الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

توظيف الوسائل الحديثة في نشر الفكر الحسيني

قبسات من فكر الامام الشيرازي

 

شبكة النبأ: إن الإنسان الذي يُبحر في أعماق التأريخ سيصل بقناعة تامة الى أن ملحمة الطف هي واقعة التأريخ الانساني الكبرى في مجال مقارعة الطغيان ورفض الظلم والانتصار لقيم الانسانية الهادفة الى حفظ الكرامة وسمو النفس البشرية، وبهذا فهي كسب لكل الناس المتواجدين على المعمورة كما يقول الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) .

إن هذا الطابع الانساني أعطى لثورة سيد الشهداء الامام الحسين (ع) سمة الخلود والانتشار في عموم العالم وتم ذلك على امتداد أكثر من ألف وأربعمئة عام، حيث أُعلنت وقفة الجهاد الحسينية العظمى في القرن الهجري الاول متحدية وسائل الظلم السلطوي أيا كان نوعه او مصدره، وبهذا اكتسب هذا الفكر سمة الخلود، إذ يقول الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) في كراس له يحمل عنوان (الحسين –ع- اسوة):

(إن ثورة الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة وقتية لتموت بعد زمان، وإنما كانت ثورة الحق ضد الباطل، وثورة العدالة ضد الظلم، وثورة الإنسانية ضد الوحشية، وثورة الهداية ضد الضلال).

إن سمة الشمول الانساني التي تتسم بها ثورة الامام الحسين (ع) أعطتها زخما عظيما نحو الخلود، مضافا الى التحريض الدائم للمسلمين على أهمية إحياء هذه الثورة من خلال إحياء الشعائر والطقوس التي تتعلق بها ممثلة باستذكار التضحيات العظيمة التي قدمها ثائر الاسلام الأعظم الامام الحسين (ع) وذويه وصحبه سلام الله عليهم أجمعين، حيث يقول الامام الشيرازي (رحمه الله ) في هذا المجال:

(لذا كان من الضروري، امتداد هذه الثورة مادامت الدنيا باقية، ومادام يتقابل جيشا الحق والباطل والهداية والضلالة، وهذا هو سرّ تحريض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الكرام المسلمين على الاحتفال بذكرى عاشوراء طول الدهر، ومنه اتخذ المسلمون مجالس العزاء والحفلات التأبينية بمختلف أشكالها، طول الزمان). 

وطالما أن الفطرة الانسانية تدفع بالانسان نحو الخير، فإنه لكي ينجح في الوصول الى موقفه هذا يكون بحاجة الى الدعم والتعضيد الفكري والايماني، إذ لابد له من التقريق بين ما هو شر باطل وبين ما هو حق وخير، وهكذا هي مبادئ الفكر الحسيني التي تحث النفس على نبذ الباطل والشر والتخندق الى جانب الخير والحق، وقد جاء في مقدمة هذا الكراس الذي حمل عنوان (الحسين –ع- اسوة):

(في مراجعة لتاريخ الإنسان منذ أن خلقه الله وألهمه كل مقومات وجوده وحركته في الأرض، نجد أن هذا الكائن يقف في مجمل مسيرته بين طريقين عليه أن يختار أحدهما، الحق والباطل، الخير والشر، يقف الإنسان لكي ينتصر لأحدهما، وهنا تتدخل الألطاف الإلهية رأفة بهذا الإنسان وكي لا يستبد به هواه ويستحوذ عليه الشيطان فتقدم له هباتها ممثلة بالأنبياء والرسل وأوصيائهم. وثورة الإمام الحسين (ع) يسجل لها أنها أعظم انتفاظة هزّت وتهز الضمير البشري بشكل عام بوجه الظلم والطغيان، فقد جاء الحسين (ع) انتصاراً لمبادئ الخير والحق، مثالاً للتضحية والإباء).

ولهذا ينبغي على المعنيين من المسلمين أن يتنبّهوا لضرورة مجاراة العصر والاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الحديثة لآيصال الفكر الحسيني الى أبعد نقطة فوق الارض، إذ أن القضية برمتها تتعلق بالصراع بين الباطل والحق وبين الشر والخير، وإذا كان الطرف الآخر الغريم متواصلا مع الوسائل الحديثة وجاعلا منها جسرا للعبور الى عقول الناس ونفوسهم، فحري بالمسلمين أن يجعلوا من هذه الوسائل الحديثة جسورا وقناطر للوصول الى اكبر عدد ممكن من الناس في عموم العالم من اجل غرس روح الايمان في نفوسهم وكسبهم لصالح قضية الحق ممثلة بوقفة الامام الحسين (ع) البطولية التي أظهرت المعدن الحقيقي للنفوس الخالدة العظيمة وقدرتها على التصدي لخطوط الانحراف والتسلط على فقراء المسلمين ومحاولة تقويض الاهداف الكبرى التي جاء من اجلها الاسلام، ويقول الامام الشيرازي (رحمه الله) بهذا الصدد:

(لقد كانت وسيلة الثقافة سابقاً منحصرة في /المدارس الدينية/ والمنابر/ والكتب/ وكلها كانت مصبوغة بصبغة الإسلام، فكان المجتمع يتلقّى التعاليم الإسلامية من هذه الوسائل تلقائياً. أما اليوم فقد زيدت على تلك الوسائل السابقة،/المدارس الحديثة/ والإذاعة/ والتلفزة/ والعارضة/ والجرائد/ والمجلات/ والاجتماعات الأخرى.. فمن الضروري على المسلم أن يهتم لإدخال برامج الإسلام والمبادئ التي استشهد في سبيل تطبيقها الإمام الحسين -عليه السلام- في هذه الوسائل الحديثة، حتى تنتشر تلك المبادئ والأهداف في كل مدينة وقرية، ودار ومدرسة، ومعمل وثكنة.. فإن مبادئ الإمام الحسين -عليه السلام- خير من آراء –فرويد-، وثورته المقدسة أفضل من الثورة الفرنسية، إلى غيرهما مما أُقحِمَ في حياة المسلمين).

وبهذه الطريقة يكون المسلمون قد استفادوا من الوسائل الحديثة في توصيل مبادئ الفكر الحسيني الى كل مكان وإنسان حيث لا يزال كثيرون يجهلون فحوى هذا الفكر الانساني الخالد ويجهلون كثيرا من تفاصيل الثورة الحسينية وأسبابها، ولو عرف العالم بصورة أشمل بطبيعة هذه المبادئ فإنه لا شك سيعرف طبيعة الاسلام القائمة على التسامح والخير والحق والمساواة وعلى كل ما يمت للانسانية بصلة، ولذلك على المسلمين أن يعرفوا بأن الإسهام بتخليد مآثر الحسين (ع) والعمل على خدمته إنما يصب في صالح الاسلام والمسلمين عموما، إذ يقول الامام الشيرازي (رحمه الله) في هذا المجال:

(يلزم على المسلم أن يخدم الإسلام بخدمة الإمام الحسين -عليه السلام-، فإنه وسيلة لنشر الإسلام، لو عرفنا كيف نستفيد من هذه الطاقة الهائلة، فإن الروحية التي تبعثها معنوية الحسين -عليه السلام- أكثر من كل طاقة روحية عرفتها البشرية من آدم أبي البشر إلى هذا اليوم).

وعلى العموم ما هو مطلوب من المسلمين هو مجاراة العصر والاستفادة القصوى من جميع الوسائل الحديثة التي تقف الى جانب الانسان من خلال وقوفها الى جانب الفكر الحسيني الانساني الخالد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/شباط/2010 - 17/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]