الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

العثمانيون وخطر الشعائر الحسينية

فيصل بن الحاج حسين الكويتي

الباحثون في الأرشيف العثماني في إسطنبول يجدون في وثائق متعددة ذعر قيادات الدولة العثمانية من "خطر" انتشار التشيع في أنحاء العراق في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

التشيع، كما هو حاله منذ استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليوم، شكّل مشكلة عويصة للسلطة العثمانية آنذاك بقيادة السلطان عبدالحميد الثاني. خسر عبدالحميد معظم أراضيه في بلاد البلقان في حربه مع روسيا في ١٨٧٧-١٨٧٨ وخسر مع تلك الأراضي رعاياه المسيحيين. لكي يستنهض رعاياه المسلمين لانقاذ ما تبقى من دياره في الشرق، أحيا عبدالحميد ادعاءه بخلافة المسلمين و أطلق حملته الإيمانية.

عيّن نفسه السلطان العثماني أميرا للمؤمنين بالرغم من أن جده محمد الفاتح يفضل لقب القيصر بعد فتحه لإسطنبول. عموما، انتشار التشيع في العراق شكل خطرا لحملة عبدالحميد التي لا تختلف كثيرا عن حملة صدام الإيمانية بعد هزيمته على يد قوات التحالف بعد احتلاله للكويت. الشيعي الحق، كما تعلمون، بطبيعة عقيدته يرفض الطواغيت. لذلك راح عمال السلطان العثماني في الأستانة بإيجاد طرق للحد من انتشار التشيع في العراق.

كانت الشعائر الحسينية هي من أهم ما ركز عليه عمال الدولة العثمانية للحد من انتشار التشيع والقضاء عليه. الشعائر الحسينية جسدت "الخطر" الشيعي في أرض الواقع في أعين الدولة العثمانية فكان لا بد لهم من محوها من أرض الوجود. العجيب أن الحسين عليه السلام محى الدولة العثمانية من الوجود قبل أن ينجح عبدالحميد من محو شعائره. الأعجب من ذلك أنه بالرغم من حملة العثمانيين ضد شعائر الحسين في العراق في أواخر القرن التاسع عشر، يذكر أحد الرحالة إلى بلاد الأناضول أنه في نفس تلك الفترة رأى جماعة من الإيرانيين في يوم العاشر من محرم يقومون بإحياء بشعيرة التطبير المقدسة في قلب الدولة العثمانية في إسطنبول.* أقامت الجالية الإيرانية شعيرة التطبير في يوم العاشر من محرم بعد غروب الشمس على أضواء المشاعل وأصوات ضرب الصدور والنواعي الفارسية الحسينية.

لذلك نقول، إن شعائر الحسين حافظت على دين رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك الزمن ولا تزال تحافظ عليه في هذا الزمن.

 فيا طواغيت العصر، تعلموا ممن سبقكم وحارب الشعائر الحسينية وانظروا أين هم وأين الحسين عليه السلام اليوم. كفوا أيديكم عن زوار ومعزي الحسين عليه السلام لمصلحة دنياكم إن لم تهمكم مصلحة آخرتكم.

ويا عشاق الحسين، تهيؤوا لزيارة و مجالس الأربعين و تذكروا من سبقكم كالمطبرين الإيرانيين في إسطنبول والمخاطر التي عاشوها لأجل إحياء شعائر الحسين، واصرخوا معا في مواكب المشق من إندونيسيا إلى كاليفورنيا: إنا جنودك يا حسين وهذه أسيافنا ودماؤنا الحمراء، إن فاتنا يوم الطفوف فهذه أرواحنا لك يا حسين فداء.

* Murray's Hand Book, Constantinople, Brusa and the Troad (John Murray, London, 1893). Quoted in Selim Deringil, "The Sturggle Against Shiism in Hamidian Iraq: A Study in Ottoman Counter-Propaganda," Die Welt des Islams (1990): 45-62.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/كانون الأول/2012 - 3/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]