هنا طف وباقي الأرض جسر= على رئتي وساقي الدمع
نهرُ
هنا انبجست عيون الغيم حزنا =وأصداء بها الآهات
أسرُ
فللأمواج طنطنة تفر =وضفة حزنها دمٌّ ونحرُ
هنا طوفان مملكة الحكايا= تضوع وقد سما بالطف
فجرُ
كسنبلة لها الأغصان حرف =دفاترها بحبر الوجد
كسرُ
هنا تزكو على الآفاق شمس=ُ حسين ملؤها والكون
قبر
يظلل دوحة الدنيا إباء =ويقدح وقته في العين
جمرُ
وزينبُ حرة ضيمت وذلت =ويأبى الضيم والإذلال حرُ
بَنتْ مجدا وقلب الموت شبرُ= يجلببها ودرع الصبر
صدرُ
فمن باكٍ ومنتحب وحاني =يفيض لها من العلياء
برُّ
أضاع الماء من فمها رذاذا= وثغر الماء همهمة
وعسرُ
رأتْ قلب الحسين أسى تلظى= وللعطشان أمنية وثغرُ
كأن المشرقين بهم تلاقا= على البلوى وفقد الأهل
مرُّ
كأن الأربعين بمقلتيها= أسارير وأرزاء وضرُّ
تفيض الروح ممطرة تدلت= على مستودع البراكات
مرّوا
بها الأركان ثابتة وأمستْ= قواها لا تلمّ ولا
تقرُّ
فيا طفا تبسم في أساها= عظيما حوله الأنوارُ
طهرُ
دعاك العرش مأذنة الغيارى= وحسب الأرض في ذكراك
فكرُ
ويا وطنا يلذ وكل قلب= من الأحزان يلهمنا يُبرُّ
أراك الآن تختصر الأماني= ونبض القلب وجدٌ
مستمرُّ
يمرّ بخافقي حزنا فتحلو =موارده ونار الحزن جسرُ
فان تكُ شهقة أفديك روحي= وان تك مقلة فضنى
وقهرُ
تحجّ له القلوب بكل وقت= ليحمله الشعاع فيستقرُّ
هنا الطف النجيع وقد تهادى= مصابيحا على الرمضا
تخرُّ
جرى في الدمع دمك بين قلبي= ومازال الحسين له
مقرُّ
وذي الأوجاع تصحو في مدانا= مراياها نشيجا لا
يفرُّ
فشمسك يا حسين تطلّ مهما =تعمّق جرحها ينثالُ
بدرُ
وأسمك يا حسين على البرايا= مواعيدٌ وأركانٌ
ونصرُ |