الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

شعائر الحسين (ع)

باب الله الذين منه يؤتى

حسين محمد حكيم الطريفي

ان لكل قوم عرف خاص بالنسبة إلى اقامة العزاء والحزن على أي فقيد عزيز عليهم، فما بالك لو كان ذاك الفقيد سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن قال فيه حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا، ونحن كشيعة متبعون لوصية رسولنا الأكرم (ص) في الثقلين المتمثلين بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة اقتدينا بسيدنا الأعظم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والآل الكرام المعصومين المنتجبين وأصحابه السائرين على نهجه وخطه المبارك، نعم اقتدينا بهم في إحياء الشعائر الحسينية كسنة مستحبة قام بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما أقام أول مأتم على فلذة! كبده الحسين عليه السلام يوم ولادته.

فالشعائر الحسينية احدى اهم المفاهيم الاسلامية التي رسخت اهمية الثبات على الحق ونصرة الانسانية والتصدي للظلم والفساد والاستبداد مهما كان الثمن والنتائج.

وهي مجموعة من القيم والمبادئ التي يترسخ فيها تعظيم وتعزيز وتكريم مقام شعائر أهل البيت (عليهم السلام) أمام كل العالم. كما انه اضافة إلى ذلك يرمز الى تأييد الحسين (عليه السلام) في ثورته المباركة والمؤيدة والمسددة وإعلان الثورة العاطفية على الظلم والظالمين والتعبير عن أعمق مشاعر الاستنكار والسخط ضد أعداء الحق والعدل فالحزن و البكاء بمعناهما النفسي هما حالة تأثر النفس والروح وتفاعلها مع الحدث ومواكبته وإحساسها بالألم والحزن ولوعة القلب فتأتي الإستجابة للحدث بتعبير معين وهو البكاء وغيره من الأعمال المعبرة عن ذلك الحزن والألم.

 وبكاءنا على الإمام الحسين (عليه السلام) هو ردة فعل للحدث المؤلم والمهول الذي هلّ به وبآله الكرام عليهم السلام، فتفاعلنا مع قضيته (عليه السلام) أوجب أن تتفاعل نفوسنا وأحاسيسنا لما أصابه (عليه السلام) وبذلك فإننا قد عبّرنا باستجابتنا لمصيبته (عليه السلام) بإحياء الشعائر الحسينية بكافة أنواعها والتي هي حالة تفاعل كما ذكرت.

ويتمثل ذلك الحزن والألم عن طريق اللطم على الصدور ولبس السواد والضرب بالسلاسل وشج الرؤوس وغيرها فكل ذلك هو تعبير عن الألم والحزن الذي يعتلج قلوبنا وتعبير عن مدى ما أصابنا من عظم المصيبة فالحرقة التي تصيب النفس والحزن يسيطر عليها يمكن للإنسان أن ينفّس عما أصابه بفعل ما يكون ترويحاً وتنفيساً ومجاراةً ومواساةً لمن حلت به هذه الفاجعة أو القضية المؤلمة.

فلا يوجد شخص كالحسين عليه السلام جالت على صدره الطاهر وضلوعه الخيول حتى سمع صوت تكسر عظامه الطاهرة وسبيت نساءه وأطفاله واقتيدوا مربوطين بالسلاسل من بلد إلى بلد وسط البراري والقفار وحر الهجير والرؤوس الطاهرة محمولة أمامهم ولا يوجد شخص كالحسين عليه السلام بكى على أعدائه في ليلة عاشوراء بسبب انهم يدخلون النار بسببه على رغم علمه بكل ما سيفعلونه ولا يوجد شخص كالحسين عليه السلام فقد كل أحبته في ساعة واحدة وأمام ناظر عينيه وليس هناك كالحسين عليه السلام بكته الأنبياء والرسل والمعصومون قبل ولادته وبعد استشهاد ولحين قيام الساعة والبروز في يوم المحشر ولا يوجد شخص كالحسين ذبح رضيعه على صدره من الوريد إلى الوريد وهو صابر محتسب لله عز وجل.

 ففي معركة الطف الخالدة اجتمعت كل شياطين الإنس من أجل اخماد الأحقاد الدفينة والنيل من رسول الله (ص) عبر حفيده الحسين عليه السلام عبر تلك المشاهد الدموية لما قبل وبعد واقعة الطف.

إذن أمام كل ما قلناه ومادام أن أصل الحزن واقامة العزاء ثابت على الحسين الشهيد (عليه السلام), فان كل انواع الشعائر الحسينية وبكافة أنواعها وأشكالها هي من مصاديق اظهار الحزن عند الشيعة على آل الرسول (ص)، فلا نحتاج في المسألة إلى دليل خاص مادامت هي داخلة تحت عمومات الحزن.

وذلك لأن للشعائر الحسينية مصاديق ورموز تعبيرية عن مفهوم الحزن والألم على استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) الذي أكد عليه رسول الله (ص) وائمة أهل البيت (عليهم السلام), فقد قال الامام الصادق (عليه السلام) : ((رحم الله من أحيا أمرنا)) (بحار الانوار2، 151، 30).

وقال الامام الرضا (عليه السلام) : ((من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)) (أمالي الصدوق, المجلس 17 الرقم 4),

وقد وردت كثير من الروايات في هذا المجال حول مرور الأنبياء عليهم السلام بوادي كربلاء وما حل بهم كآدم ونوح وعيسى وإبراهيم واسماعيل وسليمان عليهم افضل الصلاة والسلام، إذن ان من مصاديق الشعائر هو احياءها وتجديدها بكل الأنواع التي ذكرها أئمتنا ومراجعنا العظام فان للحزن على سيد الشهداء طرق مختلفة وكل قوم يعبر عن حزنه بأسلوبه وطريقته المألوفة عنده ولكل استدلالاته خصوصا فيما يتعلق بسيد الشهداء الحسين عليه السلام.

أضف إلى كل ذلك, فان الهاشميات وهن حفيدات رسول الإسلام محمد (ص) لطمن على الحسين (عليه السلام) وبحضور الإمام السجاد (عليه السلام) نجل سيد شباب أهل الجنة الحسين (عليه السلام) وحفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحيث لم ينهاهن الامام السجاد (عليه السلام), فيكون تقريراً لجوازه بل واستحبابه على الحسين (عليه السلام).

فاللطم والتطبير والضرب بالسلاسل والمشي على الجمر والحضور في المجالس وتركيب السود واطعام الفقراء وواي فعل يتعلق بالإمام الحسين عليه السلام هي أفعال ومظاهر من الحزن والتألم، يقيمها المؤمنون تذكاراً لمصاب سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) وإحياءاً لتلك الفاجعة التي ألمت بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) والتي كان من أفجع المصائب وأعظم الرزايا التي فدح بها المسلمون في تأريخهم، فهي مصيبة ليست ككل المصائب وفاجعة ليست ككل الفجائع وقد تألّم لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) والزهراء (عليها السلام) قبل حدوثها لما وصلهم من علم الله سبحانه وتعالى بها.

 وقد ورد في ذلك أحاديث صريحة وصحيحة رواها أحمد في مسنده وغيره، فأنظر ما نقله الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 187 عن أحمد بن حنبل في مسنده وعن أبي يعلى والبزار والطبراني وصرّح بأنَّ رجال الحديث ثقات في بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) وألمه لما سيجري على الحسين! (عليه السلام) وإخبار علي (عليه السلام) بذلك.

إذن ان علمنا أن الاصل في الاشياء الاباحة، أي أن كل شيء مباح حتى يرد فيه حرمة ونهي، لا كما يظهر من كلام من يعترض على اللطم من أن الاصل في الاشياء الحرمة. فان أصالة الاباحة أصل في علم اصول الفقه وفيه بحوث علمية لا يعرفها ابناء المذهب المخالف ـ ويمكنكم اطلاعهم عليها ـ وعليه فان مدعي الحرمة والمنع يحتاج الى دليل وليس العكس.

بل أن اللطم على الحسين مستحب كما ذكرنا سالفاً لأنه بعد الاصل يدخل في إحياء شعائر الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) ومن المعلوم لدينا دخول الشعائر الحسينية في شعائر الله فان يوم الحسين يوم من ايام الله بلا جدال.

ولكن مع كل هذا فأن للشيعة أدلتهم من الروايات التي فيها اقرار اللطم على الحسين (عليه السلام) والمعصومين (عليهم السلام)، كما ورد في زيارة الناحية المقدسة من فعل الفواطم: (فبرزن من الخدور ناشرات الشعور لاطمات الخدود)، اذ جاءت ! هذه الزيارة على لسان معصوم فضلاً عن سكوت الامام زين العابدين (عليه السلام) زمن الحادثة الدال على تقريره.

وايضاً ما رواه الصدوق من ان دعبل الخزاعي لما انشد الرضا (عليه السلام):

اذن للطمت الخد فاطم عنـده ***** واجريت دمع العين في الوجنات

لطمت النساء وعلا الصراخ من وراء الستار وبكى الرضا (عليه السلام) وهو حفيد رسلو الله (ص) حتى اغمي عليه مرتين، وفيه من التقرير والرضا ما لا يخفى. اذ لو كان فيه خلاف الشرع لانكره (عليه السلام). وفي اللهوف لابن طاووس انه لما رجع السبايا الى كربلاء وجدوا جابر بن عبدالله الانصاري وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين: (فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم واقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمعت نساء ذلك السواد واقاموا على ذلك اياماً).

ومن المعلوم ان الامام السجاد (عليه السلام) كان معهم وهو إمام زمانهم في ذاك الزمان.

فالسلام عليك يا ابا عبدالله الحسين

والسلام عليك يا ابن رسول الله (ص)

والسلام عليك يا ابن امير المؤمنين وابن سيد الوصيين

والسلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين

والسلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور

والسلام عليك وعلى الارواح التى حلت بفنائك واناخت برحلك عليكم مني جميعا سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم ورزقنا وإياكم طلب ثأرك مع صاحب الزمان (عجل الله فرجه) وفي ركب المستشهدين بين يديه الشريفتين.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/كانون الأول/2010 - 12/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]