الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء

رفعت الواسطي

كهيعص (2) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (3) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (4) قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (5) وَإِنِّى خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِى وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (6) يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (7) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (8) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (9) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (10) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (11) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (12) يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (13) وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (14) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (15) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (16

لنا في كل عاشوراء وقفة ذكرى وتجديد بيعة، حيث العبرة والبيعة. عاشوراء تألقت بالحسين الشهيد وفي آخر لحظاته كان نور وجهه المبارك شاغل من أراد قتله، قال هلال بن نافع كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخاً بدمه احسن منه وجهاً ولا انور ! ولقد شغلني نور بوجه عن الفكرة في قتله ! فاستقى في هذه الحال ماءً فأبوا ان يسقوه.

كلمة تألقت في حاضرة عاشوراء ذات معاني أخرى فكل ماكان في واقعة الطف رمز واحد كان هو الهدف لجيش نظامي كامل العدة والعدد أرعبهم الاسم وشغلهم نوره الوضاء حتى أن عمر بن سعد قائدهم أدرك الخطر فقال: ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولا بنفسه وحرمه والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم.

الحسين يتألق ذكره المبارك في ضمير الأمة استجابة لقول جده المصطفى (أحب الله من احب حسينا) والحسين رمز الاحرار يرفضون الطواغيت على مر الدهور. سلام على الحسين يوم ولد فكان اسمه حسينا بشارة النبي بهذا الاسم المبارك لمن يعشق اسم الحسين محركا فيه مشاعر الرحمة وقد كان جون صادقا يوم عاشوراء حين برز لجيش الظلمة وهو يقول (حب الحسين جنني). ملك قلوب من عرفوه فأرادوا ان يقولو له كلمة وفاء له بالعدول عن الرحيل لكربلاء وهو الحسين لايعرف المجاملة او المهادنة والخنوع قال قولة حكيمة استحضر فيها مسيرة الشعوب وذاكرة التأريخ :

إن من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل؟

أما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا

ثم يجلسون في اسواقهم يبيعون ويشترون كان لم يصنعوا شيئا

فلم يعجل الله عليهم بل امهلهم واخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام.

لو قرأنا ماقيل في عاشوراء لوجدنا تأريخ البشرية قد جسده الامام الحسين الشهيد برحمة الانبياء والمرسلين الى الناس جميعا وقلبه يتالم حتى بكى في تلك اللحظات مجيبا على من سالوه لم بكائك ياابن رسول الله قال ابكي على هؤلاء القوم سيدخلون النار بسببي. رحمته مع أعدائه وهو يسقي المقاتلين الذي جاؤا كي يمنعوه من الدخول الى الكوفة وبعد ان نفذ مائهم طلب الامام الرحيم ممن معه يسقوهم مما لديهم من ماء هكذا يعلمنا منهج الحسين الاخلاقي وتربيته المحمدية فهو من نفس الرسول ومن عدل علي بين أبي طالب ومن طهارة معدن بضعة المختار فاطمة الزهراء. لله من امة لاتعرف رجالها حق المعرفة يقول لهم كونوا أحرارا في دنياكم ومن منا لايريد الحرية والكرامة له ؟ أليس هذا مطلب الاحرار وحق طبيعي للانسان كما خلقه الباري عز وجل؟

فلم الخنوع والذل فرارا من مواجهة الحقيقة كلنا نلاقي حتفنا عاجلا أم آجلا وهنيئا لمن مات سعيدا راضيا مرضي عنه. رحل الحسين وهو باق في ذاكرة وضمير الاحرار بعد أن كتب لنا ومن خلال من جاء معه قولته المشهورةإنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها واستمرت جدّاً ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل،

ألا ترون إلى الحق لا يعمل به،وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقا فاني لا أرى الموت الا سعادةً، والحياة مع الظالمين الا برما. أن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون.

أما قاتل الحسين فقد رحل وهو ملعون في كتب السير الا من هو على شاكلة القتلة والمأجورين الذين يبيعون دينهم بدنياهم (ألا لعنة الله على القوم الظالمين). هؤلاء يزينون أعمالهم بما أتوا من فن التضليل وتزييف الحقائق.

 ان من يقرأ مسيرة الثورات وحركة الرجال في الأمة تراهم يرفعون اسم الحسين فتأتي أعمالهم لتبين لنا مدى صدقهم أو دجلهم وكذبهم على الناس، لانهم نسوا عاشوراء في حقيقتها القرآنية (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه) وكانوا حقا صادقين كل يبرز الى الموت كما قال لهم أبو عبد الله الحسين بعد ان رمتهم سهام الجيش الباغي عليهم (قوموا يرحمكم الله الى الموت الذي لا بد منه فان هذه السهام رسل القوم اليكم) وكم كانت الاستجابة تفوق كل المواقف حين يكتب التاريخ عمن يفي بالوعد والصدق مع من يحب كأنهم يزفون الى عرس أبدي فرحين بما تجود به نفوسهم الأبية الا نصرة الحق ورجل العدالة والرحمة.

هكذا يكون لعاشوراء معنى آخر يختلف عن كل المواجهات العسكرية حيث جيش جرار يقابل عددا من الافراد وكما شائت الاقدار ان يكون الحسين شهيدا فقد ابت الاقدار الا ان تكون المواجهة مستمرة الى يومنا هذا في الفكر حيث ينطلق العقل الى رؤى تفوق الزمان والمكان بين الماضي والحاضر لتبني علاقة وثيقة مع المستقبل وتكون عاشوراء هي المتألق في هذا المسير لأن البشرية لاتستطيع ان تمضي قدما بلا عزة وكرامة.

عاشوراء لم تحدث لتنتهي عند موت الابطال بل كانت البداية مع استشهادهم لانها جزء من حركة القرآن في منظومة الزمن (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) رحلوا بعد أن أوفوا الوعد بحفظ الدين والالتزام بالرسالة النبوية الشريفة فقد كان حالهم يومذاك كما وصف (لهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد) وكيف لا وفيهم سيد شباب أهل الجنة يخاطب رب العزة : اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ وَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة.

سلام لك وعليك سيدي أيها الامام البر التقي النقي الهادي المهدي وعلى الأرواح التي اناخت برحلك وكانت كما قلت فيهم (لم أرى أهل بيت أبر من أهل بيتي ولا اصحاب أوفى من أصحابي). السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ناطقا بالحقيقة (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/كانون الأول/2010 - 13/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

annabaa@annabaa.org