اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 

 

حزم أمتعته وحمل حروفه ورحل في العيد

علي الطالقاني

وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا هكذا كانت مسيرة أحد أبرز حداة قافلة العلم والمعرفة أن يموت في العيد، فالإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي العالم الكبير حزم أمتعته وحمل حروفه التي كتبها بسبابته وخنصره اللذان توقفا عن الحركة قبل أن تفيض روحه.

 رحل بعد أن ثبتت عنده الرؤية الشرعية لحلول شهر شوال لينتقل إلى جوار ربه لكنه رحل جسدا ولم يرحل فكره وتصوراته ورؤاه التي صاغها من أجل أعمار الأرض و قد غرس في عالمنا أفكارا ربما قل نظراءه عن إدراكها وتأصيلها عند الخاصة والعامة من أصحاب العلم والمعرفة.

 أستطاع الإمام الشيرازي أن يؤسس مشروعا حضاريا وصرح علميا في تاريخ الحوزة العلمية. قهر القلم حتى سالت دموعه على قارعة الورق الذي يفر هو الآخر من قلمه إبان حياته إلا وملئها بالعلم الغزير.

  ضرب أروع الأمثلة في ميدان التأليف ليصنع بصمة التجديد في وقت يحتاج فيه المسلمون لأن يحذو حذوه ويواصلوا المسيرة التي أقتطعها أسس منطلقا لطلبة الحوزة العلمية لممارسة التشريعات الإسلامية وفي مختلف المجالات لتواكب مسيرتهم حركة الزمن وهذا مانجده في كتبه (كتاب الصياغة الجديدة وكتاب السبيل إلى إنهاض المسلمين وكتاب ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين وكتاب الفقه الاقتصاد والسياسة والاجتماع والعولمة) والى آخره من الأبواب الحديثة فضلا عن باقي المؤلفات التي تبين الأحكام الشرعية.

أطلق قدس سره زمام المبادرة نحو ترسيخ مناهج جديدة تتناسب مع الواقع المعاش فكانت تصوراته تجاه العالم وما يجري من أحداث كالتي في العراق وأفغانستان وإيران هي خير دليل على نظرته الثاقبة لأهم المجريات فنجد مرة يكتب كتابا يستنتج فيه خلال العقد الماضي ماسيجري في تلك البلدان موجدا حلولا قد جربها البعض بعد خوض تجارب لم تجد شيء كما حدث في العراق فقد كان الإمام الشيرازي قد أوجز ما سيحدث في العراق وما ستؤول اليه الأوضاع فقد صاغ موضوع الصحوات الذي تتخذه العشائر العراقية درع واق للدفاع عن وجودها صاغ الإمام الشيرازي هذه التجربة بطريقة أكثر قانونية وخصوصا عندما يكون السلاح بيد العشائر (راجع المحاضرة الصوتية الأخيرة التي تحدث فيها عن العراق قبل وفاته).

كذلك ماحصل في أفغانستان وما سيحصل في إيران(راجع كتاب ماذا بعد أفغانستان والعراق وإيران) ومجلة النبأ العدد الخاص بوفاة الإمام الشيرازي.

فاليوم يجدر بنا نحن المسلمين أن نرعى المسيرة التي قطعها الإمام الراحل وأن نسير على الدرب لنخرج من نفق الجهل والتخلف من خلال الإقتداء بسيرته العطرة والسير قدما على طريق العلم والمعرفة وأن نبلور أفكار علمائنا ونجعلها نصب أعيننا لأن ما فيها من قوانين سماوية صاغها هؤلاء العلماء وفي مختلف مجالات الحياة لتكون لنا انطلاقة نحو قيادة المجتمع الإسلامي.

A_alialtalkani@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تشرين الأول/2008 - 9/شوال/1429

اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1428هـ  /  1999- 2007م

annabaa@annabaa.org