذا هو المعنى الذي أكدّ عليه الإمام الحسين عليه السلام عندما قال: ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمة واستحلوا حرام الله وحرموا حلاله واستأثروا بالفيء وعطلوا الحدود وأنا أحق من غيّر...

ولو نظرنا الى موقف الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء نجده يقف في موقع المسؤولية والتكليف الإلهي، حتّى أنذر بانقلاب الأمة على اعقابها، بما يسهم في إنحراف المسيرة الإسلامية.

وعندما نلتقي مع عاشوراء ومن موقع المسؤولية نجدد المطالب في انهاء المأساة التي يمر بها الشيعة في العالم بما تحمله من ظلم وتضحيات. حيث يتعرض الشيعة الى مضايقات في محاولة لمنع الممارسات التعبدية والتحريض على قتلهم، والإساءة إلى مقدرات الشيعة، حتى تحولت القوانين في بعض الأنظمة لحساب الظلمة.

ولذلك يتحتم على من يدعي الدفاع عن المفاهيم الإنسانية من الحقوق الطبيعية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ونبذ العنف، ان يتطلع الى حجم المعاناة وان تكون هناك مواقف دولية تعمل على انهاء كل الممارسات البشعة، كما على المؤسسات الشيعية من الحوزات ورجال الدين والفقهاء والمثقفين... ضرورة وعي حجم التحديات والخطر المحدق بالأمة والتصدي بقوة لكل من يسعى او يريد المساس بثوابت المذهب والدين، ومن هنا كانت كل مواقف الإمام الحسين عليه السلام تركز على انقاذ البشرية من الظلم والطغيان، حيث استطاع الحسين (ع) أن يغرس في النفوس قوة التغيير والإرادة، من خلال إيقاظ عناصر القوة داخل الإنسان وتسخيرها من أجل إنقاذ البشرية، وهذا ما تثيره الذكرى في نفوسنا.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/كانون الأول/2012 - 6/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]