الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المواكب الحسينية الراجلة... تجسيد للتضامن مع قضية الحسين

أمم وشعوب تركت بصماتها على الشعائر عاشوراء

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

 

شبكة النبأ: الهيئات الحسينية او ما يشار اليها بالمواكب الحسينية باتت تقليد ثابت وثقافة معينة أقتبست من وهج واقعة الطف جذوة التحدي وصيرورة الصمود منذ زمن ليس بالقريب, حتى أضحت سمة من سمات العزاء الحسيني, وهي أقرب ما تكون الى حالة المسيرات الحاشدة التي نلحظها هذه الايام, الا انها تمتلك خصوصية معينة تبعا للثقافة العربية والاسلامية, والتي هي ربما ايضا تتباين من شعب الى اخر حسب الانماط والسلوكيات المتبعة لدى هذا او ذاك من الشعوب, لذا أمسى الموكب الحسيني تقليد مهم لا يمكن تجاوزة في مراسم عزاء عاشوراء.

حيث تتقاطر المواكب في الايام العشر الأوَل من داخل وخارج المحافظة الى المرقد الحسيني الشريف للتعبير عن حالة التضامن مع الثورة الحسينية , وهي تتجسد عبر بناء السرادق والخيم الكبيرة من اجل تقديم بعض الماكولات والشاي وخدمات اخرى تتمثل بتوفير بعض العلاجات الطبية فضلا عن كونها، اي السرادق تمثل محطة لمنتسبي هذه الهيئات للاقامه بها والمنام.

 كما تتضمن  الهيئات مواكب حسينية وهي عبارة عن مجموعة او تشكيل لا يحدد عدد أفراده , حيث يتصدر في المقدمة حملة لافتات المواكب، كان تكون أنصار الزهراء على سبيل المثال, ومن بعدهم حملة الاعلام الحسينية السوداء والخضراء, ومن ثم ينشطر الموكب الى صفين متقابلين وفي الوسط يكون موقع مجموعة الطبول الكبيرة والصنجات وياتي من بعدهم الرادود الذي ينشد القصائد الحسينية , اما الصفين المتقابلين فهم يحملون الزناجيل ليضربوا بها ظهورهم من اليمين الى اليسار بشكل متناوب وفق تناسق معين مع طبيعة ولحن القصيدة الحسينية, علما بأن جميع افراد الموكب يتوشحون بالسواد كتقليد متعارف عليه منذ زمن بعيد للدلالة على الحزن، ولا تقتصر المواكب على فئة عمرية محددة بل هي تستوعب الطفل الصغير الى الشيخ الطاعن في السن , وهذا هو سرالتفاعل الانساني في قضية الحسين(ع).

وللوقوف عند ابعاد ذلك التقليد استطلعت (شبكة النبأ المعلوماتية) اراء بعض اصحاب المواكب والهيئات الحسينية عن ماهية هذا السلوك؟ ومن اين جاء؟ وما هي الاهداف المرجوة منه؟

اول من ابتدئنا الحديث معه الحاج (جميل حسين عبد خطار) وهو صاحب موكب من قضاء المشخاب، حيث قال: ان الهيئات والمواكب الحسينية سيان ينشدان قضية واحدة وهي تعبر عن حالة العزاء على أبن بنت الرسول الأعظم محمد(ص)، اما بالنسبة لمواكب (ضرب الزنجيل) فهو تقليد قديم جدا, وبمثابة حالة حضارية حسب وجهة نظري, وهي اقرب ما تكون الى حالة المسيرات اليوم, فهي تعبر عن الرفض التام  لأي  نوع من انواع الاضطهاد او قهر, والدليل على ما اقول ها هي القصيدة الحسينية فهي تتضمن معاني كثيرة وتشير في اغلب الاحيان الى جوانب انسانية واخلاقية حيث تتمحور كل القصائد في حيثيات محددة مثل البطولة والفداء والتضحية والصبر وهذه المعاني مجتمعة ماهي الا معطيات اكيدة لروح الاسلام.

اما الشيخ (نجاح الحسناوي) في حي الغدير، فقال مسنِداً المواكب الحسينية الى عمق التاريخ السحيق, حيث بيَن: ان المواكب الحسينية هي بمثابة اشارة الى خروج الحسين(ع) من مكة المكرمة الى كربلاء سيرا, لذا ترى المواكب تتوافد من اماكن مختلفة من ارجاء العراق وربما من بلدان بعيدة مثل ايران او باكستان او افغانستان,الى كربلاء كحالة تضامن مع عائلة الحسين(ع) واصحابه، اما فيما يخص اول موكب عزاء فهو للسيدة زينب أبنة على(ع) وفي قصر يزيد ابن معاوية (لعنة الله عليه)، وما تراه اليوم من مظاهر او اشكال المواكب ما هو إلا نتاج اكيد لثقافة شعوب مختلفة لأن قضية الحسين شاملة لكل المسلمين, حتى وصل شكل الموكب الى ماتراه اليوم حيث الزناجيل والطبول الكبيرة والصنجات واشياء اخرى.

في حين الحاج(ابو محمد) من اهالي البصرة, قال: اني لا اهتم كثيرا بالتفاصيل من حيث شكليات المواكب الحسينية وادواتها,لانها انعكاس طبيعي تبعا لثقافة الشعب ذاته, من خلال ادواته التعبيرية عن حالة الفرح او الحزن بقدر ما اهتم بأصل الموكب الحسيني والذي يعتبر حالة رفض وشجب لكل الوان الظلم والاستبداد, لذا تراني حريص جدا منذ ايام النظام البائد ولحد الان للحضور الى كربلاء لهذا المعنى, رغم تباين حالة الرفض سابقا أي في عهد صدام والان, هذا مما يؤكد صحة قولي كون التعبير عن حالة الرفض تختلف او تتباين من شعب الى اخر ومن زمن الى اخر.

اما محطتنا التالية فكانت مع الحاج(حسون جاهل) وهو من اهالي النجف,ليحدثنا قائلا: لا اجد ثمة فروقات واضحة منذ زمن بعيد واليوم فالغاية واحدة ,ولكن ربما تختلف شكليات التعبيرعن حالة الرفض وحالة التضامن باختلاف الاساليب .

اما الحاجه (ام تكليف) وهي من اهالي مدينة الصدر ببغداد,فهي تقول: نحن تعودنا دوما ان ناتي الى كربلاء منذ اليوم الاول لشهر محرم الى نهاية يوم العاشر,ولدينا موكب في كربلاء ونقيم فيه مراسم العزاء من اللطم الى ضرب الزنجيل الى بذل الطعام للزائرين , ونحن هنا لنواسي فاطمة الزهراء(ع) بذكرى مصاب ولدها الحسين(ع) ونحن كلنا فداء لأبي عبد الله الحسين(ع),وما نقدمه من جهد ومن دمع ونفقات لا يساوي شىء مما قدمه اهل بيت الرحمة والنبوة, وقد ودعتنا الحاجّه (ام تكليف) بالدعاء لنا بالتوفيق.

وفي الختام لا استطيع ان اخفيكم ان كل الاراء انصبت على قافية واحدة الا وهي الابحار في سفينة الحسين(ع) من خلال واقعة الطف والشروع في رفض الظلم من ذات الدم المراق في كربلاء ليصبح قبسا وهاجسا يمنح الحياة ادوات التحرر في كل مكان وزمان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/كانون الثاني/2009 - 23/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]