الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

أضواء على ثورة الحسين عليه السلام

هادي الربيعي

منذ اكثر من اربعة عشر قرنا وواقعة الطف الخالدة تشغل الأجيال جيلاً بعد جيل حتى وصلت الى ما هي عليه الآن من عظمة وسمو، وتعتبر ثورة الحسين عليه السلام من أهم واشهر الثورات في العالم ولا يقف تأثيرها عند حدود العالم العربي بل ان هذا التأثير يمتد الى بلدان عديدة أخرى مثل البانيا وأمريكا ودول عديدة أخرى.

 ومنذ القرن الأول الهجري وحتى اليوم ما زال الباحثون والعلماء والشعراء يستلهمون قضية الحسين عليه السلام في بحوثهم ودراساتهم وقصائدهم ويكفي ان نتعرف على موقف رسول البشرية الأعظم محمد (ص) وهو يجلس ابنه ابراهيم على فخذ والحسين على فخذه الآخر ليأتيه الوحي من الله تعالى بان الله تبارك وتعالى لن يجمعهما لك فأختر أحدهما فيختار الحسين عليه السلام على ولده ابراهيم مع ما يعنيه ابراهيم للرسول العظيم وهو ولده الوحيد لنعرف مدى أهمية الحسين عليه السلام في إعادة الإسلام الى مساره الحقيقي المرتبط بالينابيع الصافية التي لا تشوبها شائبة ونحن نتذكر الحديث النبوي الشريف ( حسين مني وأنا من حسين ) لنعرف أهمية الدور الذي لعبه الإمام الحسين عليه السلام في تصحيح مسار الرسالة الإسلامية وأمر طبيعي، يكون الحسين من الرسول الأكرم (ص) ولكن المعنى الأكبر يكمن في قوله ( وأنا من حسين) وهذا يعني ان الرسالة الإسلامية التي جاء بها رسول البشرية قد ولدت مرة ثانية ولكن على يد الحسين عليه السلام هذه المرة.

معروف ان الشعراء في الماضي كانوا لا يجهرون بقصائدهم التي تتحدث عن الحسين وثورته الخالدة خوفا ً من بطش السلاطين الذين يكنّون َ العداءَ لأهل البيت عليم السلام كما ان قضية الحسين عليه السلام شغلت بال الشعراء وكانت محور اهتمامهم منذ القرن الأول الهجري وحتى اليوم فقد كتب الشاعر أحمد البلاذري على سبيل المثال وهو من شعراء القرن الثاني عشر اكثر من الف قصيدة تتحدث عن الحسين عليه السلام وحقيقة الأمر ان التاريخ لم يعرف ان شخصاً قيل فيه من الشعر والنثر والبحوث ما قيل في الحسين عليه السلام فقد رثاه كل عصر ورثاه كل جيل وقد اعترف بفضله الإمام الشافعي وهو يقول:

    يا أهلَ بيتِ رسول اللهِ حُبُّكمُ           فرضٌ من الله في القرآنِ أنزلهُ

   كفاكمُ من عظيمِ القدرِ إنَّكـــمُ          منْ لمْ يُصَّل ِ عليكم لا صلاةَ لهُ

 

ولم تكن ثورة الحسين عليه السلام مصدر إثارة للبكاء فحسب كما قد يتوهم البعض، بل انها الدافع الأقوى والمحرك الأعظم للثورة على كل الظواهر الباطلة التي تتنافى مع قيم الإسلام والمثل العليا التي جاء بها من اجل خير البشرية جمعاء  يقول الشاعر حيدر الحلي وهو من شعراء أهل البيت المعروفين :

        إنْ لمْ أقفْ حيثُ جيشُ الموتِ يزدحمُ

                                                فلا مشتْ بيَ في طُرقِ العلى قـدمُ

       

لابدَّ أنْ أتداوى بالقنا فلقــــــــــــــــــد

                                               صبرتُ حتى فؤادي كلـُّهُ ألــــــمُ

عندي من العزمِ سَّــرٌ لا ابــــــوحُ بهِ

                                               حتى تبوحَ بهِ الهــــــنديةُ الخـــُذُمُ

ولابد أن نتذكر ان هجرة الرسول الأعظم (ص) من مكة المكرمة الى المدينة من اجل إقامة الدين الإسلامي على قواعده الراسخة تقابلها هجرة الإمام الحسين عليه السلام الى الكوفة ومن ثم الى كربلاء فكلا الهجرتين كانتا لغاية واحدة وكلا الهجرتين حققتا الأهداف  المستقبلية البعيدة المدى ولولا ثورة الحسين من وجهة نظر الباحثين والعلماء لما قام للإسلام وجود بعد ان عبث بنو أُمية بالإسلام وأوصلوه الى الدرك الأسفل بممارساتهم الدنيوية الرخيصة وحرصهم على مطامع الدنيا الزائلة حتى قال البعض منهم :

        عبثت هاشمُ بالمُلكِ فلا     خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلْ

وهكذ انكر بنو أُمية الإسلام وما جاء به من تعاليم وأنكروا رسول الله (ص) وأنكروا الوحي وأنكروا رسالة رسول الله على الأرض من أجل الحفاظ على سلطانهم الجائر.

لقد شاء الله تعالى أن تكون الملحمة الحسينية بكل تفاصيلها وتشعباتها  لوحة تأريخية خالدة متعددة الجوانب والملامح فهذه اللوحة وُلِدت  لحكمة إلهية لا نعرفها ولكننا نلمس تأثيراتها بما وصلت اليه هذه الملحمة الخالدة من نتائج لصالح الإسلام وما زال تأثير هذه الملحمة متواصلا عبر الأجيال وكأنها توقظ الأزمنة دائما ً لتصحو على واقعها وتواجه طواغيت الأرض بقوة الأيمان والمعتقد، هذه اللوحة الخالدة تحتوي على تفاصيل عديدة تهدف الى إثارة غيرة المسلمين وإيقاظ عزائمهم على مرِّ العصور وقد تحققت ارادة الله كما شاء تعالى حيث كان استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ميلاداً جديداً للإسلام وبعثا جديدا للقيم الأنسانية التي ارسى دعائمها رسول البشرية الأعظم (ص)وقد تواصلت المسيرة الأسلامية بفضل تضحية ابي عبد الله الحسين ومن آمن به في قضيته العادلة عليهم السلام اجمعين لتصل الى ما وصلت اليه من عظمة ٍ وسمو حتى وصلت الى كافة مشارق الأرض ومغاربها، ولقد تكوَّنت الملحمة الحسينية من تفاصيل رائعة كانت مصدر إلهام الباحثين والشعراء على مر العصور ومن يتأمل تفاصيل الملحمة الحسينية بروح البحث والتأمل يكتشف ابعاداً عديدة في هذه الملحمة الخالدة تزيد من قيمتها وأهميتها يوماً بعد آخر، ومن هذه التفاصيل على سبيل المثال :

1- هجرة مسلم بن عقيل الى الكوفة واستشهاده المأساوي الذي حدا بعشرات المؤلفين الى استلهام حكايته وتوظيفها في عشرات الأعمال الدرامية اضافة الى آلاف الشعراء الذين كتبوا عن مسلم بن عقيل ودوره الكبير في واقعة الطف الخالدة.

2- هجرة الحسين عليه السلام الى الكوفة مع علمه انه سائرٌ في طريق الإستشهاد ومعروف ٌ ان نبوءة استشهاده وردت على لسان سيد الأنبياء (ص) وعلى لسان أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام موقف الحسين عليه السلام وهو يوزع الماء على جند أعدائه وما قابله من موقف الأعداء حين منعوا الماء عن عيال الحسين عليه السلام.

3- موقف الحرالرياحي وهو ينتقل من جيش الكفر الى جيش الإيمان وما يعنيه هذا الموقف من اعتراف بأحقية قضية الحسين عليه السلام.

4- إحراق الخيام وما يعنيه من استهداف لإبادة اهل بيت الرسالة المحمدية

5- استشهاد الرضيع عبد الله الصغيروموقف الحسين عليه السماء وهو ينثر دماءه في وجه السماء وموقفه وهو يحمل الطفل الرضيع الى اُمِّه.

6- ثبات جيش الإمام الحسين (ع) مع قلِّة العدد في مواجهة جيش كبير يقول الباحثون انه يزيد على سبعين الف مقاتلاً وإستشهاد اصحاب الحسين عليهم السلام مع علمهم بحتمية الإستشهاد وما يعنيه هذا الإستشهاد من إيمان عميق بقضية الحسين عليه السلام ومن ثبات على الموقف في احلك اللحظات والظروف وأصعب المواقف وهل هناك اصعب من تلك اللحظات التي عاشها الحسين واصحابه عليهم السلام  في العاشر من محرم ؟

7- إنطلاق عابس للحرب معبِّراً عن حبه وفدائه للحسين  عليه السلام بروحه في تلك اللحظات الحاسمة.

8- إنحناء الإمام الحسين على العبد جون عند استشهاده وتقبيله له وهو تكريم ما زال يلقى صداه حتى اليوم.

9- بتر اصبع الإمام عليه السلام من أجل الحصول على خاتمه وما يعنيه هذا من

          خِسَّة الأعداء ونذالتهم.

10-  موقف الحسين عليه السلام في لحظة الإستشهاد وهو يقول : يرضيني هذا لأنه بعين الله معبراً عن اسمى آيات الأيمان بالله تعالى وبما اراد في هذه الواقعة الخالدة.

11-موقف أبي الفضل العباس عليه السلام وبطولته الخارقة وهو يحاول ايصال الماء الى عيال الحسين عليه السلام

12-بطولة الإمام عليه السلام وهو يخترق الأعداء مع ما هو فيه من قلة في العدد ويقين بالإستشهاد وحسبه في ذلك انه ورث هذه الشجاعة من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

13- خطبة السيدة زينب الخالدة

14-موقف السجاد عليه السلام

15-الرحيل الى الشام بكل تفاصيله

16- موقف أم البنين وهي تودع ابناءها الأربعة فداء ً للحسين

ومن يواصل البحث سيجد الكثير من التفاصيل الرائعة التي توجت ملحمة الحسين الخالدة لتكون واحدة من اشهر الملاحم في التاريخ وحسب هذه الملحمة ان تأثيرها ما زال ينتقل من عصر الى عصر ومن جيل الى جيل دون ان تبرد دماء اولئك الرجال الذين جاهدوا في سبيل الله فكانوا المثل الأعلى في الإيمان والتضحية والفداء من اجل المباديء والقيم التي جاء بها الإسلام للبشرية جمعاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/شباط/2010 - 16/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]