اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 

الخويلدية تؤبن الامام الراحل تحت عنوان: الإمام الشيرازي تاريخ حي ونهضة مشرقة

شبكة النبأ: بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل المجدد الثاني سلطان المؤلفين الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله مقامه الشريف احيت مدن المنطقة الشرقية اتفالات تأبينية بهذه المناسبة.

فقد تم إقامة حفل تأبيني تحت اشراف  لجنة إحياء ذكرى الإمام الشيرازي بالخويلدية إحدى لجان مؤسسة أهل البيت عليهم السلام بالخويلدية في ليلة الجمعة الموافق 20/10/1428هـ في حسينية سيد الشهداء عليه السلام تحت عنوان : " الإمام الشيرازي تاريخ حي ونهضة مشرقة "، وقد تميز حفل التأبين بالحضور العلمائي والشخصيات التي مثلت اللجان الفاعلة في البلد ومن باقي المناطق.

وبدأ الحفل التأبيني بكلمة البدء.. حيث تحدث الأستاذ أبوزكي حسن القاسم عن شخصية الإمام الشيرازي الراحل قائلا:

التأريخ يصنعه العظماء... طالما قرأنا وسمعنا في جنبات التأريخ عن رجال صنعوا مجداً وكرامةً لأمتهم فمن اللازم أن نقرأ سيرتهم لكي نسير على خطاهم ونتأسى بسيرتهم.

 فكيف إذا كان أحد هؤلاء العظماء... أحد أعلام هذه الأمة....  من عايشناه في زمننا وعرفناه عن قرب،  فمن الأولى أن لاننتظر إلى الأجيال اللاحقة لكي تدرس منهج هذا العظيم لتنهل من معين فكره.

فراحلنا الكبير سلطان المؤلفين المجدد الثاني الإمام السيد محمد إبن المرجع الكبير الميرزا مهدي الشيرازي قدس سرهم الشريف هو أحد عظماء هذا العصر..

الراحل الشيرازي الكبير أصبح شخصه مغيباً عنا...... ولكن فكره ومنهجه حي ينبض بالحياة..... فسماحته لايخص أناس دون غيرهم فهو فخر للتشيع لأنه ينتمي إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهو من سلالتهم رضوان الله تعالى عليه...

حينما يشار في تأريخ العلماء فهو مفخرة للإسلام لما سطره طوال سني حياته أكثر من ألف وثلاثمائة كتاب موسوعي أو فردي.

 وحينما يتم التحدث عن تأريخ  العظماء الذين سطروا ملحمة فكرية لإنتشال الإنسان من من عبودية الإنسان على إختلاف مللهم  يشار إلى سماحته بالبنان فطالما جاهد بقلمه ولسانه،  فلا تجد كتاباً لسماحته إلا ويشير فيه إلى الأخوة والحرية مصداقاً لقول إمام المتقين  الإمام علي بن أبي طالب علية السلام فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق "

 بعد ست سنوات من رحيل الإمام الشيرازي أعلى الله مقامه الشريف إلى الملكوت الأعلى من اللازم علينا أن ندرس هذه التجربة الفريده التي خاض غمارها سماحته  رضوان الله تعالى عليه لأكثر من نصف قرن  دون كلل أو ملل.

 كيف إستطاع سماحته كفرد أن يؤسس أكثر من سبعمائة مؤسسة على مستوى العالم بجهود لايستوعبها العقل البشري..... كيف  يتم رعايتها من قبل شخص واحد وهو أحد مراجع التقليد... تقلده الملايين على مستوى العالم، ومعروف عن التزامات مرجع التقليد من الإفتاء والتدريس.....

وليس ذلك فقط تراه كاتباً شرهاً حتى أصبح اليوم أكبر كاتب موسوعي في جميع الحقول من الناحية الكمية والعددية.....  والمجال لايسع أن نسهب في الكلام....

 فبهذه المناسبة الأليمة للذكرى السادسة لرحيله رضوان الله تعالى عليه، والتي جرحها لازال لم يندمل في قلوب المؤمنين نجدد العزاء لصاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر أرواحنا لمقدمه الفداء ولجميع الحوزات العلمية ولمراجعنا العظام دام ظلهم الشريف وبالخصوص عميد الأسرة الشيرازية سماحة المرجع الديني الإمام السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف.

وبعد نهاية التلاوة العطرة وقراءة الفاتحة لروح الإمام الشيرازي العظيم ولجميع المراجع العظام تقدم عريف الحفل الأستاذ عبدالله الأصيل ليعرف بشخصية صاحب الكلمة الرئيسة في الحفل التأبيني ,, سماحة الشيخ فيصل العوامي..

وكانت كلمته بعنوان "  كيف نواصل ما بدأه الإمام الشيرازي "

وقد أستهل  حديثه بالسؤال التالي ً : كيف يمكن أن نواصل مابدأه الإمام الشيراي قبل قرابة خمسين عاماً ؟ ولفت سماحته بأن هذا السؤال محوريا يكلف الجميع مسؤلية خاصة.....

صياغة السؤال " كيف يمكن لهذه المدرسة الشيرازية أن تستمر إلى أن تحقق أهدافها ؟

فقبل أن يجيب سماحة الشيخ العوامي على التساؤل أشار إلى أن مرجع قضى وطره في هده الدنيا ومات وأنتهى كل شيئ، كل حامل راية إذا مات يحمل رايته شخص آخر، فلماذا نجدد الذكرى لمثل هذا المرجع فهنا نعود للسؤال.

فهنا مقدمات ثلاث :

1- الإنتماء إلى هذا المرجع الكبير الذي وضع بصمات خاصة ليس مجرد تقليد ورجوع للفتوى وإنما كان عبارة عن تعاقد مسيرة نهضوية واحدة من باب الشراكة مع الجميع، والعلاقة الطويلة مع سماة السيد هو نعاقد مع مجموعة من الصغار والكبار، لإحداث نهضة في هذه الأمة، وبالتالي حتى لو لم يكن إمنداد مرجعي لسماحة السيد والآن هناك إمتداد مرجعي كان لابد أن يطرح السؤال، وإلا لما كان لداك الإنتماء أو التعاقد قبل حين أي معنى.

2- وإن لم يكن الإمام الشيرازي هو الوحيد الذي بنى هذا الجمع لأن لايمكن لأي إنسان لوحده أن يبني  كل شيئ، الإمام الخميني لم يكن هو الوحيد الذي بنى إيران والجمهورية الإسلامية في إيران، وإنما كان معه رجال ولو لم يكن معه رجال لما أستطاع أن يبني  إيران، لهذا فإلإمام علي عليه السلام حينما خدله الجمع جلس في دارة أصبح جليس البيت والدار ولهذا الإمام الحسن سلم الراية لمعاوية لأنه لارجال، حتى أن الآية الكريمة " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار.... حتى مشروع النبي الأكرم نجح بالرجال، لهذا ا أقول و حتى وأن لم يكن الإمام الشيرازي هو الذي بنا هذا الكيان الضخم لوحده  لكن هو قائد هذا الركب، وفي كثير من الأحيان إذا مات القائد تموت المسيرة.هل نسمع للحسينين صوت في هذا الزمان، عمر المختار حينما قتله الإيطاليون ماتت المسيرة لعشرين عاماً، لذا السيد الشيرازي القائد الفذ كان هو الأب لهذه المسيرة.

3- نحن ضد الصنمية والشخصانية لكننا مع تفعيل قيم النهضة، يعني نحن عندما نخلد ذكرى هذا الرجل العظيم لانعني من ذلك الصنمية أوالشخصانية وإن كان مثل هؤلاء العظام لأنه  أقل لمسات  الوفاء عند المجتمعات، لكن المعنى الأساس الذي نريد أن نصبو إليه.

 لذا نحن معى إحياء قيم معاني النهضة ولا بد أن يذكر الرجل حتى تشخص القيم ولهذا من الخطأ الكبير أن تغيب رجالات النهضة لأن النهظة بذاتها تغيب.

لذا حينما غيب قائد النهضة قائد ثورة العشرين الشيخ محمد تقي الشيرازي غابت قيم النهضة في العراق حتى هذا اليوم.

لذا فالعواطف قد تجعلنا نغيب رجالات النهضة بالتالي تغيب قيم النهضة ونعود للسكون مرةً إخرى وكأن شيئاً لم يكن، لهذا أقول بأن لابد من المحافظة على رجالات النهضة في العالم الشيعي فقادة هذه النهضة هم الذين صنعوا الصحوة في العالم الشيعي وحداري أن نغيب أحد الأشخاص، نحتفظ بملاحظاتنا ونسعى للتطوير ولكن حذاري أن نغيب أحد رجالات الصحوة.

لهذا نطرح ونحيي هذا الرجل العظيم لأنه من صناع الحدث في العالم الإسلامي والشيعي، إنطلاقاً من هذا نطرح من ذلك نطرح هذا  السؤال : كيف نواصل مابدأه الإمام الشيرازي، أي كيف نحافظ على حيوية المدرسة الشيرازية في المحيط  الذي نعيش فيه.

فأجاب سماحته على ذلك التساؤل من خلال النقاط التالية :

1- أولاً أن لانكتفي بحماس الجمهور وإنما ننتقل من عالم الإثارة والشعار إلى عالم الدراسة والنقد، أي نحول عطاءات هذا الرجل الكبير إلى مدرسة علمية، هذا هو الذي يحافظ على هذه المسيرة، أما لو بقينا على حالة الشعار يفقد الحماس والأجيال اللاحقة لاتحافظ على المكتسبات لأنها لم تصنع تلك الإنجازات، لذا أن نحول هذه المسيرة إلى مسيرة علمية لأنها علمية.

2- أن نحول فكر هذا الإمام الكبير إلى  فكر أمة يعنيي بدل أن يكون فكر شخص وهكذا يفكر هو رضوان الله تعالى عليه،لأننا لو حصرنا في الفكر في شخص السيد صار في الفكر لفئة وعلى مر السنين يتقلص، وهنا مثال على ذلك سئل إبن سماحة الإمام الراحل آية الله السيد مرتضى الشيرازي حفظه الله  هل يوجد لديكم مشروع للحفاظ على تراث السيد فأجاب أن الوالد رضوان الله تعالى لايفكر بهذه الطريقة ,انه  يرى أن الفكر الذي يحمل لكل الناس، فكان يطوف حول بعض الشخصيات والمرجعيات والمفكرين لبث بعض الأفكار لكي يحملوا هذا الفكر.

وترى سماحتة لايصر أن يحمل فكره بإسمه وهناك شواهد كثيرة. والآن أصبحت مسؤليتنا كي نطوع هذا الفكر لكي يكون لكل الناس.  وذكر سماحته بأن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله لو أن كل الشخصيات والمرجعيات لو عرض فكر سماحة السيد عليهم بألفاظ هم يرونها لقبلوه بكيفية معينة  ومثل بأمثلة عدة على ذلك.

لهذا أقول يمكن أن يكتب لهذا الفكر الحياة وتلقائياً أن يخلد أسم صاحبه إذا أستطعنا أن نحوله إلى فكر ممارس.

وحتم كلمته بالدعاء أن يرفع درجات هذا الإمام العظيم وأن يجعلنا من السائرين على نهجه ببركة الصلاة على محمد وآل محمد.

أوبريت "تواعدك الشمس"

كما قدمت فرقة رسول الله  - أداء الرواديد ابويوسف محمد الجمعان و ابوحيدر علي الامرد و يحيى الصويلح و احمد الجمعان و بمشاركة الشبل عبدالله الامرد - أوبريت بعنوان تواعدك الشمس وكانت مشاركة إبداعية بكل معانيها حيث أبهرت الحضور ويمكن أن يقال بأنها من أروع المشاركات الرثائية على مستوى المنطقة.

كلمة مؤسسة أهل البيت:  الإمام الشيرازي قدس سره تاريخ حي ونهضة مشرقة

بدوره قدم سماحة الشيخ علي القطان كلمة مؤسسة أهل البيت عليهم السلام بهذه الذكرى، حيث تحدث قائلا:

أحدث فقد الإمام الشيرازي قدس سره فجوة كبيرة في الحركة الدينية المعاصرة باعتبار أنه عالم قائم بعلمه داعي إلى منهج ربه صادق في ما يقول و يفعل وهو يعتبر الوجه الجديد للحركة الدينية المعاصرة.

لقد كان يطل علينا مع إشراقة كل يوم برؤية جديدة وكتاب جديد ويجيب على الأسئلة والمتطلبات الإسلامية المعاصرة   بسيل من الرؤى والأفكار والمشاريع. وبنفس المقدار يقدم أمام الهدف الذي يتوجه له سيل من المقدمات والوسائل.

الكثافة في التأليف والتفكير والإنتاج والتأسيس سمة بارزة في الإمام الشيرازي قدس سره. إننا أمام حالة لا تتكرر إلا في قرون متطاولة. فيحق لنا أن نقول الإمام الشيرازي تاريخ حي ونهضة مشرقة.

قراءة في الشخصية:

التاريخ والنهضة تحمل جانباً كبيراً من شخصية قائدة ونحن أما شخصية يمكن الإكتفاء في وصفها بأن يقال هو ولي من أولياء الله ولذا نجد أخاه المرجع التقي آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في أول كلمة تأبين يصفه بأهم ما يتصف به متصف من تقوى وزهد وورع وتفاني في سبيل الله وما يتصل بهذا من صفات.

يقول نجله آية الله السيد مرتضى الشيرازي حفظه الله: (كانت حياته (رضوان الله عليه) تجسيداً حقيقياً لمن نذر نفسه لله

أنا شخصياً رأيته مرات عديدة، ليس مرة أو مرتين، شاهدته بعد يوم حافل بالنشاط والحركة والكتابة والتأليف وإلقاء سلسلة من المحاضرات، بعد هذا اليوم الحافل بالنشاط كان يلجأ إلى النوم في الساعة العاشرة مساءً أو العاشرة والنصف تقريباً، إلا أنه بعد نصف ساعة كان ينتزع نفسه من الفراش انتزاعاً، فكان يستيقظ وهو مرهق أشد الإرهاق، وهو مكدود وهو بعد لما يكتف من النوم، بعد يوم حافل فإنك تحتاج إلى ساعات من النوم لكي تستعيد حيويتك ونشاطك، إلا أنه كان ينتزع نفسه انتزاعاً من الفراش، وكان يتكئ على الجدار ويذهب ليتوضأ ويعود لينشغل بالكتابة حتى الصباح، وبركعات تتخللها أيضاً وبذكر الله جلّ وعلا، وأحياناً أخرى كان يتمشى لكي يتمكن من التفكر فيما يكتب.

كانت حياته (رضوان الله عليه) تجسيداً حقيقياً لمن نذر نفسه لله،....هكذا أولياء الله، على حسب تعبير الإمام : (بنفوس أرواحها معلقة بالملأ الأعلى)، لا يفكر في هذه الحياة ولا في لذائذها ولا في شهواتها، كلّ ما يفكر فيه هو أن يقدم أكثر فأكثر.. لرفع راية أهل البيت  في العالم أجمع).

يقول عنه نجل الإمام السبزوراي صاحب تفسير مواهب الرحمن الشهير أحد الأعلام الكبار في عصر المرجعيات في النجف الأشرف يقول : (إنه حجة إعرفوا قدره ) وينص على معرفته الواسعة بمناهج السلوك إلى الله وأنه أحد الممارسين الكبار لهذا العلم ويقول أيضاً : (بأنه كان يمتلك الكثير من الأسرار والعلوم الغريبة التي لم يطلع عليها أحد).

وحظي بالكثير من أجل ذلك بالكثير من توفيق الله سبحانه وتعالى ذلك الطفل الذي قضى شطراً من طفولة في النجف يستنشق من أريج الإمامة روح العلم ويأخذ من سلوك علماء كبار تجربته الروحية حيث بقي تسع سنوات من صباه ثم في كربلاء وعن هذا الصبا يقول الأستاذ نظير الخذرجي: عرفته منذ أن كنت صغيرا نزعجه وأطفال الحارة بزعيقنا ولعبنا عند باب بيته في زقاق الصفّارين (عقد الصفافير) في كربلاء المقدسة، حتى إذا خرج من داره لأداء صلاتي الظهر والمغرب في الصحن الحسيني الشريف، أكببنا على يده نقلبها ونقبلها بوصفها يد ممتدة الى سلالة النبي الأكرم محمد  الذين أمرنا الله بالمودة إليهم، فلا يمتنع من ذلك رغم تلوث أيدينا بتراب الأرض صيفا وشتاءاَ، وربما تأثرها بنجاسة الأرض، ولا لأنني كنت وأولاد الحارة ضيوفه الدائمين، ندخل بيته بلا استئذان ونقبل يده طمعا في الحلوى التي وضعها لأولاد الحارة يقدمها لهم كل يوم، وإذا تناول احدنا حلوى واحدة والخجل يغطي وجه، تبسم في وجوهنا ودعانا وبإصرار الى أن نأخذ من الحلوى بما تستوعبه يدانا، ودسّ في جيوبنا المزيد، وجرت العادة على ذلك كل يوم تقريبا حتى غادرنا الى الكويت كما غادر موسى وطنه خائفا يترقب، يلاحقه حكم بالإعدام أصدره نظام بغداد مطلع السبعينات.

قراءة في تاريخه الحي ونهضته المشرقة:

المفردات التي تفسر الإمام الشيرازي قدس سره تشبه اللغة كثيرة وثرية وعظيمة وجميلة وتعطي ثراء للعقل والفكر والقلب. ولكن يمكن أن نختصر لأنفسنا في كل سنة رؤية ومع كل ذكرى كلمة فهو:

• تاريخ حي

• ونهضة مشرقة

وقراءته تتطلب أن نقرأه التاريخ والنهضة وإشراق هذه النهضة وإطلالها على الأجيال والعصور القادمة والأهم دخولها كأحد عناصر التمهيد لظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه.

ففي قراءة التاريخ:

1. هو تاريخ طويل ممتد لخمسة وسبعين عاما مفعم بالتجارب المستفادة من تاريخه الشخصي والعائلي والحوزوي والجغرافي والتاريخي العام والمغير لمسار التاريخ نفسه

2. وهذا التاريخ حي ناشط لم تتخلله أي فترة من الركود بل هو سيرة مليئة بالحياة والحيوية

وفي قراءة النهضة "نهضة مشرقة" :

1. هو نهضة رافضة لأي تبرير للقعود فلم يكن بالشخصية التي تقبل الجمود على الواقع المتخلف كان شخصية ناهضة بكل ما للكلمة من معنى.

2. وهذه النهضة مشرقة واضحة على شيء كبير من البينة والوضوح أشرقت على الذات والغير لم يحتج الذين عاشوا معه ولا الذين سمعوا عنه أو قرؤوه إلى أي مخرج لتفسير عدم نشاطه لأنه تاريخ نابض بالحياة والنشاط والحركة.

ليس هناك حاجة لتبرير تقاعسه أو عدم فعله فقد كان كله عمل ونهضة وإنهاض كما أنه لم يكن ليقنع نفسه بأي مبرر من مثل حفظ النفس أو الجماعة وإبعاد الأذى عن عائلته وأقربائه وأصدقائه ليكتفي بمجرد إسقاط الواجب بالإفتاء والتأليف وإلقاء الدروس وغيرها من الأعمال التقليدية ولسنا بعيدين عن الواقع عندما نقول أن حتى أعماله التقليدية كانت أبعد ما تكون عن التقليد والجمود.

فلم يكن عنده أي حالة من حالات الاقتناع بالوضع القائم أو الإدعاء بحفظ منجزات الوضع القائم أو التحفظ على الحالة القائمة عما يمكن أن يكون أسوأ.

هذا التاريخ كأنه بركان أو سيل متواصل أو قلب لم يخلق ليتوقف وهذا ما سيجعله يطل على كل عصر وكل ذكريات تاريخ النهضة أو تجربة من تجاربه أو عصر من عصوره أو مرحلة من مراحله.

وفي تفسير التجربة:

انطلق الإمام الشيرازي من حاجة الغير وليس من حاجات نفسه فكان ينطلق من الرؤية الجماعية ويحاول أن يبتعد عن الذاتية في النهضة ويأبى أن تختصر في فرد أو حركة فردية أو نشاط فردي ولعل هذا أحد جهات التفسير لتوجهه إلى شورى الفقهاء وللتفكير المؤسساتي.

ودائماً يمكن أن نلجأ للمنطلقات الفكرية والرؤية التي يؤمن بها وممارساته فلم يحب أن ترتبط المؤسسات أو الأنشطة باسمه بل ربطها بأسماء أصحاب الفضل الحقيقيين وهم الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين فهو لا يعتبر لنفسه أي فضل.

وأراد في حب قل نظيره في عصر الكراهية والتشتت والحروب أن يجتمع للشيعة مرجعية واحدة في قيادة الحياة.

وأما إشراقة هذه النهضة وإطلالتها على الأجيال:

فمن فلسفة التاريخ إلى العولمة الحاضرة إلى فقه المستقبل نرى الإمام الشيرازي في اتصال الرؤية فإشراقة النهضة تتصل بالعولمة والمستقبل وتحليلاته المستقبلية و تنبآته ثم في الأساس اتساع الرؤية واتصال التجربة بأجيال الغد لأن تاريخه حي ونهضته موجودة من خلال نوعين من المكونات:

1-الفكر المتطلع والذي سبق عصره من خلال جملة كبيرة من المؤلفات المتصلة بهذا الجانب كالفقه الجديد المتمثل في فقه الإجتماع والإقتصاد والسياسة وفقه الإعلام وفقه المستقبل وفلسفة التاريخ وغيرها مما يمثل الفكر النظري للإمام الشيرازي قدس سره من ناحية تأصيله مضافاً إلى ما يعتبر دستور النهضة كالصياغة الجديدة والسبيل إلى إنهاض المسلمين وممارسة التغيير وغيرها وهذا الفكر يمتاز بالتماسك والتواصل والأصالة في 1600 كتاب.

2-مشاريعه القائمة والتجارب التي تتناسب وعصر النهضة المعلوماتية وتطور العلوم الاجتماعية والإنسانية في ظل هذه النهضة والتي امتدت على ساحة واسعة من العالم ككل فضلا عن العلام الإسلامي حيث بلغ عدد المؤسسات إلى ما يقارب 750 مؤسسة مضافاً إلى مجلات ونشرات كانت تصدر في كربلاء تختلف في الخطاب والمادة والفكرة. فأسلوبية العمل كانت جديدة وعلمية وعملية وقد غدت ا لتجربة العملية القائمة نمطاً غير تقليدي ولعل أحد أشكال هذا العمل فكرة الممثلية المرجعية والتي تمثل فكرة السفارة الإسلامية وغيرها الكثير من أساليب العمل الجديد في كافة الحقول.

جانب من مشاريع الإمام الشيرازي في قم:

مشاريع الإمام الشيرازي تصل إلى 750 مؤسسة تتنوع هذه المؤسسات على الشكل التالي:

1-الحوزات والمدارس

2-المساجد

3-الحسينيات

4-المجلات

5-أنشطة مالية تتمثل في الصناديق الخيرية والإشراف على تشجيع أهل الخير على الإسهام في الأعمال الخيرية كتزويج العزاب وكفالة الأيتام ودعم الفقراء وطباعة الكتب وبناء المؤسسات وما إلى ذلك.

وسنمثل لمجالين:

الأول المجلات ومنها :

الأول- الأخلاق والآداب. الثاني- القرآن يهدي. الثالث- نداء الإسلام.

الرابع- صوت المبلغين.الخامس- أعلام الشيعة. السادس- مبادئ الإسلام باللغة الإنكليزية.السابع- صوت العترة. الثامن- ذكريات المعصومين. التاسع- صوت الإسلام.

العاشر- أجوبة.الحادي عشر- منابع الثقافة الإسلامية.

ونلاحظ على هذه البرامج تهتم بقضايا:

1-التبليغ2-الثقافة الشيعية3-المرأة4-قضايا المبلغين5-المرأة وقضاياها العصرية

6-الطفل والتربية وما يتصل بالطفولة من قضيايا7-الفقه والعقيدة والقرآن والأسئلة الحرج فيهم.

والثاني: الصناديق الخيرية

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في طهران.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في أصفهان.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في تبريز.

صندوق سيد الشهداء(عليه السلام) للإقراض الخيري في رهنان أصفهان.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في مشهد.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في يزد.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام) للإقراض الخيري في قرجك ورامين.

صندوق سيد الشهداء( عليه السلام) للإقراض الخيري في آدريان أصفهان.

صندوق جواد الأئمة (عليه السلام) للإقراض الخيري في قم.

صندوق جواد الأئمة (عليه السلام) للإقراض الخيري فى كهك قم.

صندوق سيد الشهداء (عليه السلام ) للإقراض الخيري في مشهد.

ونلاحظ أن هذه الصناديق فقط في إيران وأما مشاريع كربلاء والكويت فهي وفيرة كثيرة ولعل الرقم الذي ذكرناه من مؤسسات الإمام الشيرازي قدس سره نقطة في بحر.

وننتهي إلى هذه النتيجة:

الحاجة القائمة لهذا الجيل أو للأجيال القادمة لا تتجاوز الإيمان العام بمقولاته و إعادة الالتفاف حولها واستثمارها.

وفي توصيل فكر التجربة الإسلامية والشيعية التي قدمها الإمام الشيرازي للأجيال، يبدو أن هناك عدم معرفة لدى شريحة من المجتمع بل والعالم الشيعي بالإمام الشيرازي قدس سره ومنشأ الرؤية الخاطئة هي عدم قراءة الإمام الشيرازي قدس سره  فحتى الشخصيات المثيرة للجدل التي نرى جانب من الخطأ في أطروحاتها بالرغم من عدم تأييدنا لها عندما تقرأ فإن القارئ يتأرجح بين التخطيء لهذه الفكرة أو التعاطف مع تلك الرؤية إننا بحاجة إلى تشجيع الرأي العام لقراءة الإمام الشيرازي قدس سره.

بل نتطلع إلى أن يتحول العالم الشيعي إلى قارئ جيد لكل قادته ولكل رموزه بل ولكل الأسماء التي تمر على التاريخ الشيعي وأن نتجاوز الرؤية الخاصة والتي تعني جماعة من الجماعات تجاه الشخصية التي يؤمنون بها.

إننا نتمنى أن يقرأ من لهم آراء خاصة في حركة الإمام الشيرازي قدس سره وأن يكتبوا دراساتهم في فكره وأطروحاته لنتخلص من النظرة أو الرؤية الأحادية في تفسير شخصيات ورموز وفكر ونتاج قادة الحركة الإسلامية ومن الضروري أن نتعامل مع الإمام الشيرازي قدس سره من خلال رؤية التشيع في التعامل مع أبناءه في أدب متصل بفكر التشيع في التعامل الداخلي والتجاذب المبني على الحب الشيعي.

و لاشك أن التاريخ كفيل بإنصاف أمثال الإمام الشيرازي قدس سره ولكن نريد لهذا الجيل أن يستفيد من هذا المنهج الذي قدمه الإمام الشيرازي خلال حياته الشريفة ولو في جانب منه إن مئتي عام طويل وبعيدة لنفهم الإمام الشيرازي ونقرأه لما لا نقرأه الآن.

وهذا التقديم يبرره عدم فصل الإمام الشيرازي قدس سره عن حركة التشيع والحركة الإجتماعية والفكرية والدينية والثقافية للشيعة فلا يجوز أن نعتبر الإمام الشيرازي قدس سره في خط الضد لأنه من صميم التشيع وجزء من تاريخ الشيعة في أقل تقدير بل هو إمتداد لحركة الإمامة كغيره من المراجع على أساس أن المرجعية هي الإمتداد الطبيعي لهذه المشروعية نعم يحق لكل قارئ أن يقدم تحليله العلمي الخاص في سبيل إثراء النهضة الإسلامية دون أن يمثل ذلك أي نوع من التحفظ في سبيل إعلاء قيمة الحق.

حقا أراد الإمام الشيرازي قدس أن يلخص خطه في النهضة والتجديد في فقه السلم والسلام فقه يمارس السلام في حقول النهضة والتغيير ويعالج القضايا من هذا الباب المشرق للإسلام فلندخل لفقيدنا الراحل كأجيال من هذا الباب الواسع الذي أراده فقيدنا الراحل أن يكون شعاره وعنوانه ومنهجه وطريقه تبعا لإرادة الإسلام.

سيهات تؤبن الامام الراحل تحت عنوان (عالمية الإسلام في فكر الإمام الشيرازي)

من جهة اخرى وبمناسبة الذكرى السنوية السادسة لرحيل الفقيه المجاهد، العالِم العامل، نابغة الدهر، المجدد الثاني، المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدّس سره الشريف، أقامت ديوانية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في مدينة سيهات الحجازية حفلاً تأبينياً يوم الخميس الموافق للسابع والعشرين من شهر شوال المكرّم 1428 للهجرة في مسجد الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، وذلك تحت عنوان (عالمية الإسلام في فكر الإمام الشيرازي).

حضر الحفل علماء وفضلاء الحوزة العلمية والشخصيات وجمع من المؤمنين والمحبّين لآل بيت النبوة الأطهار، وشارك فيه وفد رجالي ونسائي من جمعية أهل البيت سلام الله عليهم من مملكة البحرين.

تضمن الحفل الفقرات التالية:

• تلاوة معطرة من آيات القرآن الكريم تلاها الأستاذ حسين ربعان.

• قصيدة شعرية ألقاها الشاعر محمد جعفر آل إبراهيم.

• أنشودة جماعية قدّمتها فرقة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف من سيهات.

• أوبريت بعنوان (تواعدك الشمس) من تقديم فرقة الرسول صلى الله عليه وآله بالخويلدية.

• كلمة لفضيلة الشيخ فوزي السيف دام عزّه.

• كلمة للأستاذة الفاضلة زهراء مرادي من مملكة البحرين.

• مشاركة من الأديب محمد آل زايد.

• ختام الحفل مراث حسينية قرأها فضيلة الشيخ محمد المدلوح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15 تشرين الثاني/2007 - 4/ذوالقعدة/1428

اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1428هـ  /  1999- 2007م

annabaa@annabaa.org