|
|
|
وما فيك جمال! |
أديب عبدالقادر أبو
المكارم |
يا هِلالًا هلَّ فانْهَلَتْ دُموعي
|
|
وأَهَالَ الجَمرَ ما بينَ ضُلوعي
|
واسْتَهلَ العامَ بالحُزنِ الجزوعِ
|
|
فارتَمَى قلبي يُنادي يَا هِلالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
كُلُّ شَهرٍ أنتَ تأتي بِالسُرورِ
|
|
تَرسِمُ البَسمةَ في كُلِّ الثُغور
|
وَهُنا قد جِئتَ تدعو بالثُبُور
|
|
دَمعُكَ الجَازِعُ نَجمَاتٌ تُسَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
فَبَدَا لي أنَّ ذا شهرُ المُحرمْ
|
|
وَلِذا تَنفَجرُ الأعيُنُ بالدَّم
|
مِثلُ شعبَانٍ إذا يزدادُ زمزَم
|
|
أنتَ شهرٌ للجِرَاحاتِ مِثَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
يَا هِلالًا كُلَّما أبْصُرُ شَكلَكْ
|
|
قُلتُ مَنْ ذا يا تُرى أمعَنَ قتلَك
|
وأَتَى في جَزَعٍ يَخنُقُ ظِلَك
|
|
وَتَرفَّقْ فلَقد يَقسو المَقَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
يا هِلالَ العَشرِ هذي كربَلاءُ
|
|
ها هُنا السبطُ وهذي النُبلاء
|
يا دُموعًا لَوَّنَتها الأنبياء
|
|
لُحتَ مَصلوبًا على رُمحٍ تُشالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
يا هِلالًا وَحكاياتُكَ تُدمي
|
|
كُلَّمَا حَدَثتَ فالمَدمعُ يُهمي
|
خِلتُني في مَسرحِ الأحداثِ مرمي
|
|
بين أجسادٍ يُغشيها الجَلالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
فهُنا جِسمُ أبي الأحرارِ مُلقى
|
|
دونَ رأسٍ ودِماهُ ليسَ تَرْقَا
|
ورَضيعٌ فوقَهُ يدعوهُ رِفقا!
|
|
أرضَعَتهُ مُرهَفَاتٌ وَنِبَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
وَهُنا شِمرٌ إلى المنحَرِ يبري
|
|
وهُنا خيلٌ على الأجسَادِ تجري
|
وهُنا الأيتامُ فيها النَّارُ تَسري
|
|
وجراحَاتٌ تُداويها الرمَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
وكَأنَّ الطَّفَ في واديكَ دارَتْ
|
|
فَهُنا آلُ رسولِ اللهِ ثارَت
|
وبنو الشِركِ على السِبطِ أغارَت
|
|
فالتقى عِندكَ هديٌ وضَلالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
أهِلالٌ أنتَ أمْ مَسرَحُ عَرْضِ
|
|
كَلُّ عامٍ تعرِضُ الفِلمَ كَفَرضِ؟
|
بَائسًا عن كُلِّ ما يُبهِجُ تُغضي
|
|
ودُموعُ العينِ يَرعَاها انهِمَالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
وسَتأتي بِمَلفاتِ القضية
|
|
يومَ حَشرٍ شاهِدًا ضِدَ أُميّة
|
مَاثِلًا عِندَ إلهِ البَشرية
|
|
بينَ كفيكَ دَمُ السِبطِ يُسالُ
|
شَاحِبًا جِئتَ ومَا فيكَ جَمالُ!
|
|
شبكة
النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/كانون الأول/2010
- 2/محرم/1432 |
|
|