الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

زيارة الأربعين... خميس بشرق الأرض والغرب زحفه

الملايين تتجه صوب كربلاء

متابعة: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: قطعا لم تمتشق الكلمات سيف جرأتها او تتمرد لغة الضاد حيال ما تنطق به ذاكرة الطرقات وهي تتصدى لذلك العرس الشهادي عبر طقوس السير على الاقدام، وكاننا بها تعيد الى الاذهان تلك الصورة الشعرية (خميس بشرق الارض والغرب زحفة).

نعم هو ذلك الزحف بأم عينه حيث قارب بين اقصى الجنوب الى اقصى الشمال متجها صوب كربلاء الشهادة والفداء، ليرسم من هناك خارطة التاريخ الممتد لقرابة اربعة عشر قرنا بذلك الطوفان البشري، الذي لم يستثنى حتى الطفل الرضيع ناهيك عن الرجال والنساء بما فيهم حتى المقعدين واولئك الذين خاصمهم نور البصر، وكأنما هي القيامة قد قامت لتصتك تلك الجموع الغفيرة ولتعلن بكل براءة وعفوية ومن دون سابق انذار نفيرها العام من مدنها وقراها، ولتوشح ارض الطفوف بذلك الكرنفال الحسيني.

(شبكة النبأ) سجلت مشاهداتها لقوافل الزائرين الى مدينة سبط النبي الكريم الإمام الحسين (عليه السلام) في زيارة العشرين من صفر والتي هي تمثل زيارة الاربعين الى قبر سيد الشهداء(عليه السلام).

رجل كبير وراية أكبر

من المشاهدات التي علقت في الذاكرة هي راية رجل كبير في السن فقد نعمة البصر وتقوده ابنتاه من على يمينه وشماله متوجهين به الى كربلاء سيرا على الاقدام ويلهج بكلمة يا حسين، حينها شدنا المنظر للتحدث اليه فقال، رغم عفوية المؤيدين وتباين مستوياتهم الثقافية والعمرية الا ان تلك المسيرات المليونية تكتنز الكثير الكثير من المعاني.

ويضيف، يكاد هذا الزحف ان يكرس مفهوم الانتماء للقضية بعيدا عن قوالب الانتماء الفردي او العشائري، اذن نحن اليوم امام ثقافة المبدأ والصمود امام كل التحديات والاهوال، وربما نحن اليوم في امس الحاجة الى ان نظفر بمساحة الصمود امام الصعاب التي تحدق بنا من كل حدبا وصوب من خلال تلك الممارسات الارهابية التي امتدت قرابة التسعة اعوام، فلنجعل من زيارة الاربعين عنوانا لمجدنا وتعاضدنا ضد من يريد النيل من ارادة عراق الانبياء والاوصياء، فسلام على الحسين وعلى ال الحسين يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون.

صورة أخرى دونتها الحاجة (أم حمزة) وهي من اهالي الزبير في البصرة، حيث لم تثنيها سنواتها الستّين من ان تقطع كل تلك المسافات لتصطحب معها العكاز تتوكأ عليها والهدف زيارة الاربعين في كربلاء والجائزة كما تقول شفاعة الحسين عليه السلام يوم الحشر وتكمل كلنا فداء للحسين(ع) وهل هناك شخص في الدنيا اعز من الحسين حتى ناتي من اجله مشيا على الاقدام قاطعين مئات الكيلومترات.

وتكمل، لا يهمنا حر او برد او مال او مسافات شاسعة بقدر تعلقنا بأئمة اهل البيت عليهم السلام، اللهم احسبنا من زوار الحسين، وتركتني وذهبت تلهج بهذا الدعاء المدوّي من اعماق القلب واللسان.

في احد المواكب المنتشرة على الطريق المؤدي الى النجف الاشرف التقيت بالطفل (سلام) وهو من اهالي الشطرة، جنوب العراق، حيث جاء مع والديه وهو يقارب السابعة من العمر فسألته، كيف أحتمل هذا الطريق الطويل من دون ان يحس بالتعب، فأجابني مسرعا: الا تعلم باني ذاهب الى الحسين(ع) وهو سفينة النجاة في الدنيا والاخرة، وانا ارفض ان يحملني ابي او امي وذلك كي احصل على الاجر والثواب.

ويضيف، فان اهل الخير جزاهم الله خيرا لم يجعلونا محتاجين أي شىء، فهم يوفرون لنا الطعام والماء على طويل الطريق المؤدي من الناصرية الى كربلاء، اما في الليل فهناك المواكب نمضي الليل عندهم، ويوفرون لنا البطانيات والفرش، ويقدمون لنا الأدوية ويغسلون ملابس الزائرين والحمد لله.

الحاجّة (أم عقيل) من قضاء المشخاب، جنوب النجف، سألناها عن سبب مجيئها الى كربلاء وهي امرأة كبيرة في العمر وربما هناك حوادث في الطريق، وكان الجواب وبدون تردد وبعفوية مطلقة، لدي حاجة أود ان يقضيها لي الامام الحسين(ع) من خلال منزلته ووجاهته عند الله سبحانه وتعالى، وثانيا انا لست وحدي فهناك الكثير من النساء والرجال من هم من قضاء المشخاب قد اتوا معي.

وتتابع: فان قوات الشرطة والحرس الوطني وفقهم الله كانوا دائما في خدمتنا منذ خروجنا من القضاء حتى وصولنا الى كربلاء، فهم منتشرون على جانبي الطريق لمد يد الدعم والمساندة الى الزوار، وانا من خلالكم اشكرك كل ابناؤنا من قوات الشرطة والجيش على سهرهم على راحة وأمان الزائرين وادعو من الله ان يحفظهم بجاه الحسين وشفاعته وزيارة الاربعين، من كل مكروه انه سميع الدعاء.

استوقفني ايضا منظر المفارز الطبية المنتشرة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء وهي تقدم للزائرين الاسعافات الاولية والعلاجات الطبية وبعض المساجات للزائرين مثل تدرليك الأرجل وتقديم الاستشارات والعلاجات الطبية وهناك اجهزة لقياس الضغط والسكر ايضا، ومن الضروري التاكيد على وجودة بعض الاطباء وذوي المهن الطبية من اجل المعالجة واجراء الضمادات وزرق الابر.

الجهد الخدمي كان له حضور مميز ممثلا برجال مديرية الماء والمجاري في كربلاء عملهم يتلخص بتوفير الماء الصالح للشرب، ومتابعة ما تحتاجه المواكب الحسينية المنتشرة على طول الطريق المؤدي الى سيطرة النجف، وملىء الخزانات والبانيوات المنتشرة على طول الطريق بالماء وذلك من اجل ان ينعم الزائر بكل ما يحتاجه من ماء من خلال ارتياده المرافقات الصحية او للوضوء او للشرب او الاغتسال.

ما لفت نظرنا هو كمية الهيئات والمواكب التي استقر بها المطاف على طول الطريق المودي الى كربلاء من جهاتها الثلاث سواء عن طريق بغداد او عن طريق النجف او عن طريق مدينة بابل وكانما هناك استنفار جماهيري وشعبي منظم بشكل دقيق ومتكامل وهناك رغبة لا حدود لها على تقديم افضل الخدمات للزائرين وبجهود ذاتية.

وفي اثناء تلك الجولة استوقفنا مشهد البذل والعطاء في كل شىء وقد تعددت الخدمات ابتداءا من الوان الاطعمة والمشروبات المقدمة الى خدمات اخرى لا تخطر على بال مثل كارت الموبايل وشحن الموبايلات وحتى اصحاب المهن الاخرى كالاسكافي على سبيل المثال ليس الا وهي لا تقدر بثمن وليست هناك من احصائيات ترصد لنا حجم الاموال المصروفة في تلك المناسبة وكنت اتمنى ان اصل الى رقم تقريبي يبين لي كمية الاموال التي انفقت.

من المشاهدات الاخرى هي وجود الوافدين من خارج العراق وهذه اشارة موكدة على فشل الاعلام المظلل الي حاول مرارا وتكرارا ان يثني هولاء الزائرين من التوجه الى العراق وممارسة شعيرة السير على الاقدام الى كربلاء المقدسة .

واخر ما تم رصده في تلك المسيرة المليونية هو التعاون الكبير من بين الهيئات الشعبية والجهد الحكومي بكافة اشكاله الامنية والخدمية والشىء المهم الذي اود التعرض اليه هو تلك الخدمات المقدمة من قبل الحضرة الحسينية والعباسية وذلك من خلال توفير مئات بل الالاف العجلات لنقل الزائرين من والى وسط المدينة القديمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/كانون الثاني/2012 - 15/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]