الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

ابو الفضل العباس عليه السلام

المدافع العقائدي والانسان المتميز

محمود الربيعي

لم تمت روح البطولة والشجاعة بوفاة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اذ انه ترك من بعده ذرية شجاعة وابطالا محبين للتضحية والفداء والشهادة من اجل المبادئ العظيمة التي جاء بها الاسلام خريجي مدرسة آل بيت محمد عليهم السلام ومن هذه الذرية الطيبة العباس بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وامه المؤمنة الصابرة ام البنين رضوان الله تعالى عليها.

في معركة الطف وقف ابوالفضل العباس عليه السلام موقف الاخ الناصح لله ولرسوله ولاخيه وواسى بنفسه الحسين عليه السلام صابرا محتسبا مدافعا عن اخيه مجيبا لأمر الله سبحانه وتعالى آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وقد استجاب ابو الفضل فعلا لهذا النداء مطيعا لله ولمولاه راغبا في الثواب الجزيل وساعيا الى الالتحاق بدرجة الاباء في دار جنات النعيم خالدين فيها رضي الله عنه وأرضاه.

لقد تميزت معركة الطف في حياة المسلمين ببلورة المواقف العقائدية الرفيعة للنخبة ولم تكن بالمنظور العلمي اعتيادية بل فاقت التصورات المادية حيث تصدت تلك النخبة لجيش كبير وارادت ان تبعث رسالة مهمة للاجيال في الثبات على المبادئ والحفاظ على الثوابت العليا للتعاليم الالهية العادلة والمنصفة وارادت ان تلقن الجبابرة والطغاة درسا بالغا في انتصار الشعوب عند وحدة كلمتها وصمودها وانتصارها للحق وعدم التخاذل، والايمان بالله الواحد الاحد الكفيل بالنصر وتحصيل العزة والحفاظ على الكرامة.

ان موقف ابو الفضل لم يكن موقفا عقائديا رساليا فحسب وانما كان ناتجا عن رؤيته الصائبة لمواقف الحق الذي مثله القائد العظيم والامام البطل الذي توجه في حركته طالبا الاصلاح في الامة التي تعرضت لانحرافات خطيرة بسبب قيادتها الفاسدة والمفسدة متمثلة بالفراعنة الجدد الذي عاثوا في الارض فسادا والذين اختاروا العودة الى الجاهلية وليعبدوا أصناما بشرية بدلا عن الاصنام الحجرية التي كانوا يعبدونها.

واليوم تقتضي الحاجة من جديد الى تبني رؤية صحيحة للمنهج الحسيني والطريق الى ذلك التخلي عن العنصرية والطائفية فلم يعد العالم جاهلا،  فالحسين للجميع، والحسين لكل الاحرار في العالم لاجل العدل ولاجل الحرية ولاجل التوحيد، وهو رسالة الله الى الانسانية..  والعباس وكل الذين معه رسائل  استنهاض الى شعوب العالم للاقتداء بابطال الطف والتمسك بمنهج العزة والكرامة التي حفظت لهم سمعتهم وكرامتهم، وسوف لن يبقى حرا في العالم الا وسار على درب الامام الحسين واصحاب الحسين،  سواء كانوا من العرب او من غير العرب، وسواء كانوا من الشيعة او من غير الشيعة، مسلمين وغير مسلمين..  وعلى المسلمين ان يعوا هذا قيمة هذا الدرس فعيسى وموسى وكل الانبياء والرسل والاوصياء والصالحين مع الحسين واصحاب الحسين وانهم عملوا لاجل التوحيد ولاجل العدل ولاجل الحرية والسعادة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]