الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

محراب البكاء

فريد النمر

يعتقني حزنك المذرفُ ويغسلني رعشةً تُخطفُ

وطوعَ هواك أمدّ الجفون سماءً بآهاتها تُرْعِفُ

وأفْرُكُ حِسّي على مَسْمعيك لغاتٍ تمزّق ما أعْزفُ

أجَدّد نوْحِي على نغمَتيكَ وَأردُفُ نبْضِي وأسْتوقِفُ

أحَاصِرُ فيّا غيوْمَ الشَجونِ بما يسْتَجدّ وما يَرْجِفُ

يُخَاصِرُنِي في هَوَاكَ النشِيجْ فيكْتِبُني رَعْشةً تَزحَفُ

كرَعْشَةِ آلامِكَ المُتعَبَاتِ أمَنّي النّحِيبَ وأسْتعْطِفُ

أمَشّطُ قلبي بنَارِ "الطفوف" بَأوْجعِ مَا بَينَنَا يُعرَفُ

وأمْضِي وَفي الحُزنِ بَثّ الشّجُون يَزفّ الجِرَاحَ ويَسْتَحْلِفُ

وفيكَ اتْسَاعُ السَماءِ المُصَابُ تَدَحْرَجَ قَهْرا بمَا نَأسَفُ

وفي كلّ هَمْسٍ نصُبّ الجَنَان بما نَسْتمِيلُ ومَا نَطْرِفُ

فِداءٌ لدَمْعِكَ دَمْعِي الغَيُور يُخَاطُ بِجِفْنيّ مَا يَكْشِفُ

كَأنّي أرَى المُقلُ الوَارثَاتِ بنارٍ لآمَاقِنا تَخْطُفُ

ففيْ كلّ جَرْسٍ يَفُتّ الأنَينُ جدَارَ البَلايَا ويستَعْطِفُ

فتبكي الحُسينَ أيا كَرْبَلا عَلى دَوْرةِ الدَهْرِ إذ تَهتِفُ

فتُحْيِ الشّعورَ بسَيلِ الدّمَاء ومن مِحْنةٍ ألماً تَعْصِفُ

وكادَ يَذوبُ شَديدُ البيَانِ وأسْرارَه في الأسى تنْطِفُ

فيَا ابن الحُسَينِ وأيّ الندَاءِ بقلبكَ نَقشٌ له تَنزِفُ

أأوْشكَ هذا النَشِيجُ السَخِينُ برُوحِكَ في حُزنِها يُوقِفُ

وبالنفْسِ كَادَ يشَقّ الفُؤادَ وفي خفقةٍ ولهً يَعْنُفُ

ألستَ الذي وَارى جِسْمَ الصَبَاحِ ونَجْمُكَ جَمْرُ الأسَى يُتلِفُ

تجَمّعُ أوْصَالَهُ المُتلفَاتِ إلىْ قِطعَةٍ بالدّمَى تُرْصَفُ

فَكَيفَ رَأيْتَ ومَاذا رَأيْتَ وقرْبَانُكَ الحِرّ أَسْتحْلِفُ

وقدْ أوْرَقَ العَرْشُ أحْزَانَهُ بضِلعٍ وَنحْرٍ لَهُ مُتْرَفُ

وتلك الكواكب لما هوت على الترب صرعى بما تهدف

وَمَا بَينَ هَذينِ ذَقْتَ الهَوَانْ وَقَلبٌ لزَيْنَبَ يَسْتَعْطِفُ

على الجسْمِ مِنكَ تُغَنّي السِيَاطْ ترُفّ وَأشْفّارَها تَهْتُفُ

تُمُيطُ الرّدَاءَ وَعَن نِسْوةٍ تُعَرّي الوّجُوهَ وَتَسْتَكْشِفُ

وللْيلِ صَبّ الضّلالُ السّخِيفْ سَوَاداً مِنَ الذّلِ يَستَنزِفُ

يَجُرّ العَنِيفَ مِنَ المُنْغِصَاتِ وَقتْلا يَمَيلُ ويَسْتَنكِفُ

وأنتَ وزينبُ تَحمِي العَيَال تَذُوقث منَ الذلِ لا يُوْصَفُ

على الهِزْلِ مَربُوقَةٍ بالحِبَالِ تخَاصِرُها بالسُرى عُكّفُ

وراحَ النّهارُ على المَقلتِينِ يَسَيلُ المَآسِي ويَسْتخْلِفُ

كأنّ القيودَ على المَعصَمَينِ تُصَليْ الدّمَاءَ وتَسْتنزِفُ

تبُلّ الشَهَادةَ عَبرَ الصُمودِ بأقسَى المشَاهِدِ إذْ تَعْزَفُ

وفيكَ من الحُزنِ جَيشٌ عَظيمْ من الظَمَأ الذي طَفّهُ تَرْشِفُ

وفي كَفّكَ عِدْلُ الكِتابْ وَرُوحٌ تَجِيشُ دَمَا يَرْعُفُ

كأنّي أرَى الوَجَعَ المُسْتَطِيلْ سَيَمْطِرُ حُزنَاً وَيُسْتَضْعَفُ

وهَيْاتُ منكَ تُذيْعُ الرّفيْفَ سَلامَا لقلبِكَ مَا تقْطِفُ

فكلّ "عَليٍّ" يَمُدُّ الصّرَاطَ طرَيْقا بهِ الهَدْيُ كَم يُنْصِفُ

وإنْ أسْرَفَ الظُلْمُ يَبْقَى الرّشَادُ عَفِيفَا طَلائِعُهُ تُأْلَفُ

فَفِيْ كُلّ عِصْرٍ هُنَاكَ "عَلِيّ" إلى السَاجِديْنَ المُنى يَرْصُفُ

وهَيْهاتُ دُنْيَاً بدونَ عَلِيّ يُسَبّحُ عِشْقا ويَسْتَأنِفُ

وانْ ضَاقَ بالحَاقِديْنَ الفَضَا سَيَرقَى الصَدَىْ مُهْجَةً تَهْتِفُ

فيَا خَيرَ مَنْ صَلّى في السَاجِديْن عَلينَا وَقَلبُ السَما ينْزِفُ

سنَحْيَاكَ طفّا يَشدّ الجَنَانَ بغَرْسِ الطفُوفِ لَهُ نَزْحَفُ

سَلَامٌ عَلىْ سَيّد العَابِديْن بكلّ مَدىً بَاكيٍ يذْرُفُ

* 25محرم1431هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/كانون الثاني/2009 - 26/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

annabaa@annabaa.org