الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المرجع الشيرازي يؤكد على ضرورة الاهتمام بالشباب وتشجيعهم على إحياء أمر أهل البيت(ع)

 

- المرجع الشيرازي.. بمقدار ما يقدّمه المرء من خدمات وأعمال في سبيل إحياء أمر أهل البيت الأطهار ينال في الآخرة الأجر والثواب

- في يوم القيامة يتحسّر بعض الذين عملوا في سبيل أهل البيت ويقولون ليتنا قدّمنا أكثر وذلك لما يرون من الأجر العظيم

 

شبكة النبأ: قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمع من المؤمنين والشباب أعضاء (هيئة يالثارات الحسين سلام الله عليه) و(هيئة المحسنية) من مدينة كاشان، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شهر صفر المظفّر 1430 للهجرة.

في بداية اللقاء قدّم أحد الإخوة من الضيوف الكرام لسماحة السيد دام ظله تقريراً موجزاً عن نشاطات وفعاليات الهيئتين المذكورتين، فبارك سماحته لهم ما يبذلونه من جهود وأعمال في سبيل إحياء أمر أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم، وقال:

ذات يوم عزم أحد طلاب الشيخ الأنصاري ـ وكان طالباً مجدّاً يحمل صفات العلم والورع ـ على السفر من مدينة النجف الأشرف إلى إيران، فقام الشيخ الأنصاري بوداعه حتى مشارف المدينة مشياً على الأقدام، ثم رجع.

كان ذلك الطالب يعتزم السفر إلى مدينة كربلاء ثم الكاظمية وسامراء لزيارة العتبات المقدسة ليعود بعدها إلى إيران، لكنّه بعد ثلاثة أيام رجع من وسط الطريق. وعندما رأى الشيخ الأنصاري تلميذه في النجف الأشرف سأله: «لماذا عدت؟».

أجابه: «ليلة أمس غلبني النوم وأنا في الطريق في جوف الصحراء، فرأيت مَلَكاً في منامي يقول لي: إلى أين أنت ذاهب في هذه الصحراء، إنّك راحل عن هذه الدنيا بعد ثلاثة أيّام؟ وهذا القصر لك (وأشار الملك إلى قصر) ولم أكن أعلم على وجه اليقين إن كانت هذه رؤيا صادقة أم لا، فقفلت راجعاً إلى النجف، لأكون عند أمير المؤمنين سلام الله عليه وليس في الصحراء فيما لو تحقّقت الرؤيا، وإذا لم تتحقّق أواصل رحلتي من جديد. وبالفعل، تحقّقت الرؤيا وتوفّي الرجل بعد ثلاثة أيّام كما وُعد بذلك(1).

يروي هذا الشخص نفسه ـ قبل وفاته ـ للشيخ الأنصاري بأنّه قد رأى في ذلك المنام أيضاً قصراً شامخاً فسأل: لمن هذا القصر؟

قيل له: «إنّه للشيخ الأنصاري»، وفي ناحية مجاورة من ذلك القصر رأى قصراً آخر أفخم من القصر الأول فسأل: وهذا لمن؟

قيل له: «هذا قصر الشيخ الدربندي».

في ذلك الوقت كان الشيخان لا يزالان على قيد الحياة، كان الشيخ الأنصاري في النجف الأشرف، والشيخ الدربندي في كربلاء المقدسة. وهذان العالمان كانا زميلَي دراسة في مرحلة الشباب، وكانا من تلامذة المرحوم شريف العلماء المازندراني (ره)، وأصبح كلاهما فيما بعد مرجعين للتقليد، وفي ذلك الوقت كان الشيخ الأنصاري هو المرجع العام للشيعة، والدربندي له مرجعية محدودة.

وبالإضافة إلى كون الدربندي مرجعاً دينياً، كان خطيباً يعتلي المنابر الحسينية وكان له منبر خاص في كل عام، حيث نُقل لي بعض من قصصه تلك بواسطتين عمّن حضر مجلسه، وكانت مجالسه تقام في الصحن الشريف في ظهيرة يوم عاشوراء من كل عام بعد انتهاء المجالس الأخرى حيث كانت تعجّ بجماهير غفيرة، وأحياناً كان يتحدث قبل ساعة من موعده، ويقول أحياناً: «لا أريد أن أقيم مجلس ندب ونواح فقد سمعتم منها ما يكفي طيلة الليل وحتى الظهيرة، لكنّني أريد أن أوجّه بضع كلمات باسمكم إلى الإمام الحسين سلام الله عليه...» وكان مجلساً مميّزاً حقّاً.

كان المتحدّث (تلميذ الشيخ الأنصاري) يعرف الشيخين جيداً، ويعلم أنّ مرجعية الشيخ الدربندي لا تضاهي مرجعية الأنصاري، لذلك أثارت فخامة قصر الشيخ الدربندي في تلك الرؤيا السؤال في نفس تلميذ الشيخ الأنصاري ليسأل المَلَك عن سبب ذلك، لأنّه من المتوقع أن يكون قصر الشيخ الأنصاري أكثر فخامة وعظمة، فأجابه المَلَك قائلاً: «هذا ليس جزاء أعمال الدربندي، بل هو هدية له من قِبل الإمام الحسين سلام الله عليه».

وعقّب سماحته مشدّداً بقوله: بمقدار ما يقدّمه المرء من خدمات وأعمال في سبيل إحياء أمر أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم، ينال في الآخرة الأجر والثواب. وفي يوم القيامة يتحسّر بعض الذين عملوا في سبيل أهل البيت ويقولون ليتنا قدّمنا أكثر وأكثر، وذلك لما يرون من الأجر العظيم الذي جعله الله تبارك وتعالى للعاملين في سبيل أهل البيت.

وأكّد دام ظله: إن العمل في سبيل أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم بحاجة إلى ثلاثة أمور:

الأول: الإخلاص.

الثاني: بذل الجهود.

الثالث: الزهد. وأقصد بالزهد هنا عدم اللهاث وراء أهواء النفس وشهواتها. وبنسبة التزامكم بالأمور الثلاثة أعلاه ستنالون الأجر والثواب.

كما يجدر بكم أيضاً أن تهتموا بالشباب، من الأقارب والبعيدين، وأن تدعوهم وتجذبوهم وتشجّعوهم على العمل في هذا السبيل، ولا تيأسوا أبداً، بل واصلوا واستمروا في دعوتكم إياهم، مرة ومرتين وثلاث... وعشرة وهكذا حتى تفلحوا. واعلموا أنكم ستكونون شركاء في أجر أعمالهم التي سيقدّمونها في سبيل أهل البيت صلوات الله عليهم.

............................................

1) الرؤيا ليست دليلاً ولكن عُبِّر عنها أحياناً في الروايات بالمبشرات، فقد ذكر في  صحيحة معمر بن خلاد عن مولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه أنه قال: «إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشّرات؟ يعني به الرؤيا». الكافي/ج8/ باب حديث الأحلام و.../ ص 90/ ح59..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22/شباط/2009 - 26/صفر/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]