شبكة النبأ: موكب عزاء طرف
العباسية من اقدم مواكب كربلاء تأسس في العام 1888 وان ما يميز هذ
الموكب عن من سواه من الموكب الحسينية الاخرى حيث تغلب عليه
النزعة الاصلاحية وذلك من خلال ما يوفره الشعراء والمنشدين من
قصائد وردات تتسم بالدرجة الاولى بالطابع التوعوي والرافض لكل
الظلمات سواء كانت في داخل او خارج العراق وهي ذات الاهداف التي
خرج من اجلها سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
ومن اجل ان نستعرض مسيرة هذا الموكب واهم محطاته الادبية
والشعرية والجهادية لذى التقينا بالشاعر الحسيني رضا حسن النجار
الكربلائي وهو احد شعراء موكب طرف العباسية منذ العام 1963
ليحدثنا قائلا: في حقيقة الامر نحن نرى بالثورة الحسين الى جانب
نزعتها الانسانية وعمق انتمائها الى صروف الوعي الديني والايماني
بجوانبه العليا الا انها في المقام الاول صرخة توقظ كل المظلومين
وتعيد حسابات الظالمين ومن خلال تلك الرؤية وهذا الفهم سعينا الى
تبني فكرة الاشتغال على الشعر الاصلاحي او التوعوي او التوجيهي في
عزاء العباسية ومنذ العام 1941 وان سبب الانحياز لهذه الفكرة جاء
لرفع درجة الوعي لدى الناس للمطالبة بحقوقهم فعزاء العباسية تبنى
هذا الموقف في وقت مبكر خصوصا في ذلك العام الذي كان فيه زعيم
النازية هتلر يحاول ان يغزو العالم فخرجنا ضده مرددين
هالشعب ضد النازية يا ابو الثوار يهتف بصوت الحرية كلنه احرار
يا ابو الثوار يا ابو الاحرار
يضيف: ان موكب طرف العباسية واثناء خروجه للتعزية ينقسم الى
تشكيلات عده كل تشكيل مؤلفة من مجموعة من الاشخاص يتقدمهم حامل
الراية ومن ثمة ياتي بعده شخص يحمل اللوحة التي كتبت عليها الرده
والبقية يهتفون من وراءه من خلال التلويح بيديهم وعبر مراحل
متسلسلة الى ان يصل الموكب الى مرقد الامام الحسين عليهم السلام
والخروج منه وهناك التفاف جماهيري غير اعتيادي خصوصا وان غالبية
اهالي كربلاء والمحافظات الاخرى لهم شوق كبير لحضور عزاء العباسية
وان سبب ذلك الاهتمام يعزى الى ان الردات التي تطرح في عزاء طرف
العباسية تتسم بروح المزاوجة بين الواقعة وما مطروح الان على
الساحة .
يكمل النجار وفي العام1952 خرجت انتفاضة عمت العراق وكربلاء
كانت حاضرة في تلك الانتفاضة وقدمنا في ذلك الوقت الكثير من
التضحيات لذى وجهنا خطابنا الى السلطة حينذاك قائلين
عالعهد ماشين وبالقسمة راضين... ولي يريد الغانمة يشد ع المنيه
وفي العام 1956 بدء العدوان الثلاثي الشقيقة مصر ومن هنا سمعنا
صوتنا لكل العالم وقدمنا استنكار ضد ذلك الاعتداء حينها انشدنا هذا
الشعب ثار يا ابو الثوار يساند مصر العربية ضد الهجمة الرجعية
ويبعث استنكار يا ابو الاحرار
في عام 1966 الاخوين عارف الاول سلم الثاني الحكم وعلى اثر ذلك
حصلت بعض المضايقات على المواكب الحسينية فموكب طرف العباسية خرج
بهذه الرده وعلى اثر ذلك تم ابعاد تسعة من عزاء العباسية الى
محافظة الموصل لمدة من شهرين
اخذوا الاشرار هذا الحكم... هيهات يبقى الظلم
دوار هذا الفلك فرعون... قبلك هلك هيهات يبقى الحكم
يسترسل قائلا: ومن بين الاسماء المبعده الى محافظة الموصل
المرحوم حسين الموسوي والمرحوم حبيب الكركوشي والمرحوم صاحب مهدي
والمرحوم الشاعر عبد علي خاجي والمرحوم رسول السماك وحسن عبد
الامير وعباس الجصاص والمتحدث رضا حسن النجار وبعدما انتهى شهر
محرم وصفر ارجعونا الى كربلاء.
ولعزاء العباسية موقف ضد النظام البائد حينما شن هجمه شعواء ضد
اخوننا الاكراد وقصفهم بالطائرات في العام 1971 فخرجنا نستنكر ذلك
الفعل مرددين
جا ليش بكردستان هل الضحايا تروح... ليش الدماء الطاهرة
صوت العراق ينادي... صون السلم ببلادي
يحسين بسمك صرخة شعبنا صرخة احرار يا ابو الثوار
وفي العام 1972 امم النظام السابق النفط وحينها وعد الشعب
بالخير الا اننا في عزاء العباسية فندنا تلك المزاعم عبر تلك
الرده
شعبي كالجمل اكله صبح عاكول... لكن عل الظهر كله ذهب محمول
شنهو الذهب مفعوله... لو حاير بعاكوله
ووجهنا ايضا خطاب صريح للسلطة انذاك بانها ستذهب لمزبلة التاريخ
كالحكومات السابقة واليكم ما جاء في هذه الرده
وينك ينوري وين العرش وين الطغيان... وينك يمصلح يا كل جزائه
كلمن خان
كلمن يعادي شعبه... تالي النضال يأدبه
ما نرضه بالعدوان لا لا
اما بالنسبة لاهم الشعراء القدامى الذين كان لها حضور فاعل في
موكب عزاء طرف العباسية فهم الشاعر الشهيد عبد الزهرة السعدي الذي
يلقب عبد الزهرة الشرطي والمرحوم عبد علي خاجي والمتحدث وعملنا
سويتا منذ العام 1963.
وهناك شعراء شباب عملوا ما بعد سقوط النظام في العام 2003 حيث
اجتمعوا مع رئيس لجنة الشعراء الاستاذ حسن الحسني وبحضور المتحدث
رضا حسن النجار وكان من بين اولئك الشعراء زهير الشافعي واسماعيل
المولي والمرحوم صباح عبد علي الفتلاوي الذي وافته المنيه في اليوم
الخامس من محرم هذه السنة واثناء اللقائه احد الردات وهاشم الاعرجي
وعبد الحسين خنياب وفاضل الخزعلي ورزاق الطائي ومحمد فاضل.
وان من بين الردات التوعوية التي وجهناها للحكومة الحالية
خلتني الحكومة اسمي بالحصاد ومنجلي مكسور
خلتني الحكومة اشبه الناعور ذاك اعياله متخومه وانه عياله
محرومه
يضيف ايضا: وهناك العديد من الردات وهي لا تحضرني الان الا انها
بطبيعة الحال كانت تعالج سلوكيات الساسة العراقيين اليوم من مثل
تصرفات مجلس النواب وحج المسؤولين والبنى التحتية والفساد المالي
والاداري واعترضنا ايضا على دول الجوار ممن يدعمون الارهاب ووجهنا
خطابنا الى معمر القذافي حينما اوصى بنصب تمثال للطاغية صدام
بجانب البطل المجاهد عمر المختار.
اما بخصوص المضايقات التي نتعرض اليها الان فلا توجد مضايقات بل
هناك توصيات من بعض الشخصيات ان نخفض من لهجة الانتقاد الا اننا
مصرين على مواصلة المسيرة لاننا نحمل اهداف ومبادىء الثورة
الحسينية وهي تدعونا لمحاربة الظلم والظالمين اينما كانوا. |