للقصيدة الحسينية حضور فاعل.. وصدى طيب.. في استحضار واقعة الطف
الاليمة.. حيث وقع على عاتق هذه القصيده مسؤولية الحفاظ على روح
الثقافه الحسينيه من خلال استعراض الجوانب المهمه للنهضه
الحسينيه..
من مقارعة الظلم والاستبداد الى الصبر.. الى الايمان.. الى
الصدق... الى الوفاء... الى كل
المعاني والمعطيات.. التي افرغت على ثرى الطف الدامي.. لهذه
القصيده الباع الطويل في رسم الصوره الشعرية.. المعبرة...
والمؤثره... من خلال تجسيد البطولة... وفلسفة الشهادة.. وحماس
التضحية.. ورسوخ العقيده الالهيه.. لذا اثرت في الادب العربي
بالشيءالكثير.. لتناولها قضايا انسانية.. واجتماعيه هامة..
بيد انها اتسمت في عموم مفاصلها بمسحة الحزن المشحون بعامل
التغيير.. وكانت بحق تعبير حي عن حالة المشهد الحسيني بكل مفاصله..
ولها القدرة على تصوير الحدث بشكل دقيق.. كما ان الابداع الشعري هو
الاخر قد خلق فضاءات اقرب ما تكون للمشهد الحقيقي.. حيث امتلكت
القصيده الحسينية ادوات تعبيرية عالية المضامين.. واجواء انسانية
مؤثرة..
ولا عجب فان حضورها مرهون بحضور واقعة الطف وفاجعة كربلاء. كون
ملحمة عاشوراء ملحمة انسانية.. لذا تجد القصيدة الحسينية تتملك
القلوب.. والنفوس.. بحضور وجداني عال.. لا يمكن باي حال من الاحوال
لاي قصيدة ان تصمد امامه..
وواقع الحال ان القصيدة الحسينية غيض من فيض الثقافة الحسينية
العلوية المحمدية.. وفكر الحسين اضحى الالهام الادبي لها.. ومنحها
افقاً يسمو على كل الجوانب المادية الاخرى.. لقد استطاعت القصيدة
الحسينية ان تكون الوجه الابرز في رسم العزاء الحسيني منحت ملحمة
عاشوراء بعداً اخر اقرب ما يكون الى حالة التواصل او الامتداد
الرسالي باسلوب حضاري يمزج ما بين مشهد الطف... وكربلاء اليوم..
|