الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

جريمة بشعة.. طفولة رضيع تنتهك!

علي آل غراش

من أكثر الصور بشاعة ومأسوية.. صور أطفال صغار منهم الرضع يسبحون في برك من دمائهم الحمراء وأشلائهم مقطعة..، أطفال كان من الطبيعي أن يكونوا في هذا السن في أحضان أو على صدور أمهاتهم !!.

الطفولة تعني البراءة والصفاء والنقاء والشفافية والرقة والجمال..، ومن الطبيعي أن تتمتع الطفولة بالحماية والرعاية..، ولكن على أرض الواقع في عالمنا الذي يدعي الديمقراطية وإحترام حقوق الانسان والمواساة.. والذي أصبح كالقرية الصغيرة بفضل تقنية الاتصالات الانترنت والفضائيات فالأمور مختلفة ومعاكسة حيث تم بث صور أطفال ورضع قد تم إستهدافهم بالبنادق والدبابات والطائرات، وشاهد العالم صور أطفال رضع قد تم إستهدافهم بالرصاص مباشرة كالطفلة إيمان في فلسطين حيث إخترقت رصاصة حاقدة قلبها البريء، وصور إستهداف الطفل محمد الدرة الذي قتل وهو يحتمي بوالده، وصور أطفال تم إنتشالهم جثث من تحت الأنقاض بعدما إستهدف العدو الصهيوني بيوتهم، وهناك أطفال تم إستخراجهم من تحت الأنقاض وهم يصرخون بعد وفاة أمهاتهم تحت الأنقاض لا يریدون الحياة في عالم الناس فيه ماتت ضمائرهم، وأصبحوا لا يتأثرون بسماع صراخ الأطفال الإبرياء!.

ومن الغرائب في الدول العربية والاسلامية أن هناك آباء أو أمهات ينتهكون براءة أبنائهم كما فعل الاعلامي الذي يدعي أنه داعية ديني الذي قتل إبنته لمى بالضرب، وكما تفعل بعض الأنظمة العربية بقتل الأطفال بالغازات السامة كما يحدث في البحرين!!.

وفي حادثة يوم عاشوراء الدموية في كربلاء الحسين عليه السلام، حيث إرتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية من قبل - عدو يدعي العروبة والاسلام – عدو لم يحترم الدين ولا العروبة ولا العادات والتقاليد ولم يحترم ثقافة وآداب الحروب، أنها مجزرة رهيبة لم يحترم فيها الشيوخ ولا النساء ولا الصبية ولم يسلم الأطفال بل لم يسلم الرضع الأبرياء من القتل بأبشع الصور حيث قتلوا بأبشع طريقة وتم تقطيعهم أشلاء وسحبهم من أحضان أمهاتهم، صور لم تنقل عبر وسائل الإعلام الجديد بالصوت والصورة ليرى العالم حجم المأساة الدموية وتتحرك ضمائرهم.

ومن أبشع الإنتهاكات التي وقعت على أرض كربلاء الحسين(عليه السلام) المليئة بما يصنف بالجريمة الانسانية الوحشية حيث قتل أبناء وأحفاد خاتم الأنبياء الرسول محمد (ص) بل تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم وتم حرق مخيم بنات الرسول وأخذهن سبايا من بلد إلى بلد!!. الأبشع فيها كان مقتل عبدالله الرضيع (علي الأصغر) إبن الامام الحسين، فبعد أن تم قتل أصحاب وأقرباء وأخوة وأبناء الحسين ولم يبق له أي ناصر ولا معین، جاءت إليه أخته السيدة زينب (ع) بالطفل الرضيع وهو مدلوع اللسان في حالة يرثى لها بسبب الجوع والعطش، بعد ثلاثة أيام من منع الماء عن مخيم الحسين، أي أن الرباب أم الرضيع ثلاثة أيام لم تشرب الماء وقد جف صدرها من اللبن، أخذ الامام الحسين طفله الرضيع طالبا من الجيش الأموي بقيادة عمر إبن سعد شربة من الماء للطفل فقط، وقد وضح الإمام الحسين للقوم أن هذا طفل صغير وليس له دخل بالحرب – أي أن الحسين حاول تذكير هؤلاء الأعداء بالبعد الانساني وبحقوق الطفولة – ولم يتأخر جواب القوم كثيرا حيث جاء الرد بشكل سريع جدا عبر قتل الرضيع وهو على صدر والده بسهم ذبحه بل نحره من الوريد الى الوريد أي قطع رأسه عن الجسد عبر إستهداف رقبته الرقيقة الناعمة البراقة، ومن شدة ألم وحرارة السهم رفرف الطفل بيديه وهو على صدر والده المفجوع وكأنه يطير الى عالم الإله العادل ليقدم شكوته ومظلوميته، والدماء البريئة تنزف منه!!.

بأي ذنب يحرم هذا الطفل الرضيع البريء من الماء ومن الحياة كي يقتل وهو عطشان وتنتهك طفولته؟!.

هذا الطفل الرضيع المحروم من الماء والحياة هو حفيد سيد البشرية ورحمة العالمين وخاتم النبيين سيدنا محمد رسول الله (ص)؟

إن تلك العملية صورة بشعة ومأسوية لإنتهاك الطفولة في يوم عاشوراء، وهذه الحادثة المؤلمة تستحق الإهتمام وتخصيص برامج خاصة لها خلال أيام إحياء عاشوراء، لتكون مناسبة للدفاع عن حقوق الطفولة في عالمنا المليء بالصور المرعبة بقتل وإنتهاك الطفولة، كما يحدث في فلسطين ولبنان على يد العدو الإسرائيلي وكما يحدث في العديد من البلاد العربية والاسلامية على أيدي الأنظمة الحاكمة الظالمة الفاسدة ومنها البحرين حيث تنتهك الطفولة عبر إستهداف الأمهات بإعتقالهن وسجنهن وتعذيبهن و(..) وقتلهن وفصلهن عن أطفالهن، أو عبر قتل الأطفال مباشرة بالرصاص أو بالدهس أو بالغازات السامة!!. في ظل صمت العالم!!.

 على الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والنشطاء والعاملين في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حقوق الطفولة، المساهمة والمشاركة لإحياء يوم الطفولة في أول جمعة من أيام عاشوراء، شهر محرم الحرام والتي يطلق عليها باليوم العالي للطفل الرضيع (ع) أو يوم الرضيع العالمي، بحضور الأمهات والنساء والأطفال الرضع للإستفادة من أجواء شهر محرم العاطفية الحزينة ومن أهداف ثورة عاشوراء الحرية والعزة والكرامة والإباء والثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، والإستفادة من الحضور والتفاعل الكبير في تلك المناسبة العالمية للثورة الحسينية الخالدة لتسليط الأضواء على الطفولة وحقوقها.

الطفولة مرحلة البراءة والنقاء والصفاء، وهي إحدى المراحل التي يمر عبرها كل إنسان، وهي مرحلة مهمة ينبغي الإهتمام والرعاية والعناية بها، فالطفولة أمانة في عنق كل أب وأم ومسؤول ومن لديه ضمير إنساني ينبض بالحب للإنسان، فمن حق الطفل في هذا السن مهما كان دينه ومذهبه وعرقه أن يحصل على الرعاية والحماية الغذاء والدواء والتعليم، فأطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض.

السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى إبنه حفيد رسول الله محمد (ص) عبد الله الرضيع (ع) المقتول وهو عطشان ولم يبلغ من العمر إلا ستة أشهر بسهم مثلث ذي ثلاث شعب صوبه له عدو الله ورسوله والانسانية والطفولة حرملة بن كاهل الأسدي في نحره الشريف وذبحه من الوريد إلى الوريد وهو في حجر أبيه، والسلام على إخوة الحسين وأصحاب الحسين، والسلام على من إتبع منهج الحسين عليه السلام في الإصلاح وتحرير الناس من عبودية الذل والإستبداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2012 - 11/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]