الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

شعيرة التطبير.. بين العقيدة والمشاعر والكرامات

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: حيدر ذلك الفتى الذي قدمَ الى موكب العزاء متوسلاً برئيس الهيئة ان يُشركه بعزاء التطبير، كانت فرحته كبيرة عندما أحس بالموافقة مما دفعه الى ان يحضن ذلك السيد ويقبله مستبشراً شاكراً له هذا اللطف الكبير!

تلك الحادثة جعلتني أتساءل هل من الممكن أن يعمد شخص بعمُر حيدر البسيط الى إيذاء نفسه وأي إيذاء ذلك الذي يُسعد حيدر ويفرحه!!

عندها تقدمت منه متسائلاً لماذا تطبِّر؟ فأجاب بلغته البسيطة ولسانه الثقيل، الذي يقتطع الكلمات، انه للحسين للحسين. فقلت ألا يؤذيك ذلك فأجاب لا.

فقلت ولما كل ذلك؟ فأخبرني بأن الحسين(ع) أعاد إليه نطقه المتعثّر" لقد جعلني أتكلم وببركته عند الله توسّعَ رزقي فقد طبرتُ العام الماضي وأحسست بالتغيرات". وهذا ما أكده الحاضرون قرب حيدر.

حينها ازداد حبّي وفضولي في التعرف على أحاسيس من يمارس هذه الشعيرة ولماذا يمارسها..

قضيةٌ رفضَ أن يخوض فيها البعض لحساسيتها عند غيرهم، مع ايمانهم المطلق بها. والبعض الآخر رحّبَ بها فاتحاً قبله للحديث عنها متفاخراً بها، فهي مراسيم حسينية تستحق ان نفخر بها ونجهر بأدائها كي يعلم الجميع اننا على حق لا نخاف لومة، لائم تحدثوا بصدق عن ممارستهم وأحاسيسهم أثناء التطبير، وعن بعض الكرامات التي عاشوا أحداثها.

وكانت وقفتنا الاولى مع الاخ حيدر جابر من هيئة شباب مالك الاشتر والذي تحدث لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) قائلا: ان إحساسي يوم العاشر من المحرم هو أحساس غريب قد لا يفهمه الآخرون، فكيف لي ان أواجه الإمام الحسين(ع) في يوم مصيبته من دون أقدم شيء لذلك الشخص العظيم الذي ضحى بأعز مايملك لأجلنا، فدمي عندما يسيل وأنا أطبِّر هو مواساة.

ويقول حيدر،" اننا عندما نطبّر وتفيض دمائنا فأننا نواسي سيدنا ومولانا الإمام الحجة (عج) بمصابه الجلل، نحن في تلك الحظات نعيش في أجواء أيمانية خاصة وانا في وقتها استشعر وبكل جوارحي معركة الطف ويوم عاشوراء وما تعرض إليه سيد الشهداء(ع)".

ويضيف،" من جهة أخرى اننا عندما ننزل في عزاء تطبير ترفع كلمة هيئة او موكب وتكتب مكانها فرقة تطبير ولهذه الكلمة مدلول آخر، فالفرقة جزء من تشكيل عسكري أي ان الجميع هم جند تحت راية أبا الأحرار ومستعدين لتلبية نداء الحق منتظرين خروج قائم ال محمد (ص).

رعد عبد فرحان يقول لـ شبكة النبأ المعلوماتية: أننا عندما نؤدي هذه الشعيرة وهذه المراسيم فأننا نواسي شخص رسول الله الأعظم (ص) والسيدة الزهراء(ع)، والمراسيم الحسينية وخصوصا قضية التطبير هي من قضايا تطبيق الحرية التي كانت من مبادئ الإمام (ع) واقصد بها حرية التعبير عن المعتقد الذي نؤمن به وهي حرية شخصية تمنحني الإحساس بوجودي كإنسان وككيان قائم.

ويتابع رعد،" من الكرامات التي لمستها من تأدية الشعائر الحسينية وخصوصا في مجال قضية التطبير ان شخصاً كان مصاب بمرض خطير وهو (ورم سرطاني في الرأس) وقد راجع العديد من الأطباء في العراق وفي لندن وقد يأس من حالته الجميع، فأشار عليه بعض الأخوة ان يتوجه بدعاء الى الله وببركة الإمام الحسين(ع) ان يؤدي مراسيم التطبير فهي نافعة بأذن الله.

في بادئ الأمر كان صاحبنا مترددا ولكنه وفي يوم العاشر من محرم شارك بهذه المراسيم وقد أصيب بإغماء نقل على أثره الى المستشفى، وبعد فتره أخبرنا بأنه قد شفي من مرضه بفضل الله تعالى وبركة الإمام الحسين(ع) وان التحاليل والكشوفات المختبرية كانت ايجابية تثبت اختفاء وتلاشي المرض، وهذه واحده من بركات أهل البيت (ع) وهي كثيرة..

أبو زينب تحدث عن هذه الشعيرة وهذه المراسيم قائلاً: التطبير قضية عقائدية نختص بها كما ان لباقي الأديان طقوسهم وعاداتهم الخاصة التي يمارسونها بحرية ومن دون تقيد او تنديد وقد يكون اغلبها باطل لغير الموحدين.

ويضيف ابو زينب،" اما قضيتنا فهي قضية صميمية توحيدية نابعة من منابع الحق ومن خلالها يتم تجسيد واقعة الطف الخالدة والتي تتخذ اشكال متعددة لمواساة أهل البيت(ع) فالبعض يواسي بالتبرع بالدم والآخر يواسي باللطم وإقامة مجالس العزاء وآخر تراه يواسي من خلال تقديم الخدمات وهناك من يرى ان المواساة تحتم علية ان ينزف الدماء ويطبر من اجل الإمام الحسين(ع) كل هذا التنوع يصب في مصب واحد وهو التقرب لله تعالى بواسطة سيد الشهداء لكون الحسين(ع) طريق الى الله وقضيته قضية ملازمة للإسلام فهو من ثبت ركائز الإيمان وحارب الكفر المتخفي بعباءة الدين.

الحاج ابو بلال من هيئة ال محمد (ص) يقول لـ شبكة النبأ المعلوماتية: للتطبير خصوصية في نفوسنا فدماء الحسين(ع) التي سالت يوم عاشوراء هي أساس تثبيت الدين ونحن عندما نطبِّر نستذكر صرخة الإمام الحسين(ع) يوم الطف عندما نادى (هل من ناصر ينصرنا) لكون قضية الحسين(ع) ليست قضية تاريخية مرّت عليها سنوات بل هي ثورة ورسالة متجددة بقيمها ومعانيها.

ونحن في يوم عاشوراء نستذكر تلك الحادثة بكل تفاصيلها بل ونعيشها معايشه حقيقية من خلال ما يحيطنا من أجواء روحانية تنقلنا الى معركة الطف وهذا يتجسد عندما نطبر ونرى تلك القبة الشامخة وقتها احس باني بين يدي الإمام الحسين(ع) في تلك الواقعة.

عبد الكريم الزبيدي يقول:" التطبير عقيدة خاصة لنا نؤمن بها وانا عندما اطبر أحس براحة جسدية لا توصف ومن المعلوم ان الإنسان عندما يُجرح يشعر بالألم ويسعى لعلاج تلك الجروح وهذا الألم غير موجود فينا عندما نمارس شعيرة التطبير وهذا من كرامات العزاء الحسيني حيث لا الم ولا علاج لكون الجرح سيشفى بسرعة وهذا من الأسرار التي عجز عن تحليلها الكثير".

ويضيف،" اني مع هذه الطقوس انتقل الى عالم آخر والى مرحلة تاريخية بعيدة حيث اني اشعر في تلك اللحظات اني في ساحة المعركة أساند أبا الفضل العباس وعلي الأكبر والسيدة زينب(ع) لذا فنحن نتفاعل بأرواحنا مع الإمام الحسين(ع).

ويتابع،" شعائر الحسين فيها الكثير من الأسرار فأنا مصاب بمرض الضغط والسكري لكني أطبِّر وبفضل الله وبركات الإمام الحسين(ع) لا يؤثر ذلك بي بل ان جروحي تشفى بعد مدة قليلة وبدون مضاعفات.

وبهذه الكلمات ننهي ما بدأنا بخصوص عزاء التطبير سائلين الله العلي القدير ان يمنحنا شفاعة الحسين(ع) يوم الورود انه سميع مجيب..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/كانون الاول/2009 - 12/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]