الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

Ice blue عن المغالطات... وكيف نروجها

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: قبل اشهر قليلة اصبت بنوبة انفلونزا حادة، رآني احد الاصدقاء ممن له باع في انواع الادوية وامور اخرى ونصحني بأحد انواع الباندول – سأذكر اسمه لاحقا - حبتان وشعرت بتحسن كبير، فقد اختفت جميع مظاهر هذه الانفلونزا اللعينة، من صداع واحتقان في الانف وسعال جاف وحرارة مرتفعة.

على فترات متباعدة اخذت انصح كل من اعرفه يعاني من الانفلونزا بباندول (ice blue) واسهب في تعداد فوائده ومزاياه وسرعة مفعوله وتأثيره وهو افضل من الحقن العضلية التي يسارع العراقيون الى تعاطيها في معالجة الانفلونزا وارتفاع حرارة الجسم والتي تؤثر على الكبد ووظائفه تأثيرا كبيرا.

حتى الان اعطيت هذا الاسم لما يزيد على العشرين من اصدقائي، اتذكرهم جيدا فقد حاولت ان انقل لهم معلومة استفدت منها واريدهم ان يستفيدوا هم ايضا.

قبل ايام قليلة اصبت بالإنفلونزا على ابواب الشتاء بسبب التقلب في الطقس، من بارد ليلا وصباحا الى معتدل ظهرا، ونتيجة لتعودي على معانقة الاخرين لدى استقبالهم ترحيبا بهم.

ذهبت الى احدى الصيدليات التي اتردد عليها في شراء مختلف ما احتاج اليه من ادوية طلبت منه باندول (ice blue) اخبرني صاحب الصيدلية بعدم وجوده... حسنا... ماذا لديك من هذه العائلة الموقرة والذي يعالج ما اعانيه؟ اشار لي الى علبة خضراء مستطيلة تقف منتصبة على عارض فوق منضدة صغيرة هذا... انه (cold and flu) تذكرت الاسم الصحيح للابن النجيب لهذه العائلة الموقرة، وهو الاسم الذي اعطاني اياه ذلك الصديق قبل شهور .. لم يكن اسمه (ice blue) بل كان مأرايته على العلبة ونسيته ثم قمت بتغيير الاسم والترويج له دون قصد مني... ادين باعتذار لكل من نصحته بال (ice blue) ولم يعثر عليه في اي صيدلية.

اتساءل الان: هل هناك من مغزى لهذه الحكاية؟

من وجهة نظر الكاتب نعم، تأملت فيها وتساءلت ثانية: محاولا عقد بعض المقارنات، الا تشبه ما نسمعه من نميمة او اخبار في وسائل الاعلام ونروج له، بعد ان نكون قد صدقنا جميع ما سمعناه، واضفنا اليه او انقصنا منه، بقصد او دون قصد؟

من قرأ جميع الوثائق التي نشرها ويكيليكس في موقعه؟ ومن قام بترجمتها الى العربية بهذه السرعة القياسية؟ وهل اضيف اليها ام اقتطع منها ما يفيد توجهات الناقل لهذه الوثائق؟

بعد تكليف المالكي بتشكيل الحكومة، ظهرت مصطلحات من قبيل عدد النقاط لكل وزارة وسعر النقطة، واصبحت تلك المطلحات وعبر اكثر من وسيلة اعلامية تعني بيع الوزارات باسعار وصلت حسب هؤلاء المحللين الى 5 او 7 ملايين دولار.

في الاعلام هناك قاعدة تقول (لا تصدق جميع ماتسمعه وصدق نصف ماتراه) امام هذا الكم بالتلاعب في العقول الذي يحدث على مدار الساعة، الا تعد نسبة النصف الذي نصدقه كبيرة ايضا؟

اتابع العالم عبر نافذة الانترنت، وادهش لكمية المعلومات الموجودة على صفحات مواقعه العديدة .. خلال اربع ساعات او اقل مما يسمح به وقتي كم من الصفحات استطيع قراءتها واستيعاب مافيها من افكار، وعملية القراءة على شاشة الكومبيوتر تعد مرهقة جدا .. وكم من الوقت يلزمني لمطالعة صحيفة واحدة على الاقل كل يوم، ومشاهدة برنامج تلفزيوني واحد ومادة فنية واحدة؟ وماذا عن بقية النشاطات الاجتماعية او الحياتية الاخرى؟

سيلزمني الكثير من الساعات، مع عدم حساب ساعات العمل التي هي ليست باقل من تسع ساعات يوميا ..

انا الان امتلك حرية التنقل عبر صفحات الويب والمعلومات التي تطاردني او اطاردها، لا استطيع الافلات من تلك المطاردة سواء كنت الصياد او الطريدة، او اتوهم باني الصياد من خلال بحثي عن المعلومة.

في خبر نشرته جريدة المشرق العراقية عن النائب بهاء الاعرجي وما زعمته عن لقاء له مع عادل امام نقلا عن مواقع اخرى، وجدت الكثير من تلك الاضافات او الانقاص للخبر وكيفية تناوله ولم اعثر عليه في مصدره الاصلي الذي ادعي بالنقل عنه، ولم استطع الوصول الى اللقاء التلفزيوني مع عادل امام رغم عثوري على جميع حلقات برنامج سكوب الذي قيل انه نقل المقابلة.

ولم اعثر على مصدر الخبر كما قيل انه نقل عن موقع فضائية ام بي سي، بالمقابل عثرت على مصدر نشر الخبر في 22 حزيران اي قبل اكثر من خمسة شهور وهو جريدة (وطن) السورية ولا ادري سر اعادة نشر هذا الخبر مرة اخرى؟

قريبا من هذا الموضوع ما يحدث على الكثير من مواقع الويب ضد الشيعة خلال شهر محرم الحرام، حيث تأخذ المواقع السلفية المتطرفة بالهجوم على جميع معتقدات الشيعة ورموزهم واعتبار كل ما يقومون به هو بدعة تستحق التكفير والاخراج من الملة، وهي محاولات مستميتة من قبل تلك المواقع والجهات الداعمة لها في ممارسة نوع من قصف العقول والادعاء بالدفاع عن الاسلام الذي تنتهك حرماته من خلال تلك الطقوس والشعائر الشيعية. ولا ادري لماذا لا يتم النظر الى تلك الطقوس والشعائر ك (فلكلور شعبي) يمارسه الناس كل عام في موسم معين كما هو الحال في عيد زكريا او حلقات الذكر والدروشة او زيارة ضريح عبد القادر الكيلاني في مواسم معينة او غيرها من تلك المناسبات الاسلامية التي لاتعد بدعة في نظر المقيمين لها، فقط طقوس وشعائر عاشوراء هي انتهاك للمقدس الاسلامي، انه الجهل بالحقائق والنظر الى اللوحة من زاوية واحدة تفرضها مبررات سياسية او ايديولوجية دينية نحو كل ما هو مختلف، وتتدخل وسائل الاعلام في الترويج لهذا الجهل من خلال المتلاعبين بالعقول الذي كرس له الكاتب الأميركي هربرت شيللر كتابا بالاسم نفسه يعالج فيه طبيعة الإعلام وكيفية صناعته لتوجيه الرأي العام بدلا من توعيته كما يفترض فيه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/كانون الأول/2010 - 5/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]