الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

نهضة الإمام الحسين.. الأسباب والمزايا

الباحث/ عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: يعيش الإمام الحسين (عليه السلام) حياة ثانية مع الشهداء وحياة ثالثة في كل ضمير وعلى كل قلم ولسان يعترف بالحق الداعي الى الله تعالى.. له راية تخفق أينما وجد الإنسان وله منبر يسبح كلما انقضت الحياة.

الحسين(عليه السلام) مدرسة للفكر الثوري وعالم مثالي قائم بذاته والقمة التي تركزت عليها شارات البطولة والتضحية في سبيل الإسلام بل الانسانية كلها..

وفيما يحاول المسلمون تجديد عهدهم بذكرياته الخالدة فإنما يحاولون تجديد عهدهم بسير البطولات المكرسة في حياة أبي عبد الله الذي أصبح رمزا حافل الدلالة..

والحسين هو الإنسان العظيم الذي تحدّث عنه الرسول الأكرم (ص) قائلاً: ( حسين مني وأنا من حسين).

وقال (ص) فيه وفي أخيه الحسن: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)

(الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا)

(الحسن والحسين سبطا هذه الأمة)

(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)

وحسبُ الحسين عظمةً أن رسول الله رأى فيه امتداداً لشخصيته ولرسالته.

وكفاه شجاعة ونبوغا قوله:(الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون).

ويقول في شجاعته حميد بن مسلم: ( والله ما رأيت مكسورا قط أربط جأشاً من الحسين بن علي إذ كانت الرجال تشد عليه فيشدّ عليها فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب).

الأسباب النهضوية:

بالمؤهلات والكفاءات السخية استطاع الإمام إنقاذ الإسلام ونفخ الحياة فيه من جديد في اللحظة التي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وللأسباب التالية:

1ـ باستيلاء معاوية على أجهزة الدولة أتيح للأمويين الذين دخلوا في الإسلام عندما رأوا مده الصاعد آخذاً في التوسع والشمول لا إيمانا به وإنما للتوصل الى مآربهم عن طريق الإسلام. ليتاح لهم أن يعيدوا الى المجتمع المسلم تقاليد الجاهلية وعقليتها وأسلوبها في الحياة واستغلال الخلافة لشراء الضمائر وإشاعة الفحشاء والانحلال وإباحة حرمات كل من يقارعهم بكلمة الحق حتى حفل التاريخ بالمذابح المروعة التي نظمها الأمويون لمن اعترضوا على أسلوبهم في الحكم أو اعتذروا عن سب الإمام علي أمير المؤمنين.

2ـ مات معاوية وقد أدلى الى يزيد بذلك الملك العريض، الذي طالما اختلفت عليه السيوف. ويزيد هو ذلك الغلام الغر، الذي تعوّد أن يقضي الأسابيع والشهور في الفلوات والآجام بعيدا عن مقر الخلافة وتاركا مهمات الدولة للجواري والخدم. وقد نفّذ معاوية في واقعه كلمة أبي سفيان التي قالها غداة استيلاء الأمويين على الحكم هاتفا في حشد منهم تلقفوها يا بني أمية فو الذي يحاف به أبو سفيان لا جنة ولا نار، منشداً قوله المشهور:

(لعبتْ هاشمُ بالملكِ فلا         خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلْ)

3ـ كانت الحكومة الأموية في صراع دائم مع الإسلام في أفكاره ووسائله وأهدافه. فالإسلام يساوي في الحقوق بين الرسول الأكرم (ص) وأدنى الناس، حتى وقف الرسول الى جانب ذمي أمام حاكم يفصل بينهما بما يراه حقاً. في حين الحكومة الأموية صهرت الشعوب في شخصية الأمير التي تستأثر بالكرامات وتتلاعب بمصير الناس.

5ـ يعتبر الإمام الحسين(عليه السلام) هو المسؤول الأول عن الأمة في حينه، وعليه أن يعيد الأمة الى مكانتها التي اختارها الله لها وإرجاع الشعب والحكام الى واقعهم الذي انسلخوا منه وهذه مهمة ثورية لا تنجزها المواعظ مهما كانت محتدمة قاصفة وإنما تقتضي هزة عنيفة جبارة تنسف الكيان وتشيده من جديد. وقد رأى الإمام الحسين أنه لا يستطيع أن يعصف بالأمة بمثل هذه القوة والصرامة إلا بأن يشنها ثورة ضارية تكتسح يزيد والحكومة الأموية وتنقض بعدها على الرأي الإسلامي الموؤود انقضاض الصاعقة على الهشيم عسى أن يستيقظ الضمير الإنساني الذي سحقته الحكومة الأموية.

6ـ كان في وسع الإمام أن ينتفض ضد الحكم الأموي حتى يُقتل في عقر دار الوليد كما شاء مروان، أو يُقتل في مكة كما شاء يزيد، حيث دس ثلاثين رجلا من شياطين أمية في زي الإحرام ليموهوا السيوف ويفتكوا بالإمام حيثما وجدوه ولو كان معلقا بأستار الكعبة.

7ـ كان بإمكان الإمام أن يشخص وحده الى العراق ليُقتل مفرداً كما صرع ابن عمه مسلم بن عقيل ولكنه شاء أن يضخم ثورته العارمة وينفخ فيها ويتقن صياغتها بدقة وحكمة ونبوغ حتى تنجح في إبادة الحكم الأموي فيما بعد.

هكذا جاءت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ساحقة جارفة صعقت الكيان الأموي وهي تذروه بددا بددا حتى:

- أيقظت في المعذبين البلداء فكرة الحرية والانفجار فأصبح الناس بعد ثورة الطف يشعرون بالظلم ويحاولون رفعه فتتابعت الانقلابات من التوابين والفاطميين وغيرهم.

ـ لا زالت ثورة الإمام الحسين جذوة فتية تتضوع على كف الخلود غنية تلوي الرقاب وتحطم العروش.

ـ كانت ولا تزال ثورة الإمام الحسين استجابة لثورة الإسلام ونداء القرآن لا لمصلحة شخصية أو استئثارا للحكم كما حدد الإمام أهدافه في بيانه الأول قائلا:( إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي فإن أريد إلا أن آمر بالمعروف وانهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ اصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]