الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

ثقافة عاشوراء وصناعة الهوية

 

شبكة النبأ: لكل امة هوية ولكل شعب هوية، تصنعها الثقافة حصرا، لا شيء سوى الثقافة بمفهومها الشامل، يمكنه أن يصنع الهوية بمعزل عن الثقافة، وما زاد الطين بلّة، تنوسع وتطور وسائل الاتصال على نحو هائل، حيث اخذت هذه الوسائل تبث ما أنزل الله من سلطان، بخصوص الافكار التي تكون في الغالب دخيلة وربماهدّمة، تهدف بالدرجة الاولى الى الغاء هوية الشعب والامة، من اجل تسهيل مهمة السيطرة عليه وتوجيهه وفق الاهداف المبيّتة..

مثل هذا القول لا يعني دعوة للتحجر والانغلاق، بل هو دعوة لحماية الهوية، من اجل درء مخاطر الثقافات التي تبغي بالدرجة الاولى زرع الانحراف بين الشباب وعموم الناس، وهذا لا يتحقق من دون الاستناد الى ثقافة انسانية قويمة ترتكز الى فكر انساني راسخ، وفي ثقافة عاشوراء المستمدة من المنهج الحسيني سنجد ضالتنا حتما، بخصوص صنع الهوية وتكريسها صوب الخير والحرية والشورى وكل القيم التي ترتفع بشأن الامة وحياتها.

ان ضرب الهوية يعد من اولويات الطرف الذي يجد فيك خطرا عليه، أعني يجد في افكارك وامكانية انتشارها بسبب رؤيتها وجوهرها الانساني، لذا يتحرك هؤلاء بسرعة وبصورة دائمة ومدروسة ومنظمة ومدعومة بوسائل كبيرة واموال طائلة، لبث الثقافات المناهظة، عبر وسائل الاتصال الكثيرة والمتنوعة والمتطورة جدا.

ولكن تبدأ صناعة الهوية وحمايتها وفق خطوات مدروسة ومنتظمة ايضا، إذ لابد أو لا من توفير المضامين الانسانية ونشرها بين الجميع عبر وسائل التوصيل المختلفة، بما في ذلك نشر المطبوعات والكتب التي تزيد من الوعي الشعبي الجمعي، وتجعل الفرد والجماعة في حالة تحصين دائم وتام ضد محاولات الاختراق المستميتة التي تنتهجها اطراف لا ترغب باستقلالية الشخصية المسلمة، وغالبا ما تحاول وضعها في حالة تذبذب ولا استقرار بخصوص المنهج الذي يصون الهوية ويحميها من الاختراق او التذويب.

لذا فإن الثقافة التي تصنع الهوية وتصونها، ينبغي ان تكون هي نفسها ومصانة ومستمدة من حاضنة راسخة وعظيمة، كما هو الحال مع مبادئ الفكر الحسيني الانساني الخلاق، وهكذا لابد لنا من الاحتماء بثقافة عاشوراء كونها الداعم الحقيقي لثقافة رصينة بمقدورها محاربة التيارات الثقافية الوافدة والتي تهدف الى تمزيق هوية الامة ووضعها في حالة من الاحتراب والتمزق، كي يسهل السيطرة عليها وتسييرها وفقا للاهداف المناوئة.

وقد اثبتت التجارب القديمة واللاحقة والراهنة ايضا كم يعوّل الاعداء على تذويب الهوية، ليس بمعنى التلاقح وتبادل الرؤى والافكار، بل تحقيق التذويب التام للثقافة وشخصية الامة، وهو امر فيما لو تحقق لهم، سيجعل سيطرتهم امرا لا مناص منه على المسلمين وممتلكاتهم المادية وحتى الفكرية، وهذا هو الهدف الاسلاس لهم.

لذا مطلوب وضع استراتيجية ثقافية آنية وبعيدة المدى في آن، مستمدة من ثقافة عاشوراء التي تنتمي الى اصالة الفكر الحسيني، لكي يسهل الايمان بها، على ان يتم توصيلها بصيغ مدروسة اولا ومفهومة من لدن عامة الناس، وينبغي التركيز على الجوانب الفكرية الاساسية التي تدعم استقلالية الثقافة اولا ومن ثم تعريف الفرد بحقوقه وحرياته الاساسية والسبل التي يمكنه انتهاجها لحماية وتطوير هذه الحقوق نحو الافضل من حيث التطبيق الفعلي لها في ميادين الحياة العملية كافة.

وخلاصة القول ستبقى هوية الامة او الشعب هشة في حالة ضعف الثقافة او عدم قدرتها على تشكيل شخصية مستقلة وقوية للشعب، وهذا ما يمكن ان تحققه ثقافة عاشوراء الانسانية، في حالة التمسك بها، وتوصيلها الى اكبر عدد ممكن واستثمار وسائل الاتصال المتنوعة، من اجل درء المخاطر المحتملة لثقافات وافدة لا تهدف الى الخير بل الى نقيضه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/تشرين الثاني/2012 - 5/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]