الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

جعلَ الله الكون كلّه مسؤولاً تجاه قضية الإمام الحسين (ع)

من وصايا المرجع الشيرازي حول الشعائر الحسينية

 

شبكة النبأ: قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه قضية استثنائية وكونية، ولكن لا يُعلم متى أراد الله تعالى ذلك، فهل أراد الله ذلك عندما عرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء ورأى مكتوباً على يمين العرش: «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة»؟ أم في زمن النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام عندما أراد أن يقدّم النبي اسماعيل عليه السلام قرباناً فجاءه الوحي وخاطبه: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»؟ أم عند قول آدم عليه السلام لجبرئيل عليه السلام: «ياأخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي» عندما أراه الله تعالى أنوار النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين؟ أم قبل أن يخلق الكون والدنيا والإنس والجن؟

جاء ذلك في كلمة قيّمة ألقاها سماحة المرجع الشيرازي بمناسبة حلول شهر محرم الحرام، وذكرى عاشوراء الخالدة واستشهاد مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، بجمع من العلماء والفضلاء وأساتذة الحوزة العلمية والمبلّغين الذين وفدوا من طهران وأصفهان وقم المقدسة على بيت سماحته للاستفادة من توجيهاته القيّمة، وذلك يوم الأربعاء الموافق للثامن والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام 1430 للهجرة.

وأضاف سماحته، سنستقبل نحن وأنتم وجميع المؤمنين والمسلمين في كل مكان والعالم، سنستقبل شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء الإمام الحسين صلوات الله عليه، فمن يصمم ويعزم على أن يستفيد ويفيد بتقديم الخدمة في مجال القضية الحسينية المقدسة فسيكون موفّقاً وتقلّ حسرته في الدنيا وفي الآخرة، ومن يقصّر في ذلك فستكون حسرته في الدنيا وفي الآخرة أكثر.

وقال سماحته: لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه قضية استثنائية وكونية، ولكن لا يُعلم متى أراد الله تعالى ذلك؟ فهل أراد الله ذلك عندما عرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء ورأى مكتوباً على يمين العرش: «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة»؟ أم في زمن النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام عندما أراد أن يقدّم النبي اسماعيل عليه السلام قرباناً فجاءه الوحي وخاطبه: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»؟ أم عند قول آدم عليه السلام لجبرئيل عليه السلام: «ياأخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي» عندما أراه الله تعالى أنوار النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين؟ أم قبل أن يخلق الكون والدنيا والإنس والجن؟

لا أحد يعلم ذلك، ولكن المعلوم هو أن الله تعالى جعل قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه قضية استثنائية تكويناً وتشريعاً، فمنذ أن استشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه بل وقبل ولادته وإلى يومك هذا دخل الكثير من الناس الجنة بسبب الإمام الحسين صلوات الله عليه، وكثير منهم دخل النار. فقد خصّ الله تعالى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه بأن جعل لمن يعمل في إحيائها وتعظيمها استثناءات خاصة وواسعة بحيث باتت البشرية منبهرة تجاهها. فكم من الناس قضيت حوائجهم بفضل الإمام الحسين صلوات الله عليه، وكم منهم من حُلّت مشاكلهم، وكم منهم من تيسّرت أمورهم، وكم وكم، فذلك كثير جداً ويصعب عدّه وإحصاؤه.

واعتبر سماحته نصوص زيارات الإمام الحسين الواردة عن المعصومين صلوات الله عليهم بأنها جزء من ثقافة الإسلام وقال: ورد في إحدى زيارات الإمام الصادق للإمام الحسين صلوات الله عليهما، وهي زيارة معتبرة وصحيحة السند:

«وأشهد أنك ثار الله في الأرض حتى يستثير لك من جميع خلقه». فمعنى ثار الله هو: إن الله تبارك وتعالى هو المنتقم للحسين صلوات الله عليه، كما إنه تعالى هو المنتقم للمعصومين صلوات الله عليهم وللإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه حيث إن المقصود في قول الإمام صلوات الله عليه: «وابن ثاره» من عبارة: «السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره» الواردة في زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه هو الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

وأضاف سماحته مبيّناً معنى مقطع الزيارة المذكور أعلاه وقال: إن الله سبحانه وتعالى ألقى مسؤولية دم الحسين صلوات الله عليه على جميع ما خلق أي الإنس والجن والحيوانات والنباتات والجمادات والشمس والقمر وكل موجود في الكون. وهذا يعني أننا نحن أيضاً وآباؤنا وأبناؤنا وأجيالنا اللاحقة ممّن سيعيش على هذه الأرض، جميعاً مسؤولون تجاه قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، وكذا من يعيش اليوم وغداً في أقصى نقاط العالم. فإنّ الله أعطى للحسين ما لم يُعطِ أحداً من العالمين؛ إذ ربط دمه بعالم التكوين، فألقى مسؤولية دمه على كل ما خلق.

وأكّد دام ظله: إن من المسؤولية تجاه قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه وحسب ما يستفاد من الأدلة المعتبرة هي:

الأولى: قال الإمام الرضا صلوات الله عليه: «كَانَ أَبِي عليه السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لا يُرَى ضَاحِكاً، وَكَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُكَائِهِ وَيَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام». فأيام العشرة الأولى من المحرم هي أيام العزاء والحزن والمصائب، فعلى الجميع أن يقيموا مجالس العزاء وأن يحيوا الشعائر الحسينية ويعظّموها كلٌّ حسب علمه وقدرته، وبالقلم واللسان، وأن لا نقصّر في ذلك، وأقل ما يمكن أن نقوم به وكما ورد في الرواية التي ذكرتها آنفاً هو اجتناب الضحك في هذه الأيام.

الثانية: تعريف نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليهم للبشرية جمعاء، وردّ الشبهات المثارة تجاه قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه وشعائره المقدسة، ودحض أقوال المشكّكين، وذلك بشتى الطرق والإمكانات، وعبر مختلف وسائل الإعلام وبالأخص عبر الإذاعة والتلفاز والقنوات الفضائية.

فمن الشبهات المثارة أن الجزع حرام فلماذا كل هذا الجزع على الحسين صلوات الله عليه؟

والردود على هذه الشبهة كثيرة ومنها قول الإمام الصادق صلوات الله عليه: «كُلُّ الْجَزَعِ وَ الْبُكَاءِ مَكْرُوهٌ سِوَى الْجَزَعِ وَ الْبُكَاءِ عَلَى الْحُسَيْنِ».

ومن أقوال المشكّكين: لماذا تقيمون الشعائر الحسينية والحكّام يتوعدونكم بالمعاقبة، ولماذا تزورون الحسين والأوضاع الأمنية في العراق خطرة جداً؟

والردّ على هذا التشكيك كثير أيضاً ومنها قول الإمام الصادق صلوات الله عليه لابن بكير: «أما تحبّ أن يراك الله خائفاً فينا»؟ فالشعائر الحسينية ومنها زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه مع أن المشهور عند فقهاء الشيعة استحبابها ـ لا وجوبها ـ لا تسقط حتى مع الخوف، أي لا يسقط استحبابها فضلاً عن جوازها.

وختم سماحته كلمته القيّمة بقوله: علينا أن نؤدّي المسؤولية تجاه قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه حتى لا نكون مشمولين بقول الإمام الصادق صلوات الله عليه: «حتى يستثير لك من جميع الخلق»، وهذه المسؤولية على أهل العلم أكبر من غيرهم وثواب أداء حقّها أكبر، وكذلك عقاب التقصير بحقّها أشدّ وأكبر.

مقتطفات من أقوال المرجع الشيرازي حول الشعائر الحسينية

• إنّ الإمام الحسين صلوات الله عليه ضمن بدمه وبشعائره بقاء الإسلام.

• لولم يكن الإمام الحسين صلوات الله عليه ودمه الطاهر لما كنّا اليوم نصلّي ولما كان هناك من يقول: «لا إله إلا الله».

• إن إقامة التعازي على مصاب الإمام الحسين صلوات الله عليه، وهكذا زيارته، وإحياء شعائره التي هي شعائر الله تعالى، تتميّز بميزة لا توجد في كلّ العبادات حتّى الواجبات منها فضلاً عن المستحبّات، وهي عدم رفع جوازها ولا استحبابها حتى مع الخوف.

• أمّا الشعائر الحسينية ومنها زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه فمع أن المشهور عند فقهاء الشيعة استحبابها ـ لا وجوبها ـ لا تسقط مع الخوف، أي لا يسقط استحبابها فضلاً عن جوازها. ولذلك قال الإمام الصادق صلوات الله عليه في جواب ابن بكير: «أما تحبّ أن يراك الله خائفاً فينا»، ولم يسمع عن المعصومين صلوات الله عليهم تعبير مماثل في مورد عبادة أخرى.

• ليس الضالّون والمذنبون وحدهم يهتدون بالإمام الحسين صلوات الله عليه، بل كلّ إنسان مهما علت درجته يهتدي بالإمام الحسين صلوات الله عليه. فاسعوا للترقّي أكثر والتحلّي بأخلاق أفضل والتكامل في الهداية بالإمام الحسين صلوات الله عليه.

• يجب علينا أن نشارك في خدمة قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه باليد واللسان والمال وما شابه ذلك.

• على كلّ فرد حسب قدرته وطاقاته أن يخطو ويقدّم الخدمة. ومن كان ذا مال كثير فعليه أن يقدّم أكثر من اﻵخرين.

• ليعلم اﻹخوة الذين يتمتعون بقدرة مالية كبيرة أن مسؤوليتهم في هذا المجال أكبر من غيرهم. وعلى الضعفاء مالياً أن لا ينسوا بأن مسؤوليتهم هي أن يستعملوا جوارحهم في هذا المجال، وأقلّ ذلك هو نشر الشعائر الحسينية بلسانهم.

• إنّ مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه لا يخصّ الشيعة فقط. فكثير من الكفّار في شرق اﻷرض وغربها يقيمون مجلس العزاء على اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، ويحزنون عليه، وينظمون الشعر بحقّه، ويؤلّفون الكتب حوله.

• لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تتسع إقامة الشعائر الحسينية يوماً بعد يوم رغم محاربتها. فالله تعالى شاء أن تشرق الشمس، وأن يبزغ القمر، وأن تجذب اﻷرض اﻷشياء، وليس بحول الشمس والقمر واﻷرض أن يقوموا بغير ما شاء الله جلّ وعلا. وهكذا فيما يخصّ قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، فقد شاء الله عزّ وجلّ أن تزداد الشعائر الحسينية وتتسع يوماً بعد يوم رغم عرقلة الظالمين لها ومحاربتها، وهذا وعد إلهيّ تكوينيّ وقطعيّ، ولا يمكن عرقلته أو منعه.

• إن محاولات محاربة القضية الحسينية لها نتائج عكسية أي إن هذه المحاولات تبعث على ازدياد واتّساع إحياء قضية اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، وليس أنها محاولات عقيمة فقط.

• أما من كان معرقلاً لإحياء عاشوراء فلا يمكننا أن نتصور عاقبته السيئة واليوم الأسود الذي ينتظره وما سيصيبه في الآخرة.

• نحن لا نستطيع أبداً أن نبلغ مقام مولانا العباس صلوات الله عليه ولا يستطيع أحد أن يبلغ مقامه صلوات الله عليه، ولكننا يمكننا أن نقتدي به ونكمل مسيرته في السير على طريقه صلوات الله عليه.

• إن رضا بهلوي (والد شاه إيران المخلوع) منع إقامة الشعائر الحسينية، لكننا اليوم لا نرى أثراً للبهلوي وأعوانه الظلمة، وفي المقابل انظروا إلى سعة وانتشار إقامة الشعائر الحسينية في إيران.

• إن مجالس العزاء على مصاب مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه تقام اليوم بقرب البيت الأبيض في أميركا وقصر الكرملين في روسيا، فهي اليوم أصبحت عالمية وغدت منتشرة في كلّ مكان.

• إنّ قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه اختبار وامتحان كبير للخلائق، هذا الامتحان يجري وسيظلّ يجري على الجميع، فعلينا أن ننتبه جيّداً الى أن إهانة قضية سيد الشهداء صلوات الله عليه والتلاعب بالشعائر الحسينية أمر خطير جدّاً.

• إنّ الخدمة في سبيل قضية سيد الشهداء صلوات الله عليه ذات قيمة عظيمة جداً وبالأخصّ الفعاليات التبليغية في شهري محرّم وصفر.

• علينا أن نكون يقظين دوماً في أن لا يُسلب منّا توفيق الخدمة في سبيل قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه أبداً بعد كلّ تلك السنين التي قضيناها من عمرنا في سبيل ذلك، وأن لا نكون من الذين تنتظرهم العاقبة السيئة.

• إن محرم وصفر المتعلقان بالإمام الحسين صلوات الله عليه ينقضيان ولكن الإمام الحسين صلوات الله عليه يتعلّق بكلّ أشهر السنة؛ فهو عزّة الإسلام، والإسلام لا يتحدّد بوقت وزمان.

• اسعوا إلى إقامة مجالس الإمام الحسين صلوات الله عليه في بيوتكم طيلة أيام العام، واجعلوا القضية الحسينية حيّة أبداً.

• إنّ مولانا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بنفسه يشكر المشاة إلى زيارة المرقد الطاهر للإمام الحسين صلوات الله عليه، ويرعاهم برعايته صلى الله عليه وآله.

• إلى الزوّار الكرام السائرين إلى زيارة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه مشياً على الأقدام: اسعوا إلى أن تستفيدوا من هذه الزيارة الاستثنائية استفادة استثنائية. فليحاول كلّ واحد منكم خلال الأيام التي يقضيها في هذه الزيارة أن يهتمّ بمحاسبة نفسه يومياً ولو لدقائق معدودة كما أكّد الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم ذلك.

• إن الإمام الحسين صلوات الله عليه ألطافه موجودة وأنواره ساطعة دوماً، فكونوا ممن يكون أهلاً لنيل هذه الألطاف وهذه الأنوار.

• خلال زيارتكم للعتبات المقدسة وبالأخصّ المرقد الحسيني الطاهر ادعوا الله سبحانه أن يفرّج عن إخوانكم الشيعة في كل مكان وبالأخصّ الشعب المظلوم في العراق الجريح، فلعله بذكركم لإخوانكم يستجاب دعاؤكم وينظر الله تعالى إليكم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]