الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

« وذكر» عاشوراء فجيعة كبرى

علي ال غراش

من باب التذكير « وذكر» «إن الذكرى تنفع المؤمنين»، ومن باب تنبيه النائمين والغافلين، وتحذير الحاقدين والكارهين والمتطرفين الذي أعماهم غرورهم عن الحق، وللذين اشتبه عليهم الحق والحقيقة عما حدث في يوم عاشوراء الدامي، من ارتكاب أعظم مجزرة دموية في تاريخ البشرية، وأبشع عملية قتل وإبادة جماعية وتمثيل بالجثث وفصل الرؤوس عن الأجساد، وسبي نساء وأطفال العترة الطاهرة، على أيدي مجرمين يدعون الانتساب للإسلام وللرسول، والضحايا أبناء وأحفاد خاتم النبيين نبي الإسلام محمد (ص) وفي مقدمتهم الشهيد الإمام الحسين وأخته السيدة زينب (عليهما السلام)، بالإضافة إلى أصحاب سبط الرسول الإمام الحسين (ع).!

فماذا تتوقع مشاعر النبي محمد (ص) مما حدث لحفيده وريحانته وحبيبه الإمام الحسين (ع) في عاشوراء واستشهاده بفصل رأسه وسبي نسائه، وما ردة فعله (أي النبي الأكرم) على من قام بذلك العمل الإجرامي؟

وهل ما حدث في مجزرة عاشوراء يفرح أحباب جده المصطفى وتفرح الشرفاء والأحرار في العالم؟

وهل لعاقل محب للنبي الأعظم محمد (ص) أن يجعل ذكرى يوم مصيبة أهل بيته ومقتل حفيده بالطريقة الشنيعة مناسبة فرح وسرور؟

أليس من محبة الحبيب الدفاع عنه وعن أبنائه وأسرته - اقرب الناس إليه وامتداده الطبيعي- عندما يتعرضون للقتل والظلم وليس مجرد إساءة!

أليس من الأدب والاحترام أن يُحترم المرء في ولده؟

أليس من أخلاق العرب إكرام الكريم وعدم التسبب في إثارة مشاعره؟

لو شخص من الشخصيات الحاكمة والوجيهة وقعت مصيبة لأهل بيته في يوم محدد هل يتجرأ شخص أن يحول ذلك اليوم إلى يوم فرح وسرور؟!

كذب من قال انه يحب النبي (ص) ويؤمن برسالته، وهو يجعل يوم حزنه ومصيبته - أي النبي - يوم فرح وسرور، فالثابت في الحقيقة كوضوح شعاع الشمس لدى جميع المسلمين وغيرهم أن في يوم عاشوراء- العاشر من محرم- من عام 61 للهجرة، شهدت ارض كربلاء استشهاد الإمام الحسين ابن رسول الله - صلى الله عليه واله - مع أبنائه وأهل بيته وأصحابه، وانه قد تم قتله بأبشع صورة إذ تم فصل رأسه الشريف عن جسده وقتلوا ابنه الرضيع من الوريد إلى الوريد، وتم سبي نسائه ونقلهم من كربلاء إلى مجلس يزيد في دمشق مرورا بعدة مدن للتباهي والاستعراض، وذلك من قبل رجال يقولون الشهادتين أن لا اله الله وان محمدا رسول الله!. والواضح أن الحسين وأصحابه قدموا أروع صور البطولة والتضحية والفداء الذين جعلوا من معركة عاشوراء التي انتصر فيها الدم على السيف، رمزا وشعاعا لمن يسعى للعدالة والحرية ونصرة المظلومين في العالم، كما شكلت منعطفا كبيرا في تاريخ الأمة الإسلامية وتاريخ البشرية. والعجيب في فاجعة عاشوراء الحسين أنها مع مرور السنوات تتجدد الحادثة وكأنها حادثة وقعت للتو.

لماذا الإصرار والتفاني من قبل فئة متطرفة على رسالة وثورة الحسين (ع) تبذل جهودا وتسبب ضجة وتثير فتنة وتعمل على عكس مشاعر الناس الطبيعية بالتفاعل مع المظلوم على قتل ذكر الحسين من جديد ومنع ذكره ويوم مصيبته وفجيعته، وبتحويل يوم عاشوراء إلى فرح وسرور؟!

هل عاشوراء فرحة أم مصيبة للرسول وللشرفاء؟

وفيما يجدد أحبة الرسول (ص) وعشاق الحسين (ع) أحياء ذكرى عاشوراء الحسين المؤلمة هذا العام، - في الفترة التي تتزامن مع بداية العام الميلادي وإعلان أبناء الديانة المسيحية عن عدم الاحتفال برأس السنة تضامنا واحتراما لعاشوراء ومشاعر الأمة الإسلامية واحتراما لجده النبي الكريم محمد (ص)- يأتي بعض المتشددين المتطرفين من الذين يدعون الإسلام بالإعلان عن الاحتفال بيوم عاشوراء وانه يوم فرح وسرور وصوم!!.

والغريب ان المتشددين المصرين على تحويل يوم عاشوراء إلى فرح وصوم، لم يتحركوا لهدفهم إلا في الفترة الأخيرة، لان ما يدعون إليه يصطدم مع الفطرة الإنسانية بالتفاعل مع المظلوم، ومع مشاعر المسلمين الذين كانوا ومازالوا يجعلون عاشوراء يوم حزن وبكاء ومواساة للنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بوفاة حفيده العزيز السبط الإمام الحسين (ع).

وإذا كان الصوم من اجل التضامن مع الحسين في جوعه وعطشه فلا مشكلة في ذلك، إذ إن بعض محبي الحسين «ع» الذين يحييون يوم عاشوراء يصومون عن الأكل والشرب تضامنا مع الحسين الذي قتل عطشانا وتعبيرا عن الحزن والمواساة.

والسبب في عدم تركيز كثير من المسلمين بالصوم للفرح في يوم عاشوراء يعود إلى أن هذه الروايات التي يتم الاستناد عليها متضاربة إذ إنها تارة تقول إن النبي أمر بالصوم يوم العاشر من محرم إتباعا لليهود!، وتارة انه أمر بصوم تاسع أو عاشر، وتارة انه نهى عن صوم العاشر ليخالف اليهود، وتارة أخرى أمر بصوم العاشر من محرم إتباعا لأهل الجاهلية الذين كانوا يصمونه.

وهناك تضارب حول معرفة الرسول المسبقة بصوم عاشوراء فرواية تؤكد ان النبي عنده علم سابق لان أهل الجاهلية في مكة يصومونه، ورواية تؤكد ان النبي لم يكن لديه معرفة سابقة وانه تفاجأ بصوم اليهود فاتبعهم!.

الملفت في الأمر أن هناك إصرارا من قبل البعض على تأكيد الفرح والصيام لدرجة الإلزام في يوم عاشوراء، مع العلم بان هناك روايات في الصحيحين تؤكد أهمية صوم يوم عرفة لعظمته وقيمة الثواب والجزاء بأنه كفارة عن سنتين ماضية ومستقبلة، إلا أن هذا اليوم لا يحظى باهتمام كبير وبتحرك إعلامي واسع!.

والغريب في الأمر أن هناك روايات قوية في الصحيحين وفي أمهات الكتب الرئيسية لدى المذاهب الإسلامية تؤكد بكاء الرسول (ص) لما سيحدث لحفيده الإمام الحسين ولكن هذه الروايات لا يتم التطرق إليها لا من قريب ولا من بعيد.

أين هولاء الذين يريدون أن يفرحوا بالمناسبات الدينية عن يوم عرفة ويوم بدر ويوم فتح مكة وفتح خيبر وغيرها من مناسبات عظيمة تستحق التبجيل والتعظيم والاحتفال بها، لماذا الإصرار من قبل المتشددين على الاحتفال في يوم عاشوراء المصيبة والفجيعة للرسول الكريم (ص) ولأهل بيته وللشرفاء والأحرار في العالم على مر التاريخ؟.

لماذا الإصرار والتفاني من قبل فئة متطرفة على رسالة وثورة الحسين (ع) تبذل جهودا وتسبب ضجة وتثير فتنة وتعمل على عكس مشاعر الناس الطبيعية بالتفاعل مع المظلوم، وعلى قتل ذكر الحسين من جديد ومنع ذكره ويوم مصيبته وفجيعته، وبتحويل يوم عاشوراء إلى فرح وسرور؟!.

يا من تدعون الإسلام ومحبة الرسول ومحبة أهل بيته، هل هناك اكبر فجيعة للنبي من قتل حفيده في فاجعة عاشوراء الدموية بتلك الطريقة المرعبة والمروعة؟!

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 3/كانون الثاني/2009 - 17/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]