الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

مهرجان التضحية في كربلاء

المحامي جعفر يوسف مرتضى- كربلاء المقدسة

التضحية للأبطال، والأبطال للتضحية، والبطل سواء استشهد وجسده سليم أو استشهد وجسده ممزق فهو بطل وشهيد، ومهرجان التضحية يوم العاشر من محرم في كربلاء سطر فيه نفر من أكرم الخلق وأتقى الناس دروساً في التضحية للإنسانية كلها، فقد مزقت أجسادهم بسيوف البغاة وحزت رؤوسهم وغرست على أسنّة الرماح.

لقد زاد ذلك لشرف التضحية تألقا، فالأجساد عندما سلمت الروح ارتفعت إلى مكانها العالي عند الباري عز وجل وسجلت بَذْلها وعطاءها في صفحات التاريخ.

في فاجعة كربلاء يرادف الأسى والحزن إعجاب وإجلال، في يوم للتضحية نادر المثال، لقد وقف الحسين (ع) موقفا استحق ببطولاته وتضحياته أن نسمّي يوم العاشر من محرم يوم التضحية في تاريخ هذه الأمة.

رفض للباطل واختيار للمقاومة.. رفض للمساومة وصمود مع الإيمان.

لقد وقف الإمام الحسين (ع) مع رجاله الإثنين والسبعين وسط الآلاف من الطغاة، مقتحماً الهول في مشهد مجيد مقرراً أن يمنح الأمة بل الإنسانية كلها درساً في التضحية والفداء، في الواقع كلما أقلب الصفحات عن صمود الإمام الحسين (ع) وأقرأ المأساة التي حلّت به وبأهله أتذكر قوله تعالى في سورة الأنعام: 124: "الله أعلم حيث يجعل رسالته" أجل، هذا علم الله متألق للدنيا في يوم عاشوراء.

لقد كان الإمام الحسين (ع) يمثل روح التقدم وضميره  فيما أن أعداءه يحولون السلطة إلى سوط على رقاب الناس ويعودون برجعيتهم إلى الجاهلية، فحمل الإمام الحسين (ع) لواء الإيمان وذهب شهيدا وهو يعلم الإنسانية من منصة كربلاء الشاهقة أن الأبطال ليسوا هم دائماً الذين يحرزون النصر العسكري، أو الذين يكسبون شيئاً من مغانم السلطة، فالنصر العسكري ومغانم السلطة قد يظفر بها الباطل أحياناً.

 إنَّ الحسين وآل بيته خلقوا للتضحية من أجل العقيدة، وكان قدرهم أن تسيل دماؤهم بسيوف الطغاة لأجل أن تتعلم البشرية دروساً في التضحية والنضال على مر الأزمان، فرأس الحسين (ع) الذي رفع على أسنّة الرماح جالوا به البلدان قبل أن يذهبوا به إلى يزيد في دمشق، ولكن اليوم رغم أن الروايات تقول بعودة الرأس إلى الجسد مع عودة ركب السبايا إلى المدينة المنورة مروراً بكربلاء، إلا أن بقاع العالم تتنافس بإدعاء شرف إيوائه، فكل منها يدعي أن الرأس يعطر أرضها ويباركها، فرأس الحسين بكل ما يمثله من صمود وعظمة وتضحية صار ملكا لكل الإنسانية الراشدة يشع طريق المناضلين والثوار عندما يعقدون لواء ثورتهم نحو الحرية.

هذا هو النصر الحقيقي، وهذه هي المثوبة العظمى للأبطال.

طوبى لك سيدي .. يا أبا عبد الله.

* الرأي الآخر للدراسات- لندن

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/كانون الاول/2009 - 9/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]