الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المبادئ الحسينية طريقنا الى التحرر

رؤى من افكار الامام الشيرازي

 

شبكة النبأ: قطعت البشرية مراحل كبيرة في طريق التطور، في مجالات السياسة وادارة الحكم ونشر الديمقراطية، وحققت تقدما في الاقتصاد العالمي وفي التعليم والصحة وسواها، لكن من باب العدل والانصاف، أن نؤكد على مواطئ الخلل التي رافقت مسيرة البشرية ولا تزال ترافقها حتى الآن، وهي في مجملها (إلحاق الاذى بالفقراء)، وعدم معالجة موجات الجوع التي تضرب بعض الامم والجماعات، فضلا عن الحرمان الذي يطول مجتمعات اخرى.

ومن الجدير بالامر ان نذكر هنا ما يعانيه المسلمون من ظلم وقهر، لاسيما فيما يتعلق بالحقوق الفردية والحريات، وتوفير الحياة الكريمة لهم، والسبب دائما الفشل السياسي المزمن للحكام والحكومات التي تدير شؤون المسلمين في الدول التي يقطنون فيها وينتمون لها.

البشرية والظلام المزمن

ليست هناك مغالاة في الوصف الذي يؤكد على ان البشرية تعيش في حالة ظلام، على الرغم مما حققته من تطورات هائلة في مجالات الحياة، ولكن طالما هناك ظلم وقهر ومجاعات تتعرض لها جماعات تتوزع الارض وتقطنها، فإن الظلام لا يزال حاضرا، والسبب دائما هو الابتعاد عن السياسة الحكيمة السليمة التي تدير وتدبر شؤون الناس المختلفة.

لذا يؤكد الامام الراحل، آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) في كتابه القيّم الموسوم بـ (الحسين عليه السلام مصباح الهدى)، يؤكد سماحته على أن البشرية: (تعيش اليوم في ظلام دامس من الجهل وتغرق في لُجج من الفوضى والإضطراب والقلق، ولا علاج لها إذا أرادت النجاة إلاّ بالإستضاءة بأنوار هؤلاء الأطهار، وركوب سفينتهم فانهم عِدل الكتاب الحكيم، حيث قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّي مُخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعِتْرَتي ما إنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلّوا مِنْ بَعْدي أبداً) ممّا يدلّ على انّه لولا التمسّك بالعترة إلى جانب التمسّك بالكتاب يكون الضلال الذي في دنياه عار وشنار وفي آخرته جحيم ونار وماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.

إن ما يؤكد عليه الامام الشيرازي، هو الفشل السياسي في ادارة شؤون المسلمين، بسبب عدم الالتزام بالمنهج القويم للأئمة الاطهار والركوب في سفينة الانقاذ القادرة على درء مخاطر النفوس وجشعها، حيث تضعف النفس وتستجيب لكل رغباتها اذا كانت خارج المنهج الحسيني، وحينذاك تبلغ من الظلم والاذى الكثير الكثير الذي غالبا ما يلحق بالضعفاء والفقراء، لهذا لابد ان تكون هناك حالة من التوافق والتقارب والاتحاد بين المسلمين عموما، ليس قولا فقط، وانما عملا في ارض الواقع.

يقول الامام الشيرازي بكتابه نفسه في هذا المجال: (يجب أن يكون المسلمون بعضهم مع بعض، وذلك لا قولاً في الإذاعات ووسائل الإعلام فقط، بل عملاً من أجل إسقاط الحدود الجغرافية، والحواجز النفسية والفوارق القانونية إلى غير ذلك من الأحكام الإسلامية التي لم يطبق شيء منها في أي بلد من بلاد الإسلام).

نعم للاصلاح لا للسلطة

من هذا المنطلق فإن المنهج الحسيني منهج حياة عادلة مستقيمة تضمن للجميع حريتهم وكرامتهم، لهذا يرد في كتاب سماحة الامام الشيرازي قولا للامام الحسين عليه السلام، اذ يقول بهذا الصدد: (لقد علّل الإمام الحسين عليه السلام ثورته الخالدة بقوله: اللّهمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ انّهُ لَمْ يَكُنْ ما كانَ مِنّا تَنافُساً في سُلْطان وَلا التماساً مِنْ فُضول الحُطام ولكنْ لِنُرِيَ المَعالِم مِنْ دينِكَ ونُظْهِرَ الإصلاحَ في بِلادِكَ ويَأمَنَ المَظْلومونَ مِنْ عِبادِكَ وَيُعْمَلُ بِفَرائِضِكَ وَأحْكامِكَ...).

ولكن ازاحة الظلم ونشر الحق والسلام والاسلام، يحتاج الى جهد كبير، يتمثل بالترويج للمبادئ الانسانية العظيمة للفكر الحسيني والتي تدعو الى المساواة ورفع الحيف والظلم على الفقراء، لذا لابد من نشر هذه المبادئ الى اقصى حد ممكن، يقول الامام الشيرازي في هذا المجال: (أليس من المؤسف أن لا يكون للمسلمين في غير أقطارهم حتى مئة مبلّغ؟! بينما تدلّ الإحصاءات على ان للمسيحيين في افريقيا عشرة آلاف مبشّر، وفي آسيا تسعون ألف مبشّر، مهمّتهم تنصير الآسيويين والافريقيين، وهم مزودون بكلّ وسائل الحياة والتقدّم، وقد تمكّنوا من تنصير عشرات الملايين في هاتين القارّتين).

لذلك لابد من التحرك السليم والمبرمج لنشر المنهج الحسيني بين المسلمين ولا بأس ان يعرف الآخرون من غير المسلمين طبيعة المنهج الحسيني وما يدعو اليه من حرية في الفكر والسلوك والابداع وتطوير الحياة على اسس سليمة يتقدمها العدل والمساواة والتسامح.

الفشل والخمول والتراجع

من المؤسف حقا ان يفشل المسلمون في استثمار طاقاتهم وثرواتهم المادية والفكرية في مواكبة العصر، واستثمار فرص التقدم، والسبب دائما ، الخمول واللامبالاة والنكوص والتراجع عن اداء الادوار المطلوبة، لتحسين الحياة، سواءا على مستوى الحكومات او الافراد ايضا، لذا تسود فوضى واضحة في ادارة شؤون الرعية، ويتم التجاوز على الحقوق الاساسية للافراد والشعوب، فضلا عن اهمال قضية العلم والتطور من لدن المسؤولين والنخب، والابتعاد عن منهج أئمة أهل البيت، وهو منهج انساني متكامل.

يقول الامام الشيرازي حول هذا الموضوع بكتابه المذكور نفسه: (إن هذه الفوضى التي تشاهد في بلاد الإسلام دليلاً على اليأس، بل حالها حال التثاؤب الذي يتّصف به الناعس بعد نوم طويل، حيث ان التثاؤب في هذا الحال، دليل الشروع في اليقظة، لا الأخذ في النوم، وقد نام المسلمون طويلاً طويلاً حتى قُسِّمَتْ بلادهم، ونُهِبَتْ أموالهم، وهُتِكَتْ أعراضهم، واُريقَتْ دمائهم).

لذلك لابد من العودة الى الجذور الفكرية العظيمة التي تتمثل بمبادئ الفكر الحسيني، واهمية نشرها من وسائل التوصيل المتعددة كالطبع والاذاعات والخدمة التلفازية وما شابه، لهذا يؤكد الامام الشيرازي على أهمية: (استقطاب القوى الإسلامية رجالاً من علماء واطباء ومفكّرين ومعدّات من دور نشر ومكتبات ومطابع ومدارس وغيرها، فإن جمع القدرات من أهمّ أقسام الحزم للوصول إلى الهدف، فإن البحار تتكوّن من قطرات الأمطار، والصحارى تتألف من حبّات الرمال).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/تشرين الثاني/2012 - 4/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]