الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المرجع السيد الشيرازي: رسالة عاشوراء هي إحياء الإسلام وشعائره

بيان مكتب المرجع الشيرازي بمناسبة عاشوراء عام 1430 يدين الجرائم اﻷخيرة في غزة

شبكة النبأ: بمناسبة حلول محرم الحرام 1430 للهجرة، وذكرى عاشوراء واستشهاد مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار سلام الله عليهم، أصدر مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة قم المقدسة، بياناً أكّد فيه بأن رسالة عاشوراء هي إحياء الإسلام وشعائره، وأن الشعائر الحسينية هي رسالة الإمام الحسين صلوات الله عليه إلى العالم أجمع وتنشر الثقافة الإسلامية الواقعية الصحيحة التي مثّلها أهل البيت صلوات الله عليهم، وأنه ينبغي المبادرة نحو التوعية على رسالة اﻹمام الحسين عليه السلام، واﻷمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبيان سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرة أمير المؤمنين واﻷئمة الطاهرين عليهم السلام، كما صنع اﻹمام الحسين عليه السلام.

كما أدان البيان جرائم الصهاينة في مدينة غزّة الجريحة في فلسطين المحتلة وطالب الجميع بالوقوف بوجه الطغاة الصهاينة الذين يكيدون بالمؤمنين منذ فجر الرسالة. وإليكم البيان بنصّه الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

عن الإمام الحسين عليه السلام أنه قال: أما بعد فإني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع، فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد).

إن رسالة عاشوراء هي إحياء الإسلام وشعائره، وإرجاع المسلمين إلى العمل بالقرآن الكريم، حيث إن الإسلام هو الدين الكامل الذي باستطاعته – في جميع الأعصار والأمصار – أن يسعد المجتمع البشري، ويضمن له التقدم والازدهار .

وقد أحيى الإمام الحسين (عليه السلام) الإسلام، وحال دون أن يطاله التحريف – كما حدث للشرائع السابقة – حينما ضحّى بنفسه الشريفة لوجه الله عز وجل، ومعه ثمانية عشر من أهل بيته الكرام الذين لم يكن لهم على وجه الأرض من شبيه – كما في الحديث الشريف - ، وثلة من أصحابه الميامين، رضوان الله عليهم أجمعين.

والامتداد المتواصل للتضحية الحسينية المثلى، والتعبير الناطق عنها عبر العصور، تتجلّى في الشعائر الحسينية التي هي تجسيد لجميع القيم الإسلامية الإنسانية، وتبقي تلك القيم حيّة جديدة، وتنشرها في ربوع الأرض، وخاصة في مثل هذا الزمان الذي اتخذ الكثير من المسلمين القرآن مهجوراً، واكتفوا منه بالاسم دون العمل.

في الوقت نفسه أصبحت الشعائر الحسينية الصوت الذي يوصل رسالة اﻹمام الحسين عليه السلام إلى العالم أجمع، وتنشر الثقافة الإسلامية الواقعية الصحيحة والتي مثّلها أئمة أهل البيت عليهم السلام في أقوالهم وسيرتهم.

وقد نصّت الروايات المتواترة على لزوم الاهتمام بهذه الشعائر وحثّت على تعظيمها، ومنها:

- زيارة اﻹمام الحسين عليه السلام احتساباً لله عزّ وجلّ والدار اﻵخرة وحبّاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء وأئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين(1).

- واختيار زيارته على جميع اﻷعمال المستحبة(2)

- والبكاء لقتل اﻹمام الحسين عليه السلام وما أصاب أهل بيته عليهم السلام، واتخاذ يوم عاشوراء يوم مصيبة(3)

- والسلام على اﻹمام الحسين عليه السلام، والصلاة عليه من بعيد وقريب كل يوم(4)

- وكثرة اﻹنفاق ﻷجله عليه السلام(5)

- والإستشفاء بتربة اﻹمام الحسين عليه السلام، والتبرك بها، وتقبيلها، واستصحابها عند الخوف، وأكل شيء يسير منها عند المرض(6)

- واتخاذ السبحة من تربته عليه السلام، والتسبيح بها، وإدارتها(7)

- وغيرها كثير.

كما أن الفقهاء الكبار والمراجع العظام ومنذ قرون متعاقبة بيّنوا مختلف مصاديق الشعائر الحسينية، واتفقت كلمتهم على جوازها بكل أشكالها، بل ورجحانها، والتشجيع لها، واستسهال الصعاب والمشاكل من أجل إقامتها، والاستقامة في سبيل ذلك، وأنه لا يجوز ﻷحد المنع عنها.

في هذه اﻷيام اﻷليمة وهي ذكرى عاشوراء سيد الشهداء عليه السلام ينبغي المبادرة نحو التوعية على رسالة اﻹمام الحسين عليه السلام، واﻷمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبيان سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرة أمير المؤمنين واﻷئمة الطاهرين عليهم السلام، كما صنع اﻹمام الحسين عليه السلام، ومن أهمها:

1- التركيز على القيم اﻹسلامية، من العقائد الحقة، واﻷعمال الصالحة، واﻷخلاق الفاضلة.

2- السعي ﻹزالة المنكرات، كالقوانين الجائرة المعارضة للقرآن الكريم والمبيحة للمحرمات وكاستبداد الحكّام والفساد المالي واﻹداري، وكما قال اﻹمام الحسين عليه السلام عليه السلام (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه).

3- الاهتمام بالمؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية واﻹنسانية واﻹعلامية وغيرها، عبر تطويرها – كماً وكيفاً – لتواكب العصر وتسند المسلمين وتحفظ مصالحهم الدينية والمعاشية.

4- الاهتمام بمختلف شرائح المجتمع، وخاصة الشباب والنساء واﻷطفال، وذلك بوضع مناهج وبرامج تناسبهم وتراعي أحوالهم وحاجاتهم.

5- الاهتمام بالحقوق اﻹنسانية، ومحاولة التوعية والتثقيف لحلّ أزمات المسلمين، بل وغير المسلمين أيضاً، وخاصة:

- مشكلة الاستبداد وترك تطبيق آية (وأمرهم شورى بينهم).

- ومشكلة العنصرية وهجر آية (إنما المؤمنون إخوة).

- والفتن وخاصة الحروب في البلاد اﻹسلامية، التي أضرمتها الدوائر اﻷجنبية، مستغلين ضعف بعض المسلمين وجهل الكثير منهم بأمور دينهم ودنياهم، كاحتلال القدس الشريف والمسجد اﻷقصى، وتهجير أهله منه، وقتل أطفالهم ونساءهم ورجالهم، واستمرار هذه المظالم منذ أكثر من ستين عاماً، وإلى يومنا هذا.

وإننا إذ ندين جميع هذه المظالم، وخاصة الجرائم اﻷخيرة في غزة حيث مرقد هاشم عليه السلام جد النبي اﻷعظم صلى الله عليه وآله، وإذ نطالب الجميع بأن يمدّوا يد العون للمسلمين المحاصرين، وأن يقفوا – وبمختلف الوسائل المشروعة – بوجه الطغاة الصهاينة الذين كانوا ومنذ فجر الرسالة يكيدون بالمؤمنين، حتى قال الله تعالى: (لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).

نتضرع إلى الله تعالى ونتوسل بمحمد وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام لكشف هذه الغمة عن هذه الأمة.

وليُعلم أن احتلال من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، أرض فلسطين وتهجيرهم أهلها وقتلهم، إنما هو بسبب استغلالهم لضعف المسلمين، الناتج عن ابتعاد الكثير منهم عن أحكام اﻹسلام وهجرانهم للقرآن الكريم والذي كان السبب لشكوى الرسول صلى الله عليه وآله، كما قال تعالى: (وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً).

ولا يمكن إنهاء هذه المآسي، إلا عبر الرجوع إلى أحكام القرآن الكريم، وتعاليم رسول الله وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام.

وأيام ذكرى عاشوراء اﻷليمة من المناسبات المهمة للتركيز عليها، والتوعية بها، وبيان معروفها، والنهي عن اﻹعراض عنها، أمثال قوله تعالى: (يضع عنهم إصرهم واﻷغلال التي كانت عليهم)، وقوله سبحانه: (إن هذه أمتكم أمة واحدة) وقوله عزّ وجلّ: (إنما المؤمنون إخوة)، وقوله سبحانه: (إن الحكم إلا لله)، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله: (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه)، وقوله: (اﻷرض لله ولمن عمرها)، وقول أمير المؤمنين عليه السلام: (فإنهم صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وقول اﻹمام الحسين عليه السلام: (هيهات منّا الذلة)، وسائر أحكام اﻹسلام.

وفي الختام:

نسأل الله تعالى أن يوفق جميع القائمين على الشعائر الحسينية في ربوع اﻷرض كلها، وأن يسدّدهم ويعينهم في مواجهة الأعداء الذين يجتهدون في طمس ذلك، وقد أبى الله عزّ وجلّ إلا أن يزيدها علواً وأمرها إلا ظهوراً، وأن يحفظ سبحانه زوّار اﻹمام الحسين عليه السلام الذين يتدفقون من أرجاء العالم إلى أرض كربلاء بمناسبة عاشوراء، فهنيئاً لهم هذه السعادة العظيمة والشرف الرفيع، ففي الحديث الشريف عن اﻹمام الصادق عليه السلام: (من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء، لقى الله يوم القيامة ملطخاً بدمه، كأنما قتل معه في عرصة كربلاء)(8).

وروي: (أن من زار الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر)(9).

وقال اﻹمام الرضا عليه السلام: (ياابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين، يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين، يا ابن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ذكرتهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً)(10).

المحرم الحرام 1430

مكتب آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله

قم المقدسة

.................................

1) وسائل الشيعة ج14 ص495.

2) الوسائل ج14 ص499.

3) الوسائل ج14 ص500.

4) الوسائل ج14 ص493.

5) الوسائل ج14 ص480.

6) الوسائل ج14 ص521.

7) الوسائل ج14 ص536.

9,8) الوسائل ج14 ص477.

10) الوسائل ج14 ص417.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 4/كانون الثاني/2009 - 7/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]