الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المسرح الحسيني والقدرة على النمو

عبد الكريم ابراهيم

يعد المسرح من الفنون ذات التأثير المباشر على المتلقي، وهو صاحب جذور تمتد عميقة في التاريخ، ولانكاد نجد حضارة انسانية الا واعطت المسرح اهتماماً منقطع النظير ولعل لارتباطه بالطقوس الدينية من عوامل استمراره والمحافظة على تالقه.

 وفي العصور الوسطية لعب هذا الفن دوراً كبيراً في توجيه الجماهير نحو افكار معينة وكان من ادوات النقد المباشر للسلطات الحاكمة والقيم الاجتماعية ونبذ الطبقة والتمييز العنصري ونجد صدى هذا واضحاً في مسرحيات الفرنسي مولير والنرويجي ابسن والانكليزي شكسبير وغيرهم، اما في عالمنا العربي فقد ساهم المسرح في بلورة مفاهيم المساواة والديمقراطية والتحرير والسيادة الوطنية في بدايات القرن العشرين وما زال حتى هذا الوقت لم يفقد بريقه رغم منافسة وسائل الاتصال والبث المتطورة، بل انه ارتبط بميول الطبقات المثقفة المؤثرة التي تحاول ايصال الافكار والنظريات الى المتلقي بطريقة معاصرة.

والثورة الحسينية هي اكثر الموضوعات التي تناولتها افلام المؤلفين من شرح وتفصيل، شعراً ونثراً ولكن هناك قصور في استلهام المعاني الحقيقية لها من خلال المسرح، وانما هي محاولات متواضعة واحياناً فقيرة، كما في (الحسين ثائراً وشهيداً) للشرقاوي الذي اجهد نفسه في مقدمات الثورة دون المساس في صلب الموضوع وقد قدمها المخرج العراقي جواد لحسب على مسارح بغداد ولكنها لم تعرض سوى ايام قلائل لاسباب كثيرة ولعل في مقدمتها المادية.

 وبعدها هذه التجربة قدم المخرج منير راضي العبودي مسرحية (واقعة الطف) وتابعاتها ولكن لم يخرج عن (الشبيه) في الكثير من الاحيان ولعل الامر راجع الى اعتماده على ممثلين غير محترفين، جلهم من الهواة الذين ما زال موروث (الشبيه) يجري في عروقهم، واحياناً يوازي بين المسرح المغلق (العلبة) والمسرح المفتوح، مع هذا كان اكثر من غيره توفيقاً في اختيار الممثلين وخصوصاً الشخصية الرئيسية.

وتبقى المشكلة التي تواجه اغلب المخرجين في كيفية العثور على نص مسرحي يجسد واقعة الطف دون المماس بالثوابت التاريخية مع حرية كبيرة في الحوار تجاوزت حدود الموروث التقليدي المتعارف عليه، وتبقى مسالة النص الذي يجب ان يكتب بطريقة ادبية سامية او عدم الاعتماد فقط على الشخوص الحقيقية، بل لابد من نوع من نمو للخيال كي تكسب المادة الادبية فعاليتها في التأثير والتحرر من قيود قد تكون عائقاً في خلق الابداع المسرحي الذي اساسه النمو في الاتجاهات مع المحافظة على الفكرة الرئيسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/كانون الثاني/2011 - 4/صفر/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]