الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء

رفعت الواسطي

حديث كربلاء وملحمة الطف الاليمة يتجدد صداه كل عام بين العاطفة والفكر وكلاهما الموقف الذي جدسته تلك الشخصيات الحسينية الخالدة بيوم عاشوراء. فمن حيث العاطفة تتفاعل الجماهير أو الرأي العام من أتباع أهل البيت عليهم السلام أو ممن تعاطفوا مع الواقعة ومواقف الامام الشهيد وتلك الاحداث المأساوية التي جائت نتائجها بعكس ما أرادت السلطة الاموية الحاكمة.

التفاعل الجماهيري ينطلق منذ اليوم الاول من محرم في كل عام حيث يكون السواد العلامة المميزة والعنوان الذي من خلاله نعرف ان هذا المكان يعيش حالة من الاحزان فتكون القصيدة الحسينية حاضرة ومواكب العزاء والمجالس الحسينية هما الحلة التي ترتديها الحسينيات والمراكز الاسلامية في بقاع العالم.

 أصداء عاشوراء رغم كل ماقيل ويقال من آراء وتعليقات وردود أفعال نتيجة تلك الحالة التي يعيشها أولئك الذين يترجمون ولائهم وحبهم للحسين عليه السلام حتى وان كان ذلك الشخص المواسي لايلتزم بالنهج الحسيني والسيرة الحسينية كما نقرأ في زيارة عاشوراء أشهد انك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة لكنه بهذه الطرق التعبيرية يحاول قدر المستطاع أن يثبت حبه للحسين وايمانه بعدالة الحسين واعتقاده بمظلومية الحسين الشهيد ونفس الموقف يكون عليه من لم يؤمن بالدين الذي استشهد لاجله الامام الحسين كما هم الاخوة المسيحيين الذين تعاطفوا مع الامام الشهيد فكان هذا التعاطف على شكل مواكب خاصة بهم كما في العراق الحبيب.

حديثنا عن عاشوراء لاتحده حدود الدين أو المعتقد أو الطائفة لان المواجهة كانت واضحة بين خطين أو جبهتين متعاكستين ومتضادتين هما جبهة الايمان والحق وبين جبهة النفاق والباطل فكان من الطبيعي ان تتوجه النفوس والمشاعر الى من رفع صوته ( ألا من ناصر ينصرنا ) هذا الشعار والنداء الحسيني أراده الله تبارك وتعالى أن يكون تكريما خالدا وصدى متجددا لمن عرف أو سمع عن يوم عاشوراء.

الشطر الثاني من صدى التعاطي مع عاشوراء يكون من خلال الفكر الذي يترجم ويعبر عن فهمه العميق لواقعة الطف الاليمة فكان نتاج الفكر الانساني عظيما من خلال ماعرف بالمنبر الحسيني أو الخطابة الحسينية وكان لعاشوراء الحسين الدور المحوري في ثراء هذا الفكر او المدرسة الفكرية كيف لا وقول الامام الشهيد ان كان دين محمد لم يستقم الابقتلي فياسيوف خذيني فالذي يزلزل الارض بدمه الطاهر ودماء ابنائه واصحابه حتى طفله الرضيع لايكون خاضعا لزمن مضى بل لازمنة متعاقبة لانه أراد ان يعيد للأمة صحوتها من سباتها حتى عرف بالقول الماثور الاسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء.

الان وبعد انقظاء الأيام العشرة الأولى من محرم الحرام وبلوغ الرأي العام العالمي المنادي لبيك ياحسين من خلال المسيرات الحاشدة نقف عند جملة من الأسئلة ماهو الجديد في نتائج نهضة أبي عبد الله الحسين عليه السلام وماهو حجم التأثير في الرأي العام الموالي ؟ كيف نقف أمام الجمرة الحسينية في بقاع العالم ؟ من حيث الجديد فكل عام هناك جديد من حيث الأعداد المتزايدة بشكل يذهل العقل وكأن صدى جون حب الحسين جنني هو المجدد في روح العاطفة ومستجيبة لقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا).

 لكن هذه الاستجابة لاتكون الا من خلال فهم واستيعاب عاشوراء ونهضة الامام المستقبلية وفي نفس الوقت لانجد لها صدى لمن أعمتهم ضلالتهم فكانوا عبيد الجهل الذي زاد في ضلالة النفوس وتخبطها لانهم أستباحوا الدماء بعد أن أحجروا على العقل وأعني بهم علماء السوء خصوصا ممن يتخندقون بسلاطينهم وملوكهم الظلمة.

 حجم التأثير هو أمر غيبي فالارداة الالهية تسير الامر بطريقة خارج التصور العقلي من حيث زيادة حجم المشاركة والتفاعل ونحن حينما نتامل في مواكب عاشوراء لانستطيع أن ندلي برأيي حازم تجاه من جهل ثقافة عاشوراء بل أراه خطا لايمكن تجاوزه بطريقة استهجانية انما ان نتعامل معه بروح التسامح والفكر الحسيني فهي دعوة للصحوة الاسلامية في فكر من لايفقه فقه الثورة الحسينية.

هناك جبهة معارضة لهذا الامر الالهي في احياء عاشوراء هو امتداد لجبهة من قادوا الامة تحت عناوين الخلافة الاسلامية منذ عصر يزيد والى يومنا هذا، فقد صوروا الامر في بدايته بانها مواجهة الامير مع الخوارج ومعروفة تلك الحوارية بين الامام علي بن الحسين (ع) وبين الرجل الشامي حين دخل آل بيت المصطفى الى الشام أسارى، الان الامر يصور على أنه بدعة الرافضة حيث اللطم على الصدور والضرب بالسلاسل وتطبير الرؤوس وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما من داخل الطائفة الشيعية ذاتها فهناك من يتصور أو صور الامر وكأنه خروج عن المألوف في التعبير عن الولاء والحزن مواساة لابي عبد الحسين عليه السلام وهذه نقطة مهمة نحتاج الى كيفية التعاطي معها بطريقة فكرية متسامحة كما أشرت اليها آنفا.

 لايمكن الغاء أي طرف أو أي انسان يريد التعبير وفق ثقافته أو بساطته بل علينا ان نتأمل في هذا التراث الحسيني الشامخ والذي لازال متوقدا وهاجا آخذا بالعقول والعواطف.

ان عاشوراء وقفة عبادية كوقفة عرفات من الواجبات المترتبة على من آمن بالتوحيد والنبوة فلن يكون الايمان راسخا ولن يكون المسار صحيحا ولن تصحح حركة التاريخ ان لم تعيد الامة حساباتها في قضية الامامة وعاشوراء كانت الحد الفاصل لهذا الاقرار فهناك من اعتبر طاعة ابن زياد اوجب واهم من الواجب الشرعي له بعدم هتك حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وهناك من أعلنها واضحة صريحة ان الذي تقاتلونه هو من يقودكم الى الله تباك وتعالى فلا تتبعوا الشيطان وكان الامر كما كان هتك لله وحرمة رسوله وكانت مواقف شامخة لمن آمن بالله ايمانا عارفا به فكانوا يتقدمون الى الموت بالتحية على امام زمانهم السلام عليك با ابن رسول الله.

عاشوراء بيعة واقرار للحاكم العادل ورفض للظلم والبغي والعدوان ذهب يزيد وبقي الحسين قائدا للنفوس والعقول مستحوذا على عواطف من سمع بالحسين وبقي يزيد ملعونا لمن عرف حقيقته فكان الحسين هو الاسلام كوالده حين خرج يوم الخندق وقد عبر عنه النبي المصطفى خرج الايمان كله للشرك كله نعم هو الاسلام بالحسين الشهيد، والنفاق والضلال بيزيد ومن تبع يزيد.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30/كانون الاول/2009 - 13/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]