الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الحاج ملا باسم الكربلائي: التحديث على القصيدة الحسينية أمر ضروري لمواكبة العصر

حوار: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: بصوته الشجي أستطاع أن يلفت الأنظار، وبالعبرة الدفينة التي هيمنت على مشروعه، أستطاع أن يجذب المحبين، فكان درباً إضافية لمشوار المنبر الحسيني، وفرعاً مهماً من الفروع التي مضت في مقارعة الظلم والطغيان، هذا الظلم الذي شيده بني أمية، وحاربه الإمام الحسين (ع) ودفع بروحه وأرواح أهل بيته (ع) في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.

الحاج ملا باسم الكربلائي، واحد من أولئك الملتحقين بركب الحسين (ع) سخّرَ صوته وإمكانياته، وسافر وتغرب وتهجر، في سبيل كلمة الحق، فكانت فرصة اللقاء التالية معه:

*ما هي تحضيراتكم لأربعين الإمام الحسين (ع)؟

- سأتحدث لك عن التحضيرات العامة لشهري محرم الحرام وصفر، لدينا عمل فيديو كليب بواقع مادتين مصورة، وهي قصائد (غريب أرى يا غريب الطفوف) للشاعر السيد جعفر الحلي، وقصيدة خاصة بزوار الجوادين، ولمحبي أهل البيت (ع) قُمنا بتحضير خمس ليالي في النجف الأشرف، ولا نعرف ما لو كان هناك وقت للوقوف في كربلاء المقدسة.

*في ظل التحديث الشامل كيف تعاملتَ مع الفيديو كليب، وما هي الانعكاسات على الواقع الكلاسيكي للقصيدة الحسينية؟

- لم يكن من السهل التعامل مع مسألة الفيديو كليب وطريقة إدخاله على النص الحسيني، وهذا ما نراه واضحا في قصيدة (كل دم بشرياني) ففيها اعتمدنا على لغة الجسد، والتي حاولنا من خلالها تجسيد الموقف المؤثر الذي ينتاب كل محب وموالي لأهل البيت (ع) لحظة وقوفه على فاجعة الطف الأليمة. وهذه الحركات هي أشبه بالنص الشعري، ما لو قورنت مع لغة الشعر، أو صوت الرادود، وهي وسيلة إيصال للفكرة إلى جانب اللغة الشعرية والصوت.

 إلى جانب ذلك أحببنا استيعاب وادخال انماط أخرى على النص الحسيني، ولكن أعتقد اننا سبقنا الزمن، ذلك لما رأينا في وقتها من استغراب البعض او معارضة البعض الآخر، ولكن ماهي إلا أذواق، فالكثير من المثقفين والمتلقين غير النمطيين للقصيدة الحسينية شجعوا الفكرة، بل واستحسنوها، لما تحمل من طرق أخرى غير تقليدية في طريقة التوصيل والتفاعل مع النص الحسيني. وأحب أن أؤكد لك رجوعنا الدائم لشرعية ما نقوم به من عمل، حتى نكون مطمأنين أمام الله تبارك وتعالى ورسوله وأهل بيته الكرام (ع).

*إذن تعتقد أن الأغلبية تريد الإبقاء على الطريقة الكلاسيكية في طريقة الأداء بالنسبة للرادود الحسيني؟

- فعلا ولكن هناك غالبية أخرى تريد ما هو حديث يتلاءم مع روح العصر، وهذا مثلما قلت لك نجده بين صفوف المثقفين، أو الأجيال الجديدة من أبنائنا المغتربين في أوربا ودول العالم الغربي، فطريقة الحياة وتقنية المعلومات وغيرها تحتم علينا التعامل معه بطريقته وبلغته، حتى لا نخلق نفورا من المنبر الحسيني، بل على العكس وجدنا تجاوبا وتشجيعا كبيرا منهم.

 أما إبقاء الناس على النمط الكلاسيكي والمتمثل بالرادود الكبير المرحوم (حمزة الزغير) فعلاً هو موجود ولكن ليس لدى الجميع، بل هناك من يريد أطوار جديدة وأنماط حديثة، ومن جملة الاعتراضات التي واجهناها على شريط (كل قطرة دم بشرياني) كان على الألوان المستخدمة، ولكنني قمت باتصالات واسعة لنخبة معينة لاختيار هذه الألوان وجميعهم من المختصين بالأزياء والألوان، ونالت أفكارنا الاستحسان والتشجيع، ومسألة الاعتراض أو إبداء رأي مغاير ومعاكس أمر ضروري وطبيعي، ضروري حتى نستفيد من جميع الآراء والمقترحات، وطبيعي لأن الناس وكما أسلفنا لديها أذواقها الخاصة وطريقتها في التلقي التي قد تختلف من شخص إلى آخر.

*أصبح التخصص اليوم سمة واضحة لجميع الأعمال والمهن والحرف، فهل استعنتم بكوادر فنية متخصصة لها القدرة على محاكاة الواقع الإنساني بعيداً عن المحلية؟

- من المؤكد أننا حققنا قفزة نوعية في مسألة استقطاب الكفاءات الفنية العالمية منها والعربية، فقد تمكنا من مسك زمام عالم التسجيل الصوتي (الاستوديو)، فلدينا الإمكانيات الكبيرة والكفاءات المتخصصة، وأثناء وجودي في العراق فإنني أبحث عن مهندسي الصوت، وبفضل الله وجدت بعض الأخوة هنا لهم الإمكانية الجيدة ويمتلكون المهنية التي تؤهلهم لإدارة الأستوديو، أما الصورة فنحن وبحمد الله متمكنين منها بشكل جيد. ومن الأسماء المهمة التي نعمل معا هو الأخ (حسام يسري) والذي تغيرت مسيرة حياته بالكامل بفضل بركات الإمام الحسين (ع) إذ كان قبل ذلك بعيداً جداً عن القضية الحسينية، والآن يقوم بالتسجيلات الخاصة بنا كرواديد حسينيين وشعراء من العراقيين والبحارنة والكويتيين وغيرهم.

*تعاملتَ مع شعراء معدودين، هل هو تعامل محصور بأسماء معينة أم يتوقف على شكل النص الشعري؟

- هناك أخوة من المؤمنين أعتمد عليهم في ذلك، فنحن لحظة اختيار النص نمر بصعوبة بالغة، ذلك من زاوية أن النصوص الواردة إلينا لا حصر لها، ومن زاوية أخرى نريد من النص الذي نقرأه أن يمثل الخط المذهبي الحقيقي لأهل البيت (ع) وأن يترجم ما يريدونه وما يدعون إليه، وهناك أمر مهم بالنسبة لقصائدنا الخالدة  التي كتبها الشعراء بحق أهل البيت (ع) في وقت مضى، فكانت بحق كتابات غاية في الروعة والجمال، ولكن لم يتسنى للقراء الوصول إليها، وعل خطباء المنابر حرصوا على إخراج هذه النصوص الشعرية، ولكن مقتضب منها وليس كلها، لذا حرصنا اليوم على إعادة هذا التراث الرائع إلى الحياة مرة أخرى عبر قراءتنا لهذه النصوص، ومن هذه النصوص تعود لأمثال (الكواز، السيد الحلي، ابن العرندس، الأوزري وغيرهم كثير) لذا نحن دائما ما نفكر في أفضل طريقة لإيصال مبادئ وأهداف أهل البيت (ع) عبر النصوص الشعرية الخالدة بحق.

*وهل ينسحب هذا على القصائد ذات اللهجة العراقية المحلية، لأننا بدأنا نرى أن بعض المفردات العراقية بدأت تتداول في بعض الدول العربية عبر نصوص لشعراء عرب؟

- نعم فهذا ما نستطيع أن نسميه باللهجة الثالثة والذي يكون وسطا بين الفصحى والشعبي، ويمكن أن يكون مفهوما من قبل الجميع من إخواننا العرب، وبالتالي لا يحمل اللهجة العراقية لوحدها. فمن هنا يكون هدفنا بتوسيع القاعدة المتلقية، والابتعاد عن المحلية الضيقة، كما قلنا سلفا لإيصال الصوت حتى أبعد نقطة ممكنة. فمعها يكون من السهل جدا لدول أفريقيا أن يفهموا المغزى وما تحاول ان تقوله من خلال النص الشعري.

*هل ستشهد كربلاء المقدسة حضورا لكم في الأيام القادمة؟

- من المؤكد أن لكربلاء خصوصية وامتيازات خاصة ومهمة، ولكن كما تعرفون هناك الارتباطات الكثيرة مع محبي أهل البيت (ع) وخدمة المنبر الحسيني في بعض البلدان العربية وأيضا في العراق، لذا سيكون حضورنا تقريبا في وفاة الرسول الأكرم (ص)، وسنتشرف بالقراءة في مدينة التضحية والفداء، مدينة الإمام الحسين (ع).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/شباط/2010 - 26/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]