الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

ثورة الحسين(ع) مثابة للابداع وحضور يتوحد في ظله العراقيون

إحياء الذكرى في دار الشؤون الثقافية

تقرير: حنان النعيمي

 

شبكة النبأ: بأصبوحة مميزة ازدانت فيها مبادىء الشهادة والوفاء بعبق الامل والحياة والرغبة في ترسيخ مفاهيم جديدة ومنح الموت معنى فلسفي يمتزج بإرساء أسس وأهداف متباينة عن أبعادها الآنية.

فكادت الحياة تتوقف عند نقطة ما لتعلن لنا ميلاد مرحلة اخرى تلونت بلون الدم الطاهر البريء دم الحسين(ع) صاحب الملحمة والاسطورة البشرية الخالدة على مر العصور.

بهذه الكلمات القيمة ابتدأت الندوة الثقافية التي نظمتها دار الشؤون الثقافية العامة صبيحة يوم 13/1/2010 بحضور مديرها العام الشاعر نوفل ابو رغيف والدكتور جمال العتابي مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية ونخبة من اساتذة كلية الاداب.

ورفعت الندوة شعار (ثورة الحسين(ع) مثابة للابداع وكتابة بدم مضيء وحضور أنساني يتوحد في ظله العراقيون) فتخليداً لهذه الذكرى العظيمة احتفت الدار بهذا الانتصار الابداعي، الذي تكلل بتقديم كتابة نقدية وقراءات شعرية.

أدار دفة هذا الاحتفاء الدكتور رياض شهيد الاكاديمي المعروف وبدأ الحفل بقراءة آي من الذكر الحكيم، اعقبه تقديم محاضرة نقدية ـ فلسفية للدكتور فائز الشرع بعنوان (لحظة كربلاء ومسؤولية النخبة في الاصلاح) تناول فيها ثورة الحسين الرائدة لكن بوجهة نظر مختلفة، فتساءولات كثيرة تطرح نفسها في ضوء تداعيات قيام تلك الثورة، منها ماهي الغاية من قيام تلك الثورة؟ وماهو دور النخبة في المسؤولية والقيادة؟ وهل كانت أسباب الثورة سياسية ام الرغبة في الاصلاح والتقويم ولماذا اتخذت بعدا دينيا واستمرت على مدى العصور بهذه الصورة والصبغة وهل كانت سببا لإرساء مبادئ جديدة للدين والحكم معاً؟

ثم تحدث د.فائز الشرع عن حكام بني أمية ودورهم في تأجيج وأندلاع الثورة باحثاً أراء الكتاب والفلاسفة وفي مقدمتهم آراء ابن خلدون ودراسته الفلسفية لهذه الظاهرة دون التركيزعلى اسبابها وبين دور النخبة في الاصلاح، واجماع الراي العام على عدم صلاحية (يزيد) في الحكم وتوافر الاليات والاستعداد لمواجهة وتبرير قيام الثورة باسلوب علمي ومنطقي ينطوي في داخله على مبررات اعلامية، ساندت تلك الثورة، وعلل كذلك المسوغات والبراهين التي اوضحت تقاعس النخبة في مكة وعدم خروجهم مع الحسين كالخوف من اراقة الدماء وازهاق الارواح.

اذن فالخشية من وقوع المحذور واندلاع الفوضى والانصراف للامر السياسي والبعد عن المنهج الديني والاطار الاجتماعي السائد، كل هذه الاسباب جعلت الثورة منفردة في مضمونها ومقتصرة على  قلة قليلة في عددها.

فالدين بات القاعدة الاولى لانطلاقها والاصلاح الاجتماعي بغيتها الاساسية.

فالحسين بخروجه هذا ترجم هدفا مستقبليا مستترا ومتخذا من النصر الآجل والتضحية بالنفس منهجاً ودرسا اصلاحيا للاجيال عبر ارهاصات عديدة.

واليوم والعراق يقدم الضحايا تلو الضحايا ينبغي التوقف عند مبادئ هذه الثورة ليستمد منها العبر والمثل الاخلاقية في بناء مجتمعه.

وتلى القاء المحاضرة قراءة قصائد شعرية عكست عمق الحدث واثره على الانسان فشارك الشعراء كل من (علي الحيدري ومنذر عبدالحر ومحمد الكعبي) بهذه القراءات وليكون مسك الختام عند الشاعر والمنظم الاول للاحتفاء (نوفل ابو رغيف) الذي بين بكلمته مدى التشابه الكبير بين الأمس واليوم فاستذكار هذه الواقعة بات امرا ملموسا وجزءاً من نشاطات هذه الدار كون الحسين(ع) يمثل رمزاً تاريخياً ودينياً سجل بدمه الزكي أهداف وابعاد جديدة للشهادة، فما اشبه الماضي بالحاضر وقد يشهد المستقبل تجارب مماثلة اخرى.

فقصيدة (من وحي الزيارة) التي ألقاها الشاعر (نوفل ابو رغيف) جسدت مشاعر الحب لشخص الحسين ذلك الانسان الذي يخشع القلب له وتخفق النبضات حباً ورهبة امام اصراره وشموخه في معركة وارض اكتسبت القدسية من  اسمه ودمه.

وختم الحفل بعرض مسرحي حمل عنوان (الصراع) (قدمته رابطة الغدير الاسلامية) عكس العمل الصراع والتنافر الذي تمتلكه النفس البشرية والحرب الشرسة التي يخوضها الانسان بين خيره وشره من اجل تغليب احد الطرفين واتخذ العمل من (ثورة الحسين) أداة ووسيلة للتعبير عن هذه المعركة.

ترى هل جسد هذا الاحتفاء (بكل الجهود المبذولة) طبيعة ثورة الحسين وهل تمكن القائمون عليه من اعطاء صورة واضحة لهذه الانتفاضة ام بقي مجرد ذكرى وتجربة اضاءت الطريق وغيرت مجرى التاريخ الاسلامي

انها فرصة تضعها دار الشؤون الثقافية امام الجميع لترسم الصور الحقيقية وتكتب التجارب الخالدة باسلوب ثقافي يمزج الحدث بالخيال ويمنح الماضي بعداً حضاريا ويأطره باطار الواقع الجديد المتلون بالوان الحياة العصرية في تصوير الماضي البعيد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/كانون الثاني/2009 - 3/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]