الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الذين يُحرّفون الحسينَ عن مواضعه

السيد محمود الموسوي

إن عملية التحريف ليست مهمة السواد الأعظم من الناس، إنما هي مهمة يضطلع بها عادة الكبراء والنخب في المجتمعات التي يراد لها أن ترفض الحق والهدى، وهذه العملية هي أخطر من الضلال الفردي، وذلك لأن الجاهل يتخطى بجهله الهدى ونور العلم ويضل عن الطريق القويم بمفرده، ولكن عملية التحريف هي إفراز إرادة السوء، ونتيجة خبث السريرة، وطموح الفاسد في الإفساد، ومن يباشرها فإنما يباشرها عن علم ودراية بالحقائق، إلا أنه اكتشف أن تلك الحقائق لا تنصبّ في قالبه، ولا تخدم أهدافه، ولا تلبي رغباته في الإستحواذ والهيمنة، فلا يقتصر على الضلال وحيداً، بل يسعى لإضلال الناس، وتخدير عقولهم، وتكبيل نفوسهم بالآصار والأغلال، لأن ضلال الناس مصدر قوته وبقاء رغباته التي يروم أن يشبعها بالشهوة والسلطة والمال.

وهذا العمل لاريب أخطر وأقبح من الأول، لذا وجب فضحه، وتعرية خططه، لكي يتحصّن المجتمع من أعماله، فلا تلتبس عليه اللوابس، ولكي يبصر الناس الحقائق كما هي محفوظة مكنونة دون تحريف أو تزييف.

يحرّفون الحسين

من الحقائق الربانية التي يعمل العاملون على تحريفها، هي حقيقة "الحسين إماماً" وحقيقة أن "الإمام الحسين إنتماء مقدس"..

كيف؟

الإمام الحسين (عليه السلام) إمام حق مفترض الطاعة، معصوم عن الزلل، مطهّر من كل دنس، سليل الإمامة الإلهية، وثالث أئمة الهدى بعد النبي (ص)، ومن صلبه بقية الله من الأئمة المعصومين التسعة عليهم أفضل الصلاة والسلام.. وهو عليه السلام وارث الأنبياء والأئمة، قتيل العبرة، وبهداه يجب الإعتبار.

هذه الحقيقة الناصعة، الحقيقة التي تضع الإمام الحسين (عليه السلام) موضعه الذي وضعه الله فيه، ومرتبته التي رتّبه الله فيها، ومكانته السامقة التي تبوأها بتشحطه بدمه باذلاً مهجته في سبيل الله خالصاً مخلصاً، هذه الحقيقة يراد لها أن تحرّف، لذا يعمل العاملون على مساس خصائصها الربانية، وتوهين جوانبها الإلهية.

هكذا رأينا في الآونة الأخيرة أن هنالك بعض الخطوط أو الخيوط ممن هي على غير الولاية لأهل البيت (عليهم السلام)، تحاول أن تطرح الإمام الحسين (عليه السلام) في خطابها الدعوي والثقافي، وتحاول أن تستجدي عقول الناس باسم الإمام الحسين، متاجرة بقضيته المقدّسة، في سوق فاسدة، وهي تجارة بائرة خاسرة، أمام نور العقل وهدى المعرفة.

فبعد أن سكتوا عن الإمام الحسين (عليه السلام) وعن فضائله القرون، هاهم ينطقون كفراً، ويلحدون ألسنتهم عن حق الإمام الحسين (عليه السلام)، بعدما رأوا أن الناس تنجذب بالحس الحسيني نحو ساحة الحق، وقد أيقنوا أن الإمام الحسين يثير بحركته دفائن عقول الأحرار، ويزكي نفس الإنسان ويعزز فطرته التي فطره الله عليها، فلم يكن بد لهم إلا أن يعمدوا إلى التحريف فيما يمكن أن توجبه الثورة الحسينية من الإيمان، فيصبح المجتمع ـ حسب ما يطمحون ـ في ظاهره محباً للحسين ومتعاطفاً مع قضيته، ومؤيداً لأهدافه، ولكنه في الحقيقة والواقع مخالفاً لمنهجه، متبايناً مع مقاصده، فذلك هو الإيمان الكاذب الخادع، وذلك هو الإنتماء الذي يحادّ الإنتماء المقدّس للإمام الحسين (ع)، وذلك هو التحريف.

لقد شهدنا محاولات لتأسيس جمعيات أو طباعة كتب تدعي حب الإمام الحسين (عليه السلام)، ذلك الحب الفارغ الذي لا يعترف بحقه في الإمامة المفترضة المعصومة عن الزلل، فهي مجرد ضوضاء تنادي باسم الإمام الحسين (ع) لكسب عاطفة الناس البسطاء، ولكي لا يقال عنهم بأنهم قد تجاهلوا الإمام وفضائله ومكانته.

 ونحن إذ نستشعر خطورة عملية التحريف التي هي أخطر من التجاهل أو الإعتراف بعدم الإيمان بشخصية الإمام الحسين (ع)، فلابد أن نسعى لتبيين الحقائق، واثبات أن الإنتماء للإمام الحسين (ع) هو انتماء مقدّس، يقتضي الطاعة والإمتثال.

مواضع الإمام الحسين (ع)

ولكي لا ننخدع بأباطيل المحرفين، ولكي نبيّن وهن مسارهم، وهشاشة حجتهم، علينا أن نكشف الحق والحقيقة في الموضع الأسمى للإمام الحسين (ع) والإعتبار الرباني الذي رتّبه الله فيه، وتلك المدارج التي تسنّمها وتربّع عليها خالداً في إمامته لا يحيد فيها عن الحق قيد أنملة، ولا يركن إلى شيء من الغلط والشطط في كل تحركاته وكلماته.

فإن نظرة سريعة، وتأمل عابر، على بعض الروايات التي وردت عند غير الشيعة الموالين، يمكن للعقل النظيف والفطرة الصافية أن تدرك أن موضع الإمام الحسين (عليه السلام) هو موضع المعصوم الذي يفترض طاعته وموالاته كإمام، لا كرجل صالح عادي، فهذه صحاح أهل السنة والجماعة والأسفار التي تروي لهم التاريخ، تصدح بالحق والحقيقة كالشمس في رابعة النهار.

وهنا ندرج القليل مما ورد في تلك الأسفار التي يؤمنون بصحة صدورها عن النبي (ص)، إلا أنها تحتاج إلى إلتفاتة بسيطة ليدرك الإنسان بعقله، الحقائق، ويشع قلبه بنورها.

سيد شباب أهل الجنة

 ففي صحيح الترمذي، في الجزء الثاني، في الصفحة 306، يقول: "روى بسندين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة"[1].

فإذا كان الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) سيدا شباب أهل الجنة، أليس ذلك تعبيراً عن مسيرتهما في الحياة، بأنها كانت متطابقة مع الحق؟.. وإذا عرفنا أن أهل الجنة كلهم شباباً فإن الإمام الحسين (ع) هو سيد أهل الجنة.

 فالتدقيق يقتضي منّا أن لا نعبر عن هذا الحديث إلى غيره إلا بعد أن نصارح العقل بضرورة استكشاف الحقائق التي يبشّر بها، فإن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يخبر المسلمين بمجموعة من الحقائق لا للعبث أو التسلية، إنما كان يريد أن يصل المسلمون إلى ما تؤدي إليه تلك الحقائق، فأن يكون الإمام الحسين (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة، فهذا يعني أننا نستحضر كل الآيات التي تتحدث عن الجنة ونعيمها، والتي تصف لنا أهل الجنة الذين يتنعمون فيها، وكيف أن الله تعالى رضا عنهم، وبذلوا جهدهم في طاعته تعالى حتى بوأهم الجنان، فنعي ما معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن الإمام الحسين (عليه السلام) هو سيد شباب أهل تلك الجنة، ونعي عمق ذلك المعنى، والدلائل التي يدل عليها.

مواصفات أهل الجنة

 قال تعالى في مواصفات أهل الجنة:

(وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[2].

وقال عز وجل: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ)[3].

وقال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ. فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ)[4].

ونأتي إلى سورة الإنسان التي نزلت آياتها في أهل البيت (عليهم السلام) في بيت الإمام علي والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام)، وذلك بإجماع المسملين سنة وشيعة، لنرى كيف أن الإمام الحسين (عليه السلام) وهو أحد من نزلت فيهم هذه الآيات، يعتلي أعلى مقامات الجنة ليكون سيدها فعلاً وحقاً بنص قرآني عظيم، وجب أن يتفكر فيه كل من لا يؤمن بالولاية وكل من لا يتخذ الإمام الحسين (عليه السلام) إماماً مفترض الطاعة، أو يحاول أن يوهم الناس باعتيادية شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)، أو كونه مجرد رجل صالح وحسب.

يقول تعالى:

(إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً. عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً. يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً. وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً. إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً. وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً. مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً. وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً...)[5].

يذكر غالبية من اهتموا بأسباب النزول ووقائعه من السنة والشيعة أن هذه الآيات وما بعدها نزلت في حق الإمام علي والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام)، وقد وصلت المرويات إلى حد التواتر، حيث عدّها صاحب موسوعة الغدير إلى 36 مصدراً من مصادر أهل السنة[6]، وقد ظفرتُ بالعديد من هذه المصادر، فعلى سبيل المثال:

 "نقل النيسابوري في أسباب النزول "قال عطاء عن ابن عباس: وذلك أن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ نوبة أجر نفسه يسقى نخلاً بشئ من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوا يقال له الخزيرة، فلما تم إنضاجه، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك، فأنزلت فيه هذه الآية[7].

 والرواية التي وردت أكثر تفصيلاً في مصادر أخرى:

"أن الحسن والحسين مرضاً فعادهما رسول الله (صلى الله عليه واله) في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك، فنذر علي و فاطمة وفضة جارية لهما إن برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا، وما معهم شئ فاستقرض علي (عليه السلام) من شمعون اليهودي الخيبري ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً وأخبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فأثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياماً.

فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فأثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين رضي الله عنهما فأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة".[8]

ماهي دلالة السيادة في الجنة؟

كلمة (سيدا أهل الجنة) التي وصف بها الرسول الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسن والحسين (عليه السلام)، تدل على أن الإمام الحسين (عليه السلام) ليس شأنه من شأن الذين يدخلون الجنة من أصحاب الجرائر والذنوب التي غفرها الله لهم، أو هو من الذين التزموا الواجبات وانتهوا على المحرمات وحسب، بل هو من السادة والأفاضل الذين تعالوا وترفعوا عن ارتكاب ما يغضب الله تعالى حتى في أصغر الأشياء، وتفانوا في نيل مرضاته بأفضل الأعمال، وتسابقوا إلى الخيرات ونالوا أعلاها، وقدموا التضحيات الجسام التي لا يستطيع أحد أن يقدمها للدين، وأخلصوا لله تعالى بما لا يزيد عليهم أحد في الخلوص، فلا يمكن أن يأتي البعض ليقول بأن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج عن حده وشقّ عصا الأمة، ولذلك قتل بسيف جده، وما شابه ذلك من مقولات تجعل الإمام الحسين (عليه السلام) كمجرمي الحرب أو الذين لا يتورعون في طلب الدنيا، أو من الذين يتهاونون في دماء المسلمين، فإن هذا لا يناسب مقولة الرسول الأعظم (ص) من أنه سيد شباب أهل الجنة، أي أنه قام بالعمل الذي استحق به ذلك المقام، وهذا هو مقتضى العدل الإلهي.

ولا يفوتنا أن نستفيد من كلمة (سيدا أهل الجنة) بأن الإمام الحسين (عليه السلام) سيبقى كذلك ما بقي الدهر، وما طلعت شمس على بشر، وذلك لأن كلمة الرسول (ص) عامة شاملة لكل البشر والأزمنة، لأن الجنة هي حصيلة أعمال العباد منذ أن خلق الله تعالى الخلق وحتى قيام الساعة، فسيد أهلها هو سيد الماضين منهم واللاحقين إلى قيام الساعة.

 فلقد أصبح الإمام الحسين خالصاً في الطاعة لا تشوبه شائبة، لذلك فهو قد اعتصم عن الخطأ، فصار ممثلاً للحق وناطقاً به، ومدافعاً عنه، وقائداً لطلاب الحق في كل مكان وزمان. وضمان حقيقة ذلك أنه سيد أهل الجنة.

الإمام الحسين (ع) زينة الجنة

كل أمل الإنسان أن يحظى برضا الرب جلّ وعلا، لكي يحوز على بقعة في الجنة التي وعد الله بها عباده المخلصين، ليستظلوا تحت جنانها، ويسقون من مزاجها، ويتكئون على أرائكها، وتجري من تحتهم أنهارها، فالجنة دليل النهج القويم وعلامة على الرضا، ونتيجة الفلاح، فكل يسعى إليها، ليتزين بها، ويعيش عيشاً أبدياً راضياً مرضياً فيها، فكيف بك إذا عرفت أن الجنة ذاتها، التي يرومها كل الخلق تطلب زينتها وتسعى لتتشرف بشرف آخر، فيجود عليها ذو الجود سبحانه وتعالى بزينة تبتهج بها وتفخر، فتعبّر عن ذلك وتعلنه.

لقد منّ الله تعالى على الجنة بالإمام الحسين (عليه السلام) زينة عظيمة، حيث جاء في مصادر أهل السنة في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في الجزء الثاني في الصفحة 238:

"روى بسنده عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما استقر أهل الجنّة في الجنّة قالت الجنّة: ياربّ أليس وعدتني أن تزيّنني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزيّنك بالحسن والحسين؟

 قال: فماست الجنّة ميساً كما تميس العروس"[9].

وقد نقلت هذه الرواية مجموعة من مصادر أهل السنة، منها على سبيل المثال، المعجم الأوسط للطبراني في الجزء السابع، في الصفحة رقم 149.

"عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم): فخرت الجنة على النار فقالت: أنا خير منك فقالت النار بل أنا خير منك فقالت لها الجنة استفهاماً وممه؟

قالت: لأن فيّ الجبابرة ونمرود وفرعون فأسكتت، فأوحى الله إليها لا تخضعين، لأزينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها"[10].

على الأخص إذا عرفنا أن هنالك روايات في مصادر أهل السنة تقول بأن الإمام الحسين (ع) هو من أول من يدخلون الجنة مع جده رسول الله (ص)،فقد روى الطبري أن الإمام علي (ع) قال: أخبرني رسول الله (ص) أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت: يارسول الله! فمحبونا؟ قال: (من ورائكم). أخرجه أبو سعيد[11].

فإذا كان الإمام الحسين (ع) هو زينة الجنة وفخرها، وفي المقابل فإن الناس يقيسون أنفسهم بمقدار قربهم من الجنة واستحقاقهم لها، فنتيجة ذلك أن الإمام الحسين (ع) هو مقياس رباني لابد أن يقاس بفعله كل فعل، ولابد أن يطابق مع قوله كل قول، ولابد من أن يحتذي نهجه كل نهج.

حسين مني وأنا من حسين

 والحديث الذي لا يختلف فيه اثنان من المسلمين قاطبة، هو ما أقرّه الرسول (ص) في حق الإمام الحسين بقوله حسين مني وأنا من حسين، كما في صحيح الترمذي في الجزء الثاني منه:

"روى بسنده عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط"[12].

هذا الحديث المتواتر المشهور عند كل من السنة والشيعة، ولا يمكن لأي مرتاب أن يشكك فيه، إلا أن يكون قد امتلئ قلبه حقداً على أهل البيت (عليهم السلام)، وهو صريح في فضيلة الإمام الحسين (ع) ومدى الارتباط بينه وبين الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ولهذا الحديث دلالة معنوية قوية في الترابط بينهما، لا العامل النسبي فحسب، بل إننا نكاد نجزم أن هذا الحديث لم يأت ليخبر الناس بأن هنالك نسباً بين الرسول (ص) وبين حفيده الإمام الحسين (عليه السلام)، لأن الكل كان يعلم علم اليقين، وقد تناقلت المرويات عند المسلمين في أحداث مولده وكيفية اهتمام الرسول الأعظم (ص) به، وكيف أنه أظهر أحكام سنن المولود في ولادته وولادة أخيه الإمام الحسن (عليه السلام)، بل كان الرسول (ص) يأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) صغيراً ويلاعبه ويهتم به ويلثمه ويضعه في حجره، وإذا كان (ص) على المنبر يخطب في الناس ويعظهم، ينزل من منبره إذا أقبل الإمام الحسين (ع) إلى المسجد، لقد عاين كل المسلمين تلك الأحداث ولم يستطع كل مزوّري التاريخ أن يخفوها أو يحذفوها عن المرويات، لأنها تواترت واستكثرت.

فالعلاقة التي يريد أن يبينها رسولنا العظيم (ص) هي علاقة إلهية رسالية متعلقة بمهمة الرسالة، ومتعلقة بذات أهداف النبوة ومقاصدها التي يراد لها أن تثبّت في الواقع، فإن كلمة (حسين مني) أي أنه منه عملاً، بما يمثل ذلك العمل من نوع ونية وأهداف، كقول إبراهيم الخليل: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)[13]، فهو ذلك الاتباع الذي يقتفي الأثر بالأثر والخطوة بالخطوة والنهج بالنهج.

وهكذا يمكننا أن نفهم بوضوح وجلاء، القسم الآخر من الحديث وهو (وأنا من حسين)، فكيف يكون النبي (ص) من الإمام الحسين (ع) وهو جدّه، إلا أن يكون المعنى أسمى من القرابة النسبية، فلا يصح أن يكون الجد والأب من الأبن، إلا بالمعنى الذي نحن بصدده، وهو أن يكون مصداقاً له ومتبعاً له، وهنا يكون الرسول (ص) من الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه يقوم بإنقاذ الدين الذي جاء به النبي (ص)، فيصلح ما أفسده الطغاة، ويقاوم كل مظاهر الانحراف.

أحب الله من أحب حسيناً

 ونمضي قدماً مع هذا الحديث الذي رواه أهل السنة والشيعة في كتبهم، ومع قسم آخر عميق المضامين، من الأهمية أن يقف عنده كل ذي عقل، ويحاكي نفسه وقلبه عنه وعن دلالاته، وهذا القسم هو (أحب الله من أحب حسيناً)، هنا يثبت الرسول الأعظم (ص) أن المقولة الأولى لم يكن يقصد بها العامل النسبي، لأن هذه العلاقة لها امتداد إلهي، ولها آثار متصلة بالله تعالى، وهذه الآثار التي تعزز بشكل قوي مقام الإمام الحسين (عليه السلام) كإمام معصوم لا يزيغ عن الحق قيد أنملة، ولا يحيد البتة عن النهج السوي الذي أسّسه جدّه رسول الله (ص)، وذلك لأن النتيجة هي أن حب الله عز وجل سيكون حليفاً لمن يحب الإمام الحسين (عليه السلام)، ومتلازماً معه لا ينفك عنه، وهل يجعل الله تعالى حبه الذي يتمناه كل الصالحين، متلازماً إلا مع من يمثل الرسالة الإلهية ويعبّر عنها بكل صدق وبكل دقة، وبأتم شكل من أشكال التطابق.

 لعل البعض يحلو له أن يحرف معنى المحبة وتلازمها إلى صورة عاطفية إلى ولد صغير لم يبلغ الحلم بعد، كما يسعى العديد من الخطباء والكتاب في تصوير أن هذه الروايات العميقة الدلالة، ماهي إلا تعبير عن عاطفة الرسول (ص) تجاه أولاده، أو هي مختصة بطفل صغير ليس فيها دلالة رسالية عقيدية، وهذا مجانب للصواب، فحاشا لله ولرسوله أن يقرروا حقائق كبيرة وتحمل في طياتها المعاني الجسام، لمجرد العاطفة والنسب.

 من أفضل ما طرح على مستوى خطاب أهل السنة والجماعة في الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا الموضوع هو ما خطه الكاتب والباحث الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه (تاريخ الحسين، نقد وتحليل)، حيث بين مجموعة من الحقائق المهمة التي يمكن للباحث أن يكتشفها، إلا أنه لا يخرج بنتائج ذات صبغة عقيدية أو الزامية، إنما يخرج بنتيجة عظمة شخصية الإمام الحسين (ع)، وهنا ننقل بعض ما قاله فيما يختص بتعليقه عن موضوع هذا الحديث.

 يقول: "الحسين الطفل حلّ في بيئة النبوة التي هي الإنسانية العليا في المظهر البشري، فكان بذلك أسمى رجل لأنه أسمى طفل في أسمى بيئة.

 فسلام عليه يوم ولد...

 حينما فصل، أي خرج الحسين (عليه السلام) من قوّةٍ في النواة، إلى كائن استكنت فيه القوة على نحو آخر، أُذن لخصائص الوراثة أن تخرج من نقطة الدائرة إلى محيطها.

 فسلام عليه يوم ولِد...

 علّق النبي (ص) حسيناً، لأنه رأى ظله ورأى حقيقته في الطفل الوليد، فحب النبي له لم يكن بمحض العاطفة فقط، بل بشعور آخر أيضاً هو الإبقاء على الذات.

 فسلام عليه يوم ولد...

 (اللهم أحِبّه فإني أحبه) كلمة كأنها الوسام من النبي (ص) لمولوده الصغير، والوسام في لغة المراتب الاجتماعية، منبهة لحامله على أنه قام بعمل عظيم. وهذا وسام ينبّه على عمل خالد سوف يقع من الطفل الجديد، ولم يمنحه قبل الاستحقاق، لأن عمله الخالد سيكون تضحية رهيبة تضع حدّاً للحياة.

 فسلام عليه يوم ولد..

 النبوة طاقة تغلب المادة وتتمدد في القلب والعقل والضمير، والحكمة طاقة تغلبها المادة إلا أنها تسيطر على القلب والعقل والضمير.

 والفرق أن هذه، أي الحكمة، تبدأ سيرها من المادة إلى ما وراء، وتلك أي النبوة تبدأ السير من الطاقة إلى ما وراء، وبينهما أن الأولى لا تخرج عن المادة إلا بمقدار فهي فيها أبداً، كما أن الثانية لا تتصل بالمادة إلا بمقدار فهي فوقها أبداً، وجلوة النبوة الصغيرة حكمة كبيرة.

 فسلام عليه يوم ولد...

 يقول السيد الطباطبائي ـ والكلام للشيخ العلايلي ـ

غرس سقاه رسول الله من يده

 وطاب من بعد طيب الأصل فارعه

النبوة ليست شيئاً من عمل الدنيا، إلا فيما يتصل بصلاحها وتهذيبها، فميراثها لا يدخل في زخرف الحياة الذي هو سر التراب، وإنما يدخل فيما ينتظم التقوى والفضيلة مما هو سر القلب ومعنى الوجدان.

 وكان سر قلب النبي (ص) هو إرث الحسين منه، فطاب من بعد طيب الأصل.

 فسلام عليه يوم ولد...

 لأول مرة يخشع الكمال الإنساني على منظرة الجد والسبط في ساعة قُبلةٍ أو عناقٍ يدغدغ أحلام الروح، ويمسّها بتيار جديد يجعلها وضيّة في تسامٍ أبدي. خشع الكمال الإنساني لأول مرة وبارك ما يرى.

 فسلام عليه يوم ولد...

 نظر النبي إلى الحسين طويلاً ليرى أين هو من طبيعته، ونظر الحسين إلى النبي كذلك ليتملأ منه ويفجّر ينابيعه، ثم انصرفا بمعنى واحد، هذا صوب الماضي وهذا صوب المستقبل. ولكن الجد سار وهو يلتفت إلى سبطه الذي أسلمه إلى المستقبل في حنان وحذر.

 هذا المستقبل الذي لم يثبت في طبعه من غصن الزيتون إلا أنه يثمر حبّاً يُلهي المعدة، فلم يأمنه على طفله الذي أرسله بقبس الهيكل، وزيت زيتونه في مصباحه.

 فسلام عليه يوم ولد...

 إرتحل الحسين (ع) ظهْر جدّه العظيم وهو ساجد يصلّي، وجاء في الحديث أن أقرب ما يكون المرء من ربه وهو ساجد.

 ومعنى هذا أن النبوة الساجدة كانت معراجاً روحياً لهذا الطفل الذي استودع فيه النبي أسراره العظمى وإنسانيته العليا.

 فسلام عليه يوم ولد..."[14].

الحسين سبط من الأسباط

 يفاجئ الرسول (ص) العقل بأمر في غاية الأهمية، وهو قوله (الحسين سبط من الأسباط)، لم يقل أنه سبط رسول الله بالمنعى النَسَبي كما أسلفنا، فالكل يعلم ذلك، إنما نسبه إلى الأسباط وأشار إلى أنه من (الأسباط) المعهودين، فمن هم أولئك الأسباط؟

 لابد أن نرجع إلى القرآن الكريم، ليعطينا الحقائق الكبرى حول أولئك الأسباط الذين اقترنوا بالرسل والأنبياء، حيث قال تعالى:

 (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[15].

 وقال عز وجل: (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[16].

 وقال عز من قال: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً)[17].

 فالأسباط و"هم أولاد إسرائيل وهو يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، وهم اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ابناً"[18]، وهذا يعني أن الرسول (ص) عندما صرّح بأن الإمام الحسين (ع) هو سبط من الأسباط، فهو يشير إلى الأسباط المعهودين، الذين احتلو مكانة مميزة في تاريخ الأنبياء وحضوا بالإجتباء الرباني، حيث اختارهم الله تعالى، كما اختار الدين، كما في قوله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[19].

 وكما اصطفى الله مريم على نساء العالمين: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ)[20].

 وهكذا فإن الله طهّر الإمام الحسين (ع) في آية التطهير، واصطفاه كما هي دلائل قول النبي (ص) حيث هو سبط من الأسباط.

الإمام الحسين مطهّر معصوم

وهذا مسلم في صحيحه يدرج حديثاً واحداً فقط تحت عنوان "باب فضائل أهل بيت النبي (ص)، وهذا الحديث دال على أنه لايمكن أن يدعي مدع أن أهل بيت النبي (ص) هم غير فاطمة والحسين والحسين وعلي (ع)، إلا مفتر قد أخذ الباطل منه مأخذه. لذلك فإن مسلم أطلق على هذا الباب تسمية فضائل أهل البيت (ع) وذكرهم ضمن الرواية، وقد ذكر فضائل غيرهم بحسب المدعى، وحتى زوجات الرسول (ص) في أبواب مستقلة.

وإليك هذا الحديث المهم:

يقول: "خرج النبي (ص) غداة وعليه مِرط مُرحل، من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي ـ عليه السلام ـ فأدخله، ثم جاء الحسين ـ عليه السلام ـ فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليٌ ـ عليه السلام ـ فأدخله، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[21].

فهذا الحديث المعروف باسم حديث الكساء، الذي يتضح من خلاله، ثلاث حقائق مهمة:

الأولى: أن أهل البيت (ع) هم هؤلاء، هم المشار إليهم في الآية والتي نزلت فيهم، وهم الإمام علي والزهراء والإمام الحسن والحسين (عليهم السلام). وإن دخول أحد آخر يحتاج إلى دليل، خصوصاً مسمّى أهل البيت المصطلح القرآني والشرعي المعتمد، لأن هذه التسمية جاءت من الله تعالى وخطتها يد الحكمة الالهية بآية قرآنية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

الثانية: أنهم مطهّرون من كل رجس، بل هنالك مبالغة في التطهير في قوله تعالى (ويطهرّكم تطهيراً) ومن قبلها أداة التأكيد (إن)، وبعدها الفعل الرباني (يريد الله)، ولام التأكيد في (ليذهب)، كل ذلك تأكيدات على التطهير من كل رجس، وهذا يعني العصمة التي هي التنزيه عن الخطأ بما يشمل المعنوي والمادي كما هي استخدامات كلمة الرجس قرآنياً.

الثالثة: أن هذا التطهير من الله تعالى، فقوله (إنما يريد الله)، تصريح بإرادة الله تعالى المختصة بأهل البيت (ع) المذكورين والمحصورين بقوله (إنما)، فهي إرادة تكوين لا التشريع، لأنه حصر هذه الإرادة لأشخاص بعينهم.

 فإن الله قد طهّر الإمام الحسين (ع) من كل خطأ، ونص على ذلك في آية قرآنية مقدّسة لا يستطيع أحد تبديلها أو انكارها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فكل هذه الأحاديث وكثير مثلها، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك في مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) وموضعه، الذي أصبح حبه عنواناً لحب الله، أي أنه قيمة ثابتة لا تتغير مع الزمان، وإلا فكيف يعلّق الرسول (ص) حبه وحب الله على شيء سوف يتغير أو ينحرف، وهذا معنى العصمة، وفرض المحبة، ودلالة وجوب الطاعة، وكذا الآية التي جاءت صريحة في أهل البيت (ع) ومنهم الإمام الحسين (عليه السلام) في التطهير من كل رجس، تدل على نفس الدلالات وتؤكد الحقائق لكل من ألقى السمع وهو شهيد.

الإمام الحسين (ع) كلمة الله

إن الإنتماء للإمام الحسين (ع)، هو إنتماء مقدّس، لا ينبغي أن يمسّه الغلو، ولا يصيبه التقصير، فهو كلمة الله، وقد طهره الله وأذهب عنه الرجس، حيث قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[22]، فعندما غالى أهل الكتاب في عيسى (ع)، بيّن لهم الله تعالى أن عيسى هو رسول الله وكلمة الله، كما في قوله عز وجل: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ)[23].

 فالإيمان بأن عيسى بن مريم هو كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، هو الإيمان الحقيقي الذي لا يشوبه الغلو ولا التقصير، والإمام الحسين (عليه السلام) هو أيضاً كلمة الله الطيبة التي ذكرها الله تعالى في قوله:

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[24].

 حيث روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، في الجزء الثالث، في الصفحة 160، بسنده عن مولى عبد الرحمن بن عوف: (سمعت رسول الله (ص) يقول: "أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في الجنة"[25].

وفي قول الله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[26].

فقد روى الحافظ القندوري (الحنفي) في ينابيع المودة في الصفحة 25 بإسناده عن المفضل، قال سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله عز وجل: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات..الآية، قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال (يارب أسئلك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (لا تبت علي)، فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، فقلت له: يابن رسول الله فما يعني بقوله فأتمهن؟

قال: يعني أتمهن إلى القائم المهدي اثنى عشر إماماً تسعة من الحسين"[27].

مع كل تلك الحقائق الساطعة، نجد أن كلمات الله تعالى تتعرض للتحريف والتزييف المعنوي، فلم يستطع أحد أن يحرّف كلام الله تعالى في ظاهره ورسمه، لكنهم عمدوا إلى تحريف معانيه، وأخذوا يأولونه ابتغاء الفتنة، وكذا كلمة الله التامة وهو الإمام الحسين (ع)، وهو القرآن الناطق والترجمان الحق، عمدوا إلى تحريفه عن مواضعه، كما في قول الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[28].

فبعض نقضوا ميثاق الإمامة يوم الغدير، وبقسوة قلوبهم عمدوا على التحريف، ألم يعلموا أن "كلمة الله هي العليا" و "كلمة الذين كفروا هي السفلى" إذ "لا تبديل لكلمات الله"؟..

وإننا نردد في زيارتنا للإمام الحسين (ع) "أشهد أنك كلمة التقوى، وباب الهدى والعروة الوثقى"، فهو (عليه السلام) كلمة التقوى.

 وكما أن الله تعالى لعن الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه، وقال في كتابه: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)[29].

كذلك جاءت زيارة عاشوراء معززة التوجه القرآني بلعن الذين يحرفون الحسين عن مواضعه، حيث جاء في زيارته (ع): (وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها.. بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ).

فينبعث بعد تلك الحقائق نور الحق من القلب ليشع إيماناً وإنتماء مقدساً، وصداه يتردد في الآفاق معلناً الموقف الختامي بقوله:

 "إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم، و عدو لمن عاداكم، فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم، ورزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله"[30].

أحاديث مصيرية عند أهل السنة في الإمام الحسين (ع)

هذه مجموعة إضافية من الأحاديث الصحيحة والموثقة من أهل السنة ومن كتبهم، تثبت لمن يفكر بتجرّد وموضوعية، بأن الإمام الحسين (عليه السلام) هو إمام معصوم نال الاهتام الرباني، وحري بكل مسلم أن يتبعه وينتهج منهجه ويواليه.

 لقد اكتفينا ببعض الأحاديث الصحيحة عندهم، وإن كانت الأحاديث كثيرة جداً، إلا أن الاختلاف فيها وارد، أو القدح في بعض رواتها مصرح به لديهم، لا لأن الراوي ثبت أنه كاذب أو وضّاع، بل لأنه ينقل عن أهل البيت (عليهم السلام) الفضائل التي لا يريدون أن يؤمنوا بها، فيصفونه بالغريب أو الكذاب. وستجد عزيزي القارئ في ذيل كل حديث مدى وثاقته حسب منهج أهل السنة والجماعة، نصاً كما ذكرها صاحب كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ الهيثمي.

اقتران حب الحسين بحب النبي (ص)

وعن عطاء بن يسار أن رجلاً أخبره أنه رآى النبي (صلى الله عليه ـ وآله - وسلم) يضم إليه حسناً وحسيناً يقول: اللهم إنى أحبهما فأحبهما. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح[31].

وعنه ان النبي (صلى الله عليه ـ وآله - وسلم) قال للحسن والحسين: اللهم إني أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبني. رواه البزار واسناده جيد.[32]

حسين مني وأنا منه وهو سبط

وعن يعلى بن مرة قال كنا مع النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) ثم قال رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم): حسين منّى وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط. قلت رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن رواه الطبراني واسناده حسن[33].

الحسين نعم الفارس

وعن عمر يعنى ابن الخطاب قال رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) فقلت: نعم الفوس تحتكما فقال النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم): ونعم الفارسان. رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح[34].

نبأ من الله أن الحسين سيد شباب الجنة

وعن أبى هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) قال: إن ملكاً من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. رواه الطبراني وفيه مروان الذهلي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح[35].

وعن حذيفة بن اليمان قال بت عند رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) فرأيت عنده شخصاً فقال لى: يا حذيفة هل رأيت قلت نعم قال هذا ملك لم يهبط منذ بعثت أتانى الليلة يبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو عمر الاشجعي ولم اعرفه أو أبو عمرة، وبقية رجاله ثقات[36].

وعن البراء يعنى ابن عازب قال قال رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم): الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. رواه الطبراني واسناده حسن[37].

رجل من أهل الجنة على الأرض

وعن جابر قال: من سره ان ينظر إلى رجل من اهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) بقوله. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غبر الربيع بن سعد وقبل ابن سعد وهو ثقة[38].

جبريل يخبر بقتل الإمام الحسين

وعن نجى الحضرمي أنه سار مع علي ـ عليه السلام ـ رضى الله عنه، وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات.

قلت: وما ذاك؟

قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان.

قلت: يا نبى الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟

قال: بل قام من عندي جبريل (عليه السلام) قيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات.

قال: فقال: هل لك ان أشمك من تربته؟

قلت: نعم.

قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى ان فاضتا.

رواه احمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجى بهذا[39].

وعن أم سلمة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) جالساً ذات يوم في بيتى قال: لا يدخل على أحد.

فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) يبكى فاطلت، فإذا حسين في حجره والنبى (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) يمسح جبينه وهو يبكي.

فقلت: والله ما علمت حين دخل!

فقال: إن جبريل (عليه السلام) كان معنا في البيت.

قال: أفتحبه؟

قلت: أما في الدنيا فنعم.

قال: ان أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم)، فلمّا أحيط بحسين حين قتل، قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله كرب وبلاء، وفى رواية صدق رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم)، أرض كرب وبلاء. رواه الطبراني باسانيد ورجال أحدها ثقات[40].

رعاية من جبريل للإمام الحسين (ع)

 مما نقله الطبري في ذخائر العقبى[41] عن أبي هريرة.. قال: كان الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ يصطرعان بين يدي النبي (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم) فكان رسول الله (ص) يقول: (هن ياحسين) فقالت فاطمة : يارسول الله ! لِمَ تقول: هن ياحسن؟ فقال: (إن جبريل (ع) يقول: هن ياحسين). خرجه ابن المثنّى في معجمه.

 وعن جعفر بن محمد، عن أبيه أن الحسن والحسين كانا يصطرعان، فاطلع عليّ على رسول الله (ص) وهو يقول: (ويهاً الحسن) فقال علي: يارسول الله على الحسين؟! فقال رسول الله (ص): (إن جبريل ـ عليه السلام ـ يقول: ويهاً الحسين)[42]. خرجه ابن بنت منيع.

 (شرح): وَيه: كلمة تقال للاستحثاث[43].

وقد وردت مثل هذه الأخبار في الكثير من مصادر أهل السنة، وإننا نترك ذكرها رعاية للاختصار.

* فصل من كتاب الإنتماء المقدّس، الإمام الحسين الحداثة والقداسة

wwww.mosawy.org

.......................................................

[1] / صحيح الترمذي، ج2، ص 306

[2] / سورة البقرة، آية 25

[3] / سورة آل عمران، آية 198

[4] / سورة المائدة، آية 83-85

[5] / سورة الإنسان من آية 5 إلى 14 وانظر ما بعدها..

[6] / آيات الولاية في القرآن، آية الله العظمى مكارم الشيرازي، ص 164

[7] / أسباب نزول الآيات، تأليف أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (من علماء السنة) ص297، وقد ذكرها في تفسير القرطبي في الجزء 19 الصفحة 135 وما قبلها، ولكنه ضعف الحديث لمجرد أنه لم يفهم كيف يقوم الإمام علي (ع) بالإيثار إلى هذه الدرجة. وذكر هذه الرواية دون تضعيف العديد من مصادر أهل السنة، مثل ذخائر العقبى، لأحمد بن عبد الله الطبري، ص 103

[8] / زبدة البيان في أحكام القرآن، أحمد بن محمد المحقق الأردبيلي، ص 423، تحقيق محمد الباقر البهبودي، الناشر: المكتبة المرتضوية لاحياء الآثار الجعفرية (طهران).

[9] / تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، ج2، ص 238

[10] / المعجم الأوسط، الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ج7، ص 149، الناشر: الحرمين للطباعة والنشر.

[11] / مختصر ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، تاليف أبي العباس أحمد بن محمد الطبري المكي.

[12] / صحيح الترمذي، ج2.

[13] / سورة إبراهيم، آية 36

[14] / تاريخ الإمام الحسين (ع).. نقد وتحليل، الشيخ عبد الله العلايلي، دار الجديد، ص 180، كانت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1941.

[15] / سورة البقرة، آية 67

[16] / سورة آل عمران، آية 84

[17] / سورة النساء، آية 163

[18] / تفسير من هدى القرآن، آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، ج1،ص 235، ط2

[19] / سورة البقرة، آية 132

[20] / سورة آل عمران، آية 42

[21] / صحيح مسلم باب فضائل أهل بيت النبي (ص).

[22] / سورة الأحزاب، آية 33

[23] / سورة النساء، آية 171

[24] / سورة إبراهيم، آية 24، 25

[25] / المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3، ص 160

[26] / سورة البقر ، آية 124

[27] / ينابيع المودة، الحافظ القندوري، ص 25

[28] / سورة المائدة، آية 13

[29] / سورة النساء، آية 46

[30] / بحار الأنوار، ج98، ص 296

[31] / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، ج9 ص180 الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان

[32] / المصدر، ص 181

[33] / المصدر، ص 182

[34] / المصدر، ص 183، لعل الأصح (نعم الفرس تحتكما).

[35] / المصدر، ص 184

[36] / المصدر، ص 184

[37] / المصدر، ص 185

[38] / المصدر، ص 185

[39] / المصدر، ص 188

[40] / المصدر، ص 189

[41] / الطبري هو الحافظ المحدث المفتي، فقيه الحرم بمكة، أبو العباس وقيل: أبو جعفر ـأحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري، ثم المكي، الشافعي. ولد بمكة سنة خمس عشرة وست مئة على الأرجح. (مختصر ذخائر العقبى).

[42] / وهنا دلالة بأن الإمام الحسين (ع) كان يسمع جبريل في قوله واستحثاثه، وإلا ما كان لكلام رسول الله (ص) معنى من التبرير بأن جبريل يقول للحسين ذلك وهو (ص) يقول للحسن، أي أن الاشكال والتساؤل يبقى إن لم يكن الحسين يسمع استحثاث جبريل.

[43] / مختصر ذخائر العقبى، الطبري، ص 228

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/كانون الأول/2010 - 8/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]