أم هـل عـمـيـت ونور الـنـور فـي الـعُـصَـبِ

بــل تــاج عــزتــهــا فـــي كــل مُــنــقَــلَــبِ

نــجــم الـعـظـائـم مـن مـجـمـوعـة الـشُّـهـبِ

والأم كــانــت تــــرى نــــوراً لــمُــرتَــقَــبِ

وأخــمــد الـنـور نــار الــفــرس مـن رَهَــبِ

يـمـشـي عـلـى الأرض فـي جـم مــن الأدَبِ

فــي سـاعـة الـبـعـد أو فــي سـاعـة الـعَـتَـبِ

يـهـدي الــبــريــة لــلــطــاعــات والــقُــرَبِ

ما شــارك الــقــوم فـي هــزل و فــي لـعِـبِ

هــل ينحني اللب نـحـو الـخـلـد فـي الـلـهـبِ

كـي يـقـبـس الـحـق مــن تــرنـيـمـة الـثُّـقََـبِ

قـطـب الـمـلائــك جــــاء الـقـطـب لـلـنُّـجُـبِ

كـي يـلـبـس الـنـاس ثــوب الـنـور والـطِّـيبِ

يـتـلـو عـلـيـهـم و هــم فـي خـالـص الرِّيَــبِ

يـهـجـو الـنـبـي بـشــوب غــيـر مُــحـتَـسَـبِ

طــب الـقـلـوب يـداوي مـوضـع الــوَصَــبِ

شـمـس الـمـعـارف لـيـست مــوضع الحُجُبِ

ســـاقــوا إلـيـه دعــاوى الـمـلـك و الــذَّهــبِ

ذات الــنــبــوة تــــأبـــى ظــاهــر الــرُّتـــبِ

فــازداد فــي حـلـمـه فــي زحـمـة الــكُــرَبِ

في الشعب و الصحب في فيض مـن السَّغبِ

نـحـو اجـتـذاب الهدى فـي الموضـع الرَّجَبِ

حـتـى تــجــرع عــام الــحــزن و الـنَّـصَـبِ

فـي طــائــف يـسـتـمـيـل الـنـاس لـلـسَّــبَــبِ

ردوا عـلـيـه بــــرجــــم غـــيـــر مُــنــتَــدَبِ

دعـــا الــنــبــي دعـــاء الــحــزن و  الأرَبِ

لــكــن رحـمـتــه تــســمــو عـلـى الـغَـضَـبِ

يـتـلـى بــمــعــراجــه فــي روعـــة الـغَـيَـبِ

لاقـــوا مــقــالــتــه بــالــســخــط و الـعَجَـبِ

بـل فــرقــوا دمـــه فـــي عـصـبـة الــعَــرَبِ

قــد شــاء إنــقــاذه مـن ســاعــة الــعَــطَــبِ

نـحــو الـمـديـنـة أرض الـحـرب والـرَّحَــبِ

يستـنفـر الـصـحـب بـالـتـحـريـض والأُهُـبِ

جــنــد الـعـدو بــكـت لـلـخـزي والــسَّــلَــبِ

تـغـشـى الـوطـيـس و لا تخشى من الـعُـقُـبِ

روح الــمـجـاهـد لـيــسـت روح مُـنـسَـحِـبِ

كـالـبـرق يـظـهـر فـي مـسـتـقـبـل الـسُّـحُـبِ

كـالـسـهـم فـي سـرعـة الإقدام في الـخُـطُـبِ

أو كــان ســلــم فــطــه رحــمــة الــحِــقََــبِ

عـلـى نـبـيـك مـسـك الــكــون و الــنَّــسَــبِ

هـلاّ بـحـثـت عـن الــمــخـتـار فـي الـكـتــب

مــحــمــد لــؤلــؤ الــدنــيــا و جـــوهــرهــا

ابـــن الــذبـيـحـيـن مــن ضــوَّى لــمــولــده

إيـــوان كــســرى تــدلــى مــن مــهــابــتــه

فـأظهـر الـنـور بـصـرى الـشـام تـبـصـرهـا

حــتـى أتى مـثـل ضـوء الـشـمـس طـلـعـتـه

الـصـادق الــوعـــد مــن أمــنـتـه عـصـبـتـه

طـه الـنـبـي الــذي حــاك الــدجــى سـرجــاً

قــد جــاهــد الـنـفـس أن تـدنــو لـمـعـصـيـة

مـــا كـــان يــســجــد لـلأصـنـام حــقَّــرهــا

فــاعــتــاد يـخـلـو إذا مـالــوا لـمـا عــهــدوا

قـــد راقـــب الله حــتــى جــــاء مـــوعــــده

فـــاســتــل مـــن غــــاره خـيـطـاً يـكـمـلـهـا

قــد قـام فـي الـقـوم أقــربــهــم فــأبــعــدهــم

فـــانـقـاد أزهــرهــم قــلــبــاً  و  أكــثــرهــم

لــم يـــأل جـهـداً و لــم يـيـأس بـمـا جـهـلـوا

إن كــانــت الـشـمـس تـمـضـي نحو مغربها

قـــــوم الــنــبــي لــكـي تــنــهــار دعــوتــه

صـــد الـعـوارض مــن مـلـك و مـن ذهــب

فــســفــهــوه  و زادوا فـــــي تــطــاولــهــم

فـقـاطـعـتـه قـــريــش عـــنـــد عــصــبــتــه

حــتــى تــولــت ســنــون الـهـجـر تـشـحـذه

فــمــا تــفــيــأ مـــن أقـــســـى مــقــاطــعــة

ذاك الــــذي مــــن جـــواه ســـاق رحــلــــه

لـكـنـه الـكـفـر عـشــش بــئــس طــائــرهــم

جــــرح الــنــبــي دعــــاء صـــاغـــه ألــــم

فـجـاء جـبـريـل يـبـغـي أمــــر حــضــرتــه

فـــاخــتــاره الله إســــــراء لـــمـــقـــدســــه

فـــكـــذب الــقــوم لــمــا قــــص رحــلــتــه

فـاسـتـرسـلـوا في أذى الـهـادي ومــن مـعـه

لــكــنــه جـــل مــــن بـــالـــحـــق أرســلــه

فــي هـــجـــرةٍ جـمـعـت أســـرار حـكـمـتـه

قــــاد الــنــبــي بـــبـــدر روح مــعــركــــة

حـتـى تــقــلــم ظــفــر الـكـفـر وانــدحــرت

طــــــه تــــولــى جــيــوشـا تـحـت إمــرتــه

ذاك الـنـبـي الــــذي فــي الـبـأس يـسـبـقـهـم

إن روعــــوا كـــــان ســبَّــاقــاً يـطـمـئـنـهـم

يـمـضـي عـلـى الـبـرق سـمـح فـي صحابته

إن كـــان حــــرب فــطــه أهـــل ســاحـتـهـا

لاهـــم صـــــل وســلــــم كــــــل حــــادثــة