الباطل عندما يلبس الحق.. تكون الفاجعة

عبد الله الضمين

حديث نبوي شريف عن رسول الله (ص) لبس الإسلام (أو يلبس) لبس الفرو مقلوباً

 هنا نعرف خطورة تزييف الحقيقة لأن الباطل ليست له شرعية فيريد شرعنة الحق له ولأنه باطل يتلبس بالحق وهنا نرى قوة الحق حتى على شفاه الباطل ولأن الظلم قبيح بالفطرة نعرف أن طغاة الباطل يتكلمون عن حقهم وهو زيف محض.

 نقرأ في التأريخ أن الذي جر الويلات على هذه الأمة هم الشخوص التي تلونت ولبست لبس الإسلام المقلوب لتمرير مشروعها الظالم الدموي والانفراد بالمقدرات والسلطة وهي فرصة سانحة باسم الدين كما فعل الأمويون بذلك وقبلهم أرباب السقيفة ولنرى الآن نماذج على ذلك.

في معركة الطف الخالدة قد شرعن الباطلُ الحقَ باسم الدين والخلافة فمن أول واحد على رأس الهرم قد سمى نفسه (بإمرة المؤمنين) وهو في الشام ولأصغر واحد في معسكره فهل إمرة المؤمنين تجيز قتل سبط النبي (ص) ؟ وهل الإمرة تغض الطرف عن شرب الخمر والمجون ومسخ هوية الدين باسم الإسلام ؟ أليس من تسمى بهذه الإمرة زيفا قد قتل الإيمان والمؤمنين في كربلاء أولا فالمدينة ثانيا ثم مكة ثالثا.

في معركة الطف الخالدة كذلك ينادي زعيم الباطل لقتل ريحانة رسول الله (ص) فيقول : يا خيل الله أبشري بالجنة ودوسي صدر الحسين.. لعمري أوما سمعوا قول النبي (ص): الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

فكيف يقتلون سيد الجنة ويدخلوها؟!!!! أليس هذا مسخ للهوية وقلب الحقائق باسم الدين.

ومشهد آخر عندما حفر السبط الشهيد (ع) خندقا وأضرم فيه النار قال له بعض المتلبسين بالإسلام : استعجلت يا حسين بالنار !! فقال له الإمام عليه السلام أنت أولى بها مني صليا فهذه كذلك لبس مقلوب باسم الدين.

وتلك مصيبة من مصائب الزمن أن من لا يصلي ولا يؤمن بالله تعالى طرفة عين يحدد مصير إمام الأمة حسب ذوقه الأموي الجاهلي.

في معركة الحق ضد الباطل في كربلاء كان معسكر الحق يصلي خلف إمام الحق وأما معسكر الباطل فيصلي خلف إمام الباطل إذن ما هي هذه الصلاة التي يصليها معسكر الباطل ؟!!!

الواضح أنها قشور وليست لباً وبعدما يقتلون إمام الحق يرقصون ويطبلون بسفك دم ابن بنت الرسول(ص) الذي لم يكن غير ابن بنت نبي موجود سواه وهم يحسبون أنهم على حق ولكن باسم الباطل الذي أعمى بصائرهم وتقربوا لابن هند اللعين وخسروا الدنيا والآخرة وهذه صورة من صور الدين المقلوب.

بعد المعركة وبدء السبي لحرائر الرسالة قد أشاع الاعلام الأُموي بأن هؤلاء السبايا هن من خوارج الديلم قد خرجوا على (الأمير) يعني معنى هذه الكلمة أن صاحب الحق هو من يجلس على كرسي (الخلافة) في دمشق وأصبح الأمر هو قلب الحقيقة ومن قُتِل وجيء بسباياه هو من أثار الشقاق وتصديع الاُمة و.. و..

ليت شعري هل كان بنو أمية أحرص على الدين الإسلامي من ذرية الرسول (ص) وقد سماهم القرآن بالشجرة الملعونة وكذلك رآهم النبي (ص) في منامه أنهم ينزون نزو القردة على منبره.

وبالأخير عندما تكون الحقيقة مغيبة يلبس الشر ثوب الخير وتقع الفجائع كما كان في حادثة الطف الفجيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/تشرين الثاني/2012 - 7/محرم الحرام/1434