الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

مسيحيون في العراق يتضامنون مع الشيعة في ذكرى عاشوراء

مبادرة ايجابية وخطوة للأمام لبناء عراق التسامح

 

شبكة النبأ: المبادئ السامية والتضحيات الكبيرة التي حملتها نهضة الامام الحسين عليه السلام لا تقف عند حدود معينة، زمانا او مكانا او دينا او طائفة او قوما، بل انها انسانية شاملة تستثير مختلف الاديان والطوائف والقوميات والجماعات لتشكل تضامنا فريدا يحقق الوحدة والتسامح والتعاطف المشترك،  يقول الكاتب المسيحي المعروف انطون بارا أن الحسين (عليه السلام) ضمير الأديان ولولاه لاندرست كل الأديان السماوية، فالإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني، وزينب (عليها السلام) هي صرخة أكملت مسيرة الجهاد والمحافظة على الدين. ولذلك شارك بعض مسيحيي العراق اخوانهم الشيعة وتضامنوا معهم عندما الغوا احتفالاتهم باعياد الميلاد بل شاركوهم العزاء والخروج في المواكب الحسينية. وهذه الخطوة تشكل مبادرة ايجابية وخطوة للأمام لبناء عراق التسامح والحرية والتعددية والعيش المشترك.

فقد علقت الطائفة المسيحية في محافظة البصرة احتفالاتها بأعياد الميلاد المجيد لتزامنها مع ذكرى عاشوراء  حسب ما ذكره الثلاثاء مسؤول لجنة الأقليات الدينية في مجلس المحافظة.

وقال الدكتور سعد متي لوكالة( أصوات العراق) ان” تعليق الاحتفالات الخاصة بأعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح (ع) تأتي لتزامنها مع ذكرى شهادة الإمام الحسين في العاشر من محرم“.

وأضاف” هذا القرار جاء تعزيزا لأواصر المحبة والأخوة التي تجمعنا بأبناء شعبنا من المسلمين عموما والشيعة خصوصاً وما يشغله الإمام الحسين ( ع ) من المكانه الكبيرة في ضمير الإنسانية”.

وذكر متي ان ” أعياد رأس السنة الميلادية ستقتصر خلال هذا العام على إقامة الصلوات والقداس في الكنائس المنتشرة في مختلف المناطق في محافظة البصرة”.

بدوره قال الاسقف عماد البنى رئيس اساقفة الكلدان في البصرة لوكالة فرانس برس انه طلب من "ابناء الطائفة وقف الاحتفالات واستقبال الضيوف خلال عيد الميلاد احتراما لمشاعر المسلمين في (شهر) محرم الحرام وخاصة الشيعة منهم".

وكتب الاسقف رسالة للطائفة قال فيها "الى جميع الكنائس عدم اقامة احتفالات، يدعو القس الخور الاسقف عماد البنى جميع الاخوة المسيحيين لعدم اظهار مظاهر الفرح والزينة والاحتفالات واستقبال الضيوف علنا، احتراما لمشاعر المسلمين وخاصة الشيعة خلال شهر محرم الحرام".

وطالبهم في الرسالة "الاكتفاء بقيام طقوس القداس داخل الكنائس والبيوت فقط، دون ان تكون خارج هذين المكانين".

مسيحيو ميسان يعلنون إلغاء احتفالات عيد الميلاد

من جهة اخرى ذكر ممثل الطائفة المسيحية في ميسان جلال دانيال، الاحد، ان المسيحيين في المحافظة أعلنوا إلغاء احتفالات عيد الميلاد لتزامنها مع شهر محرم .

وأضاف دانيال لوكالة ( أصوات العراق) انه“ لتزامن ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف مع احتفالات عيد الميلاد  اعلنت الطائفة المسيحية في ميسان إلغاء احتفالاتها  بهذه المناسبة ،”، مشيرا الى ان“ الطائفة ستكتفي بإقامة صلاة العيد يوم 25/12 في كنيسة أم الأحزان وسط مدينة العمارة”.

موكب حسيني باسم عيسى بن مريم (ع)

وفي سياق متصل وضمن سعي بعض أصحاب المواكب الحسينية لبث روح التسامح الديني – الطائفي سمى أبو طالب، صاحب موكب عزاء عاشورائي موكبه الكائن في محلة الطويسة 1 كلم عن مركز البصرة، باسم «موكب عيسى بن مريم» (ع) على خلاف التسميات الشيعية المعتادة هنا، احتراما ومحبة لكثير من الأسر المسيحية والمندائية التي تسكن المنطقة هذه، منذ عشرات السنين وفق قوله.

وتنتشر على جانبي الطرق وفي التقاطعات وقرب الأسواق منذ اليوم الأول من المحرم في البصرة مئات المواكب الشعبية التي تقدم الطعام والشاي للمارة، في مناسبة خاصة بإحياء واقعة الطف التي قتل فيها الإمام الحسين في كربلاء قبل أكثر من 1350 سنة، والتي يحرص بعض أصحابها على الاستفادة منها ضمن حملتهم الانتخابية البرلمانية المقبلة.

وفي حديث لصحيفة القبس الكويتية يقول أبو طالب: «نحن لا علاقة لموكبنا بقضايا الانتخابات، وسمينا موكبنا باسم السيد المسيح ليس لأن كثيرا من الأسر المسيحية تسكن قرب وحوالى الموكب وحسب، بل لأن كثيرا منهم تبرع ببعض أمواله للموكب، وساعدنا في نصب المخيم وتقديم الطعام والشاي للزائرين، وهناك من النساء المسيحيات من يأتين في المساءات للتبرك، وكما يعلم الجميع فإن مصرع السيد المسيح على يد اليهود يتشابه في كثير من جوانبه مع أحداث واقعة الطف المأساوية.

يضيف أبو طالب قائلا: هناك امرأة من طائفة الصابئة المندائيين سمت ابنها حسين قبل نحو 6 أعوام أو أكثر، تيمنا بالحسين، لأنها عانت من مشاكل من زواج ابنها الذي لم تنجب زوجته على الرغم من مرور سنوات على زواجهما، فنذرت لوجه الله أنها إذا رزقت ولدا فستسميه حسين.

الامام الحسين في الفكر المسيحي

ولكي نتعرف عن اهمية التسامح الديني في قضية الامام الحسين نستعرض ما يقوله الكاتب المسيحي الأستاذ (انطون بارا) مؤلف كتاب (الحسين في الفكر الحسيني) حيث يرى:

لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الدين الوليد فأرسل الحسين إلى جده بقماشة شهيد دون الأنبياء، فكان المنعطف كربلاء فلو لم يقم الحسين (عليه السلام) بثورته لما تبقى شيء من التوحيد أساساً، ولأصبح الدين الإسلامي الجديد مرتبطاً بممارسات السلاطين الذين على المجتمع القبول بهم والرضوخ لجورهم واضطهادهم مهما حدث باعتبارهم (ولاة للأمر).

وإني أعتقد بأن الحسين (عليه السلام) كان مسيراً في هذا الاتجاه لأن له وظيفة إلهية محددة، كما للأنبياء وظائف إلهية محددة، ولكن مع الأسف.. فإنه على الرغم من أن الحسين (عليه السلام) شخصية مقدسة عندكم أنتم الشيعة والمسلمين، إلا أنكم لم تعرفوا قدره وأهملتم تراثه وثورته، إذ الواجب عليكم أن تعرفوا كيف تنصروا هذا الإمام العظيم اليوم من خلال قول الحق ونصرة المظلوم وإصلاح المجتمع وتحقيق العدالة والحرية، والمفترض أن تكون لديكم أمانة تامة بتوصيل صيحته يوم عاشوراء إلى العالم، وهذه الأمانة تستدعي التعمق بأركان وروحية حركته الثورية وعدم الاكتفاء بالسردية والمظهر الخارجي للواقعة.

ويضيف الكاتب المسيحي: أنني منذ زمن اجتمعت مع أحد البطارقة المسيحيين في لبنان فقال لي: (منذ زمن طويل وأنا أسمع أن المسيح قد تنبأ بشهيد ولكنني لم أعرف من هو، وعندما قرأت كتابك اقتنعت بهذه الفكرة التحليلية السليمة، فالحسين الشهيد هو المقصود بلا شك). وهذه شهادة من عالم مسيحي متنور غير متعصب وهي تثبت تحليلي.

ويرى انطون بارا ان التشيع هو أعلى درجات الحب الإلهي، وهو طبيعي لكل من يحب آل البيت (عليهم السلام) من ذرية محمد وعلي (عليهما السلام)، وهو فخر للبشرية. وكل شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته فإنه يمكن أن يكون شيعياً لعظمة الاقتداء بأهل البيت (عليهم السلام)، وكي يحافظ على جماليات عقيدته.

ويرى بارا ان الشعائر الحسينية تسهم كثيراً في تنشيط الذاكرة والضمير، لأنها تمثل الواقعة من دون إيذاء الغير، وهذا يترك  ذخيرة إيمانية طوال الحياة، فأنت حينما تلطم نفسك فإنك تعاقبها معنوياً لأنك لم تكن في زمان نصرة الحسين (عليه السلام)، وهو يعني أنك مستعد الآن للتضحية بنفسك وكل ما تملك في سبيل الالتحاق بركب الحسين (عليه السلام).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/كانون الاول/2009 - 7/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]