مركز الزهراء بتورنتو كندا  يحيي ذكرى رحيل الامام الشيرازي (قدس سره)

أقامت مؤسسة المرتضى ومقلدين ومحبين الإمام الشيرازي (قدس سره) يوم السبت 12\11\2005 الموافق 9 شوال 1426 أحتفالا تأبينيا للذكرى الرابعة لرحيل الإمام الشيرازي (قدس سره) وذلك في مركز الزهراء (عليها السلام) بتورونتو كندا.

ابتدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها كلا من:

حسين الرادود

آغايا سبحاني

سيد فؤاد

فريد الرادود

بعد ذلك قدم العريف تعريف ونبذة عن سيرة الإمام الشيرازي (قدس سره)، بعد ذلك كانت كلمة البدأ لحجة الإسلام والمسلمين الشيخ فاضل المخزومي وابتدأ وتفضل بالقول أن اجتماعنا ليس لتعازي بعضنا بعضا وإنما جئنا لنستلهم من فكرالإمام الشيرازي ومنهجه وسيرته الوضائة على طول التاريخ فقد أتحف المكتبات بكتبه حيث ألف أكثر من 1200 مؤلف، وقد أسس مدرسته على أساس الأخلاق والتسامح والتواضع واللاعنف.

وهناك قصه معروفه حصلت للسيد في كربلاء أن السيد كان يمر من أمام دكان بزاز ويبدو أنه كان ليس على دين الإسلام، وكل ما مر السيد من أمام دكان هذا الشخص يسلم عليه وذلك الشخص لا يرد السلام وكل يوم على هذه الحالة إلى ان مل ذلك الشخص ففي يوم من الأيام سلم السيد وإذا بالرجل أوقف السيد وقال له لماذا تسلم علي أنا لا أعرفك ولا أريد أن اسلم عليك، فلماذا تصر كل يوم وتسلم علي، فقال له ألقي عليك السلام لأن ديني يوصوني بأن أسلم عليك فقال له الرجل عرفني دينك فأخذ السيد يعرفه الدين الإسلامي.

ولقد تكلم السيد بكل شيء وفي كافة المجالات، فمن الواجب أن نحي سيرة المجدد الشيرازي وأعني بالمجدد لأنه جدد بالأفكار وقد ابدع في التجديد حتى أن السيد المرعشي (قدس سره) بعد أحد الزيارات للسيد الشيرازي قال لن يعرف العالم منزلة السيد الشيرازي إلا بعد مأتي عام.

وتحدث عن فكرة السيد التي كان دائما يطرحها وهي التعددية السياسية، وهي أننا إذا اختلفنا في الأفكار ينبغي أن نجتمع وتتلاقا الخطوط بيننا لأنجاح القاعدة التي تقوم عليها الدولة الإسلامية وتكلم عن الشورى ومزج الشورى في كل مناحي الحياة، والحرية فالعراق يحتاج الى الحرية والتعددية فينبغي أن نرجع الى أهل الخبرة في هذا المجال.

وقد بنى مؤسساته الفكرية على قاعدة الأخلاق، فبالأخلاق كل شيء يقوم والعلم حيث كان مشروعه بناه على أساس الأخلاق والعلم.

كان يحمل السيد أمنيات ولكن هذه الأمنيات لم تتحقق وهي ثلاث:

1ـ أردت أن أسلم اليهود والنصارى، حيث جعل الله الحجية في الإسلام فنحن نستطيع أن ننشر الإسلام الى العالم بالحجج الدامغة عن طريق الفضائيات وغيرها.

2ـ أردت تشيع المسلمين

3ـ العمل على تثقيف الشيعة الى أعلى المستويات.

وهناك ثلاث نقاط تميز بها السيد الراحل وتكلم عنها الأب الروحي آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي في محاضرة له، وهي الأخلاق والاجتهاد والإخلاص.

قدم العريف بعد كلمة الشيخ نبذة عن مؤسسات الإمام الشيرازي رضوان الله عليه وكيف كانت جميع مؤسساته رغم كثرتها لا تحمل إي منها بأسمه وكان يصر بأن تسمى المؤسسات بأسم أهل البيت عليهم السلام وكان دائما يردد نحن نذهب وأهل البيت باقون.

بعد ذلك كانت هناك كلمة أخرى تفضل بها حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد ثامر الشوكي، تكلم فيها عن ولادة سماحة الإمام الراحل حيث قال: أن والد السيد الشيرازي توسل بسميه الإمام المهدي أن يرزقه ولدا، وبالفعل رزق السيد مهدي الشيرازي رضوان الله عليه اربع بنين علماء أفاضل.

وأضاف أن السيد ومنذ نعومة أضفاره نشأ في بيئة تعاقب عليها الطاغوت، ومع ذلك كان يستلهم من أبيه الدروس الفقهية والعلوم المختلفة حتى تصدى للزعامة الدينية وكان عمره آنذاك 33 عام في كربلاء ثم انتقل الى الكويت لمدة 9 سنوات وبعد ذلك الى إيران.

لقد تم مطارة آل الشيرازي على مر التاريخ حيث قضى الميرازا الشيرازي الكبير بالسم على يد البريطانيين أثر قيامه بثورة العشرين العراقية، ولم يسلم أيضا أخيه السيد حسن الشيرازي حيث استشهد هو أيضا على يد البعثيين، وطورد السيد الراحل وهكذا.

وأضاف أيضا أن السيد كيف صنع عظمته بيده وكيف خلد أسمه ليدوم ويدوم فقلة من الأسماء حفرت أسمها في التاريخ أما السيد فقد حفر أسمه في التاريخ باقتدار، لأنه ضحى بكل شيء حتى ذهبت 3 اصابع من يده لكثرة ما كان يكتب، فيبغي أن نستلهم منه الدروس والعبر.

بعد ذلك قدم العريف نبذة عن الفكر السياسي للسيد الراحل حيث استعرض فقرة من مقالة للكاتب جعفر محمد موسى حيث يقول الكاتب:

بعد ثورة العشرين الوطنية الكبرى في العراق التي كان من أهم نتائجها قيام الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 وبسبب الدور القيادي الذي قامت به المرجعية الدينية التي كانت عندها تحت زعامة الإمام محمد تقي الشيرازي، لتلك الثورة فقد عملت بريطانيا التي أجبرها الثوار على تغيير مخططها الذي رسمته للعراق بعد أكمال احتلالها له في عام 1918 والذي كان يتضمن فيها إلحاق ولاية البصرة بحكومة الهند البريطانية مباشرة، وتوطين ثلاثة ملايين هندي من طائفة السيخ في جنوب العراق لتغيير الطبيعة الديمغرافية والدينية والمذهبية، بعد وقوف شيعة العراق بوجه الإحتلال ورفضهم التعاون مع المحتلين، بعد ذلك عملت بريطانيا على رسم مخطط جديد للعراق يقوم على شقين:

الأول: ضرب القيادة الجماهرية لمسلمي العراق، المتمثلة بالمرجعية الدينية، وفك أواصر الإرتباط ووشائج الصلة بينها وبين قاعدتها الرئيسية في بنية المجتمع والشعب العراقي.

الثاني: رسم هيكل الدولة العراقية بالشكل الذي يؤدي الى حرمان الأغلبية الشيعية من تولي أية مسؤولية، وإبعادها عن لعب أي دور في رسم سياسة العراق وتقدير مستقبله كدولة وكوطن وكشعب.

وأضاف ولقد قامت بريطانيا بتنفيذ مخططها المشار إليه أعلاه، بشكل منهجي مدروس، بكل دقة في خضم هذه الأحداث، وخلالها ولد الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (رحمه الله)، ولكونه من أسرة توارثت العلم والأدب والجهاد في سبيل الله والأمة الإسلامية، ومن ضمنها العراق، فقد نشأ وكبر وهو يحمل هم الوطن، ومن بعد أن صار واحدا من أبرز المراجع الدينية على الساحة العراقية والإسلامية، أخذ على عاتقه مهمة إبقاء المرجعية الدينية كقائدة للجماهير المسلمة في العراق.

ويضيف الكاتب: فهو وفي معظم كتبه التي كتبها والتي تنوعت مواضيعها ومباحثها، تجد العراق حاضرا فيها، ونستطيع أن نقول ومن خلال دراستنا لتلك الكتب، أن منهج الإمام الراحل في تحليلة لتاريخ العراق الحديث لم يكن منهجا سرديا كما هو شأن معظم المؤرخين، بل كان منهجا تحليليا، تستطيع أن تلمس منه عمق الصلة التي تربط بين الكاتب وموضوع العراق وصدى ما يحمله له من حب.

بعد ذلك تقدم الى المنصة الرادود المتميز الشاب أحمد الكربلائي وانشد قصيدة للشاعر الأديب محمد علي النادب الكربلائي كان مطلعها:

ناعي فكدك صاح والمدمع جره                         صعب يومك على العترة الطاهرة

يا هلال الغاب من بيت الرسول                        وانفجع كلب النبوة والبتول

والفروع العشرة واستها الأصول                        ولغيابك اصبحت متكدرة

يا بو محمد رضا يا حامي الشرع                       يااللي نورك بكه على الدنيا يشع

عالي شخصك يااللي من حيدر فرع             نواسي طه والزجية وحيدره

بعد ذلك كانت هناك مشاركة للشاب المتميز هاني تقي باللغة الإنجليزية، تحدث فيها عن بعض وصايا الإمام الشيرازي قدس سره وهي:

1ـ التطبع بالأخلاق الحسنة

2ـ خدمة الناس

3ـ الدراسة والتحصيل العلمي

بعد ذلك كانت مشاركة الحاج علاء موسى الحلاق، حيث ابتدأ بذكر الآية الكريمة (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) وعن الإمام زين العابدين عليه السلام (اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره).

وأبتدأ حديثه بالقول: لا أريد أن أتحدث اليوم عن موسوعة الفقه للإمام الراحل التي بلغت 150 مجلد، ولا أريد أن أتحدث عن تأليفاته التي بلغت 1200 كتاب وكتيب كما لا أريد أن أتحدث عن مؤسساته الخيرية التي بلغت 750 مؤسسة خيرية في جميع أنحاء العالم، ما بين المدارس الإسلامية ودور النشر والحسينيات والمساجد والمستوصفات وغيرها.

وأنما أحببت أن أتحدث عن قضية حصلت لأحد الأخوة من لبنان ولم يكن ذلك الشخص برضى بأن تذكر هذه القصة الى أن طلبت منه وسمح لي أن أنقلها، وهي قبل 20 سنة تقريبا افتتح في مونتريال مركز إسلامي برعاية الإمام الراحل قدس سره، وكنت اريد أن ازوره ولكن بعض الأخوة نصحوني بعدم الذهاب الى ذلك المركز وعندما طلبت منهم التوضيح قالوا لي بأن المركز شيرازي، فاستغربت من ذلك ولم أكن أعرف السيد الشيرازي آنذاك وبدأت أتسائل أهو على غير مذهب أهل البيت أهو يختلف في الفكر وترددت أأذهب الى ذلك المركز أم لا، في الليل وإذا بي في عالم الرؤيا ولأول مرة في حياتي ارى السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وهي تقول لي تعال وانظر سوف يدخل الآن أحب الخلق الي وإذا بهالة من النور قد دخلت وإذا به الإمام الحسن عليه السلام فجلس عن يمين السيدة الطاهرة، بعد ذلك أيضا دخل شخص يشع نورا وإذا به الإمام الحسين عليه السلام فجلس عن يسار السيدة الطاهرة وبعد قليل دخل أيضا شخص فأشارت اليه السيدة الطاهرة بأن يجلس بين ا لحسن والحسين ولم أكن أعرف ذلك الشخص، فأفقت من منامي وأنا في حيرة من أمري، فذهبت الى شيخ وطلبت منه صورة للسيد الشيرازي فقال لي ما الأمر فقلت له فقط اريد ان أرى صورة السيد الشيرازي فيقول: فأدخلي الى مكتبه وإذا بصورة السيد الشيرازي معلقة على الحائظ فقال لي: هذه صورة السيد الشيرازي، فقلت هذا هو الشخص الذي رأيته في منامي وأجلسته الصديقة الطاهرة بين الحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، ومنذ ذلك الوقت لم يدخل الشك في قلبي تجاة طهارة هذا السيد العظيم لأنني قد رأيت بنفسي مقام السيد الشيرازي.

بعد ذلك القى قصيدة للشاعر السيد موسى الحيدري في رثاء الإمام الشيرازي قدس سره كان مطلعها:

أنى لشعري أن يصوغ رثاكا                    وأرى الحسين بقبره ينعاكا

فلطالما بدم بكيت مصابه                        فاليوم يبكيك الذي ابكاكا

وكان ختام الحفل التأبيني مجلس حسيني لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ علي الرميثي، استعرض خلالها بعض من أخلاق الإمام الراحل وكيف كان شديد التواضع وشديد التحمل حيث أنه قد تعرض لأشد أنواع المحن ورغم ذلك تحمل وصبر ولم يتخلى عن أخلاقه ولا عن دفاعه عن أهل البيت فنال اسمى مراتب الرفعة والسيرة العطرة.

وقد حضر الحفل جمع من العلماء الأفاضل سماحة الشيخ علي الرميثي من ونزر سماحة الشيخ محمد سعيد المخزومي من تورونتو سامحة الشيخ فاضل المخزومي من هاملتون سماحة السيد ثامر الشوكي من منتريال وكذلك جمع من المؤمنين والمؤمنات من مدينة تورونتو وضواحيها مثل هاملتون ولندن أونتاريو وونزر وكذلك حضروا أخوة من مدينة مونتريال للمشاركة بإحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الطاهرة) في مدينة تورونتو بكندا.