كربلاء.. استعدادات مكثفة لإحياء مراسم عاشوراء

تقرير وتصوير: عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: مع إطلالة شهر محرم الحرام واستقبال أيام عاشوراء الحزن والأسى تشهد مدينة كربلاء المقدسة حركة دؤوبة واستنفار ملحوظ، ففي هذه الايام تحتضن هذه المدينة المباركة مراسيم خاصة هي من أعظم المراسيم والمناسبات الدينية الحزينة والمؤلمة ألا وهي مناسبة استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام).

 ومع إطلالة هذا الشهر الحزين تقف كربلاء متشحة بالسواد صارخة بألم لمصاب الحسين(عليه السلام) ويبدأ محبي ال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) استعداداتهم المبكرة لاستقبال أيام عاشوراء وزيارتها حيث يقوموا بتهيئة ونصب تكيات العزاء الخاصة وكذلك تهيئة ونصب سرادق الخدمة وإعداد الموائد وتهيئة الأجواء المناسبة التي تساعد على راحة هذا الزائر وبلا مقابل, موكب خدمية أنتشرت  داخل المدينة وعلى طرقاتها تتسابق لنيل شرف عظيم وهو شرف خدمة زوار سيد الشهداء(عليه السلام).

(شبكة النبأ المعلوماتية) كانت لها هذه الجولة الميدانية داخل كربلاء والتي التقت من خلالها بعض الأخوة من أصحاب الموكب والهيئات الذين أعلنوا أنفسهم وبكل فخر خدماً لزوار سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) مستنفرين كل طاقاتهم المادية والمعنوية  ليتشرفوا بخدمة هذه الجموع المؤمنة التي تعظم شعائر الله.

التقينا الأخ حمودي كاظم رئيس هيئة الصفارين والسمكريّة، والذي تحدث عن هذه الاستعدادات قائلا: تأسست هيئتنا في عام 1880م، والهيئة خدمية عملها توفير احتياجات الزائرين الوافدين الى كربلاء وعملنا مستمر في كافة المناسبات الدينية ولا يقتصر على مدينة كربلاء بل نقوم كذلك بالانتقال الى باقي المحافظات كالنجف وبغداد وسامراء.

ويضيف كاظم، بدأت استعداداتنا قبل 16 يوماً من محرم حيث قمنا ببناء التكية الخاصة وتوفير كافة احتياجات مراسيم العزاء في أيام عاشوراء، وكما أسلفت فالهيئة خدمية تبدأ عملها منذ اليوم الأول لشهر محرم حيث نقوم بتوفير الطعام وكذلك المشروبات كـ( الشاي والحليب والعصائر) للزائرين الكرام.

ويتابع كاظم، بالإضافة لذلك فأن لنا مجالس عزاء وخِطب يومية نقيمها مع خروج مواكب الزنجيل ومواكب التطبير الخاصة بالهيئة التي تخرج في العاشر من المحرم.

سمير خضير السعدي رئيس هيئة أنصار المهدي يقول لـ شبكة النبأ: هيئتنا هيئة خدمية تأسست قديماً وعادت تمارس نشاطها في خدمة زوار الحسين (عليه السلام) في الخفاء عام 1991 وبدعم من السيد حسن الرادود والمرحوم الشاعر احمد السلامي، وعملنا مستمر في تقديم الخدمة في كل المناسبات الدينية الخاصة بالولادات والوفيات لأئمتنا الأطهار.

ويتابع سمير، للهيئة نشاطات أخرى بخصوص العزاء الحسيني فنحن نقيم مجلس عزاء يومي مع مجلس لطم، وتمتاز هيئة أنصار المهدي بعزاء خاص هو عزاء عبدالله الرضيع وهو نشاط تنفرد به الهيئة حيث نقوم في اليوم الثامن من المحرم بإخراج نعش يرمز للطفل الرضيع وتشابيه تجسّد أدوارها مجموعة من الأطفال، مجهزين بملابس خاصة تمثل شكل فراشات، ويضيف سمير لـ شبكة النبأ، لدينا أيضا موكب التطبير الذي يخرج في يوم عاشوراء ويشارك فيه مجاميع من الزائرين العرب والأجانب أيضا. مبيناً، ان خدمة الامام الحسين وزواره شرف عظيم نتمنى ان نحصل عليه وقد آلينا على أنفسنا ان نوفر ما نستطيع ونبذل الغالي والنفيس.

 اما السيد حسن هادي الموسوي رئيس هيئة انصار الزهراء (عليها السلام) فيقول لـ شبكة النبأ: نقوم في هذه الايام المباركة وباستعدادات مبكرة بنصب التكيات التي تظم المنابر المنيرة بـ(لالات) خاصة يمثل عددها عدد أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) والبالغ عددهم 73، وهي تمثل شعار يرمز لاستقبال أيام عاشوراء واستقبال سيد الشهداء عند قدومه الى هذه البقعة المباركة.

ويضيف الموسوي، الهيئة تقدم خدماتها المتواصلة طيلة أيام عاشوراء والكل هنا يتسابق اليوم لينال شرف هذه الخدمة وهو توفيق الهي نتمنى ان يشملنان كما ونقوم بإقامة العزاء الحسيني ولنا موكب عزاء زنجيل وموكب عزاء تطبير..

الأخ شاكر النصراوي كفيل هيئة مالك الاشتر يقول لـ شبكة النبأ: تأسست الهيئة في السبعينيات وهي هيئة خدمية تختص بتوفير جميع احتياجات الزائر من مأكل ومشرب وكذلك لدينا موكب عزاء ومجالس عزاء يومية ونبدأ الاستعدادات قبل عشرة أيام من شهر محرم حيث نقوم بنصب التكية الخاصة وتوفير كل احتياجات مراسيم العزاء والخدمة، وندعو من الباري عز وجل ان يمنّ على عراقنا بالأمن والسلام.

رائد عبد علي من هيئة الإمام محمد الجواد، صِنف النجارين، والذي كان منشغلا بإعداد مستلزمات العزاء الخاصة بالهيئة يقول لـ شبكة النبأ: ابتدأت الاستعدادات منذ وقت مبكر وهي استعدادت متنوعة منها ما يخص الهيئة ومنها ما يخص وسائل العزاء.

ويضيف عبد علي، أهم ما نقدمه هو خدمة الزوار القادمين حيث نقوم بطبخ الاطعمة اليومية طيلة ايام عاشوراء كما ونقيم مراسيم العزاء الخاصة بهذه المناسبة العظيمة وكل ما نقوم به بجهد ودعم ذاتي من قبل اعضاء الهيئة والذين هم من صنف واحد يمثلون نجّاري كربلاء.

ومن الجدير بالذكر ان هذه الاستعدادات متواصلة في جميع أنحاء كربلاء حيث أقيمت العديد من التكيات ونشرت آلاف الأعلام واللافتات السوداء وفُتحت البيوت والجوامع والحسينيات لإقامة مجالس العزاء الحسيني طيلة الأيام العشرة وما بعدها وحتى الأربعين..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1431