الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

سبحة من نشيج السماء

فريد النمر

سَادِرُ العِشْقِ مَا يُهيجُ السَنَاءُ= كَحّلَتْنَا بحِزنِهَا كَرْبَلاءُ

فَنَقشْنَا بَاكُورَةَ الحُبّ جِفنَا= أثخَنَتهُ الجَدَاوِلُ الحَمرَاءُ

وَحَنَيناً تَوَزّعَتْ مِنْهُ رُوْحٌ= وَعُيُونُ تَوَسّلَتهَا السَمَاءُ

تَتَدَلّى فَوْقَ القَدَاسَاتِ حُزْنَا= نَبَوَيّا تَبْكِيْ لَهُ العُظَمَاءُ

كُلّمَا عَادَ فِي صَهِيلِ المَسَاءَا=تِ زَكَتْ مِنهُ أدْمُعٌ خَرْسَاءُ

تَرْمُقُ الطَفّ والسَمَاءُ تَغَشّتْ= بصَلاةٍ يَنْدَاحُ مِنْهَا الضِيَاءُ

قَطْرَةُ الدَمْعِ زَمْزٌمُ الحَتْفِ تَسْقِي= مِنْ قِوَاهَا مَا تَرْفُضُ الصَحْرَاءُ

أَيّنَا يَنْقُشُ المَصَابيحَ جَمْرَا= باتْسَاعٍ يَمُدّهُ الكُبْرِيَاءُ

فدِمَاءُ الأَحْرَارِ يَسْكُنُهَا "الطَفّ"= تُغَنِي نَشِيْجَهَا النُبَلاءُ

وبِحَجْمِ اللّغَاتِ كَمْ يُوْرُقُ النَوْحُ= بُكَاءً يَرْتَاحُ فِيهِ الوَفَاءُ

أيْنَمَا نَقْطُفُ "المُحَرّمَ" للعِشْقِ= تُنَادِي حُسَيْنَنَا الأرْزَاءُ

مُسْتَظَامَاً تَحْنُو عَليْهِ الشَظَايَا= وانْتِشَاءُ السّيوْفِ وَالإنْحِنَاءُ

غَادَرَتْ جِسْمَهُ عَلَىْ الأَرْضِ شِلْوٍاً= دَوْنَ رَأْسٍ تَدُوْسُهُ اللُؤمَاءُ

لَهْفَ نَفْسِي لمَنْحَرٍ كَانَ كَا=لقُرْآنِ تَتْلُو ضَيَاءَهُ الأنْبِيَاءُ

يَرْتَقِي الرُمْحَ نُوْرُهُ كَيْفَ لَبّى= مَنْسَكُ الغَيْبِ مَا بَكَتْهُ السَمَاءُ

قَتَلُوا رَهْطَهُ وَافْنَوا شُبُولاً =مَا عَلَى الأرْضِ مِثْلُهُمْ أَصْفِيَاءُ

وَسَبَوا أَهْلَهُ نَسَاءً صِغَارَاً= حِيْنَ أَمْضَتْ سِيَاطَهَا الجُهَلَاءُ

وَعَنَاءُ يُكَحّلُ القَلْبَ ذُلْاً= كَيْفَ تَنْسَى جِمَارَهُ الزَهْرَاءُ

رُحْتُ أسْلُو طُفُوفَه الثَرّ نَبْضَاً =بَيْنَ جِرْحِي كَيْ مَا يُرَاقُ الغِنَاءُ

تِلكَ أقْدَاحُ نَزْفِنَا تَحْتَوِيْهَا =صَرْخَةُ الحَقّ حِيْنَ عَزّ الفِدَاءُ

فَأرَانِي ألَمْلِمُ الحُزْنَ =مِنّي برِوَاءٍ يَلُمّهُ الإنْتِمَاءُ

أَحْتَمِي فِيْهِ سُبْحَةً مِنْ نَشِيْجٍ= طَوّقَتْهُ المَشَاهِدُ العَمْيَاَءُ

أنْحَنِي وَالسُؤَالُ يُوْجِعُ طِفْلِي= لِمَ تَمْتَدّ فِي الرُؤَىْ الأَسْمَاءُ؟

وَالضَمِيْرُ الذّي تُلَاصِقُهُ =الأَوْهَامُ زَيْفَاً تَشَوْهَهُ الظَلْمَاءُ

شَوّهَتْنَا أَلْوَانُنَا فَانْطَفَأنَا= فِيْ رَمَادٍ يَحُفّهُ الإدْعَاءُ

أيُ جُرْحٍ لَدَيْكَ يَقْبَلُ أَشْـ=ـلَاءَ الضَحَايَا وَأيّهَا يَسْتَاءُ

وَغَفَوْنَا عَلَى الجِرَاحَاتِ نَحْكِيْ= لَوْعَةَ البُؤْسِ وَالمَدَىْ إغْفَاءُ

فَانْتَبَذْنَاكَ سَاحِلاً مَقْدِسِيّا =مِنْهُ نَالَ السّعَادَةَ الشُهَدَاءُ

نَسْتَفَزّ الزّمَانَ مِحْرَابَ جُرْحٍ= جَرّبَتْهُ لِوَعْيِهَا الأَوْلِيَاءُ

فَتَمَلّتْ قُلُوبُهُمْ صَحْوَ دَمْعٍ= نَطَقَتْ عَنْ فُؤَادِهِ الجَوْزَاءُ

آن للْظَامِئِيْنَ أَنْ يَنْقُشُوا العُمْرَ= فِدَاءً إذَا تَجَلّى الفِدَاءُ

فَعَلىْ دَفّتَيْهِ تَطْفُو البُطُولَاتُ= مِدَادَاً تَسْتَافُهُ الأَبْنَاءُ

مُذْ شَرِبْنَا فِي رُوحِنَا الصُبْحَ قَطْرَاً= وَطَرِيْقَا يَنْمُو عَلَيهِ الشّقَاءُ

اغْتَسَلنَا بِكَرْبَلاءٍ عَلَيهَا =مِنْ دَمِ السُبْطِ مُهْجَةٌ وَنَمَاءُ

كَيْفَ لَاْ نُغْرَقُ الأَمَاسِيْ بِذَاتٍ =عِشْقُهَا الحَقُ والسَمَاءُ اشْتِهَاءُ

يَسْرِي فِيْهَا مِنَ الحَقِيقَةِ كَوْنٌ =مِنْ دِمَاءِ الرّسُوْلِ فِيْهِ ابْتِدَاءُ

هَزُّهُ الوَجْدُ مُذْ أَقَامَ عَلِيٌّ =يَتَجَافَى عَلَى مَدَاهُ الدّعَاءُ

فَالطفُوفُ الجَرِيْحِ قَلْبٌ حُسَيْـ=ـنِيٌّ مٌرَاقٌ صَبّتْهُ عَاشُورَاءُ

والتّرَابُ الرّطِيبُ دَمّ تَعَـ=ـالَىْ كَتَبَتْهُ بِقَلبِها كَرْبِلَاءُ

وَنَزيْفُ تَشَكّلَ العِشْقُ مِنْهُ= كَمْ تُنَادِيْ بِجُرْحِهِ الضُعَفَاءُ

كَمْ عَشِقْنَاهُ ظَامِئَاً مَسّ مِنّا= عَطَشَ الرّوْحِ مَا يَشَاءُ نَشَاءُ

فَاتَخَذْنَاهُ للعُبُورِ سَبَيْلاً= ظَلّلَتْهُ المَوَاجُعُ البَيْضَاءُ

وَكَوَتْنَا مَصَارِعٌ للتِلَاوَاتِ =أَوْدَتْ بآيِهَا الشَحْنَاءُ

"فَالجِدَارِيّاتُ" المُعَلَقَةُ الآنَ =فِيْنَا تَصْغِي لَهَا الزّهْرَاءُ

كَمْ أَطَلّتْ عَلى جِرَاحَاتِهَا الدّهْـ=ـشَى فَأدْمَتهَا طَعْنَةٌ خَرْقَاءُ

تَمْزُجُ البَوْحَ بالنِيَاحَاتِ قَلبَاً= فتُلَبّي شُجُونِهَا الحَوْرَاءُ

وَامْتِدَادُ الطّرِيْقِ يُغْرِقُ جِفْنَيْـ=ـهَا وَشَقَاءً تَسُومُهَا الأَعْدَاءُ

"زُيْنَبُ" تِلْكَ وَ"الحُسِيْنُ" شَهِيْدَانِ =مِنَ الطفِ كُلَاهُمَا أَصْدَاءُ

وَهُمَا مُقْلتَانِ فِيْ أَحْرِفِ الدَهْرِ= لَيْسَ تُنْسَى- وَثَوْرَةٌ حَمْرَاءُ

دَكْدَكَتْ أَعْرَشَ الظَلَامِ يَدَاهَا= وَهْيَ للحَقِّ جَوْلَةٌ نَجْلَاءُ

فَحُسَيْنُ الضَمِيْرِ يَوْقِظُ صَوْتَ الـ=حُبّ حُرّا يَمُوجُ فِيْهِ البُكَاءُ

حِيْنَ تَطْفُو رِؤاهُ إنْ خُنِقَ= الحُزْنُ بظِلْمٍ وَهُدّ مِنهُ البِنَاءُ

تِلْكَ أنْفَاسَهُ الزّكِياّتِ تُلْقَى =فِي نُفُوسٍ يَرْقَى بَهَا الإقْتِدَاءُ

تِلكَ أَمْشَاجُنَا تُخَاصِرُ الأَلَمَ الأَشْـ=ـهَىْ مَذَاقَاً يَثُورُ فِيْهِ الوَلَاءُ

فَنَخِيطْ الأَحْزَانَ طِهْرَ المَآسِي =صِوَرُ الطفِ للأَسَى مِينَاءُ

فَانْتَصَفْنَاهُ مَوْكِبَ الصِدْقِ لَحْنَا= نَبَوِيّا تَلزّهُ الأَنْبَاءُ

هَيّأتْهُ الأَصْوَاتُ للْنَدْبِ دَرْبَا =قَصّةُ الرَفْضِ مَا يَحِيْكُ البَلَاءُ

فَامْتَثَلْنَا لِرَعْشَةِ الحُزْنِ كَأسَاً =عَبّأتْهُ حَرَارَةٌ عَصْمَاءُ

خَارِجِ مِنْ وَتْرِ النُبُوّاتِ مِعْرَا=جَا بمَرَايَا الإلَهِ يَسْمُو اصْطِفَاءُ

وَسَيبْقَى بِدَوْرَةِ الدَهْرِ نَهْرَاً= خَالِدَ النّبْعِ يَشْتَهِيْهِ الإبَاءُ

محرم1431هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/كانون الاول/2009 - 5/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]