الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

بدء مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الامام الشيرازي من مدينة قم 

 

بدأت مراسم الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الامام الشيرازي قدس سره في مختلف دول العالم، فقد اُقيمت يوم السبت مساء الموافق 2 شوال المكرم 1426 للهجرة بعد صلاتي المغرب و العشاء، مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المجدد الشيرازي الثاني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره في مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه في مدينة قم المقدسة.

 و حضر هذا المراسم ممثلين عن بيوت المراجع الأعلام وجمع غفير من العلماء والأساتذة والفضلاء و طلاب الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ، وفضلاء من الحجاز والكويت وجمع من أهالي كربلاء المقيمين في طهران وإصفهان وشيراز ومشهد ويزد وكاشان وساوه وأهواز وجمع غفير من المؤمنين.

بدأت المراسم بتلاوة معطّرة لآيات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة المقرئ القدير السيد جعفر الشامي، بعدها استمع الحاضرون إلى كلمة الخطيب المفوّه فضيلة الشيخ أحمد معرفت الذي بدأ حديثه بعد مرثاة مختصرة ـ بتلاوة الآية الكريمة: «قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الإلباب» ثم قال:

حتى لو لم يكن بين أيدينا أيّة آية أو رواية في فضيلة العلم وفضل العلماء، فأنّ العقل وحده يحكم بذلك بنحو قاطع لا غموض فيه، وذلك لأن العلم مطلوب وحسن بنفسه وفضيلته عقلية و قطعية، بعبارة أخرى: إن عقل الإنسان يحكم بأفضلية العلم والعلماء ويرى أن العالم أفضل من الجاهل. و لكن مع هذا فقد صرحت الآية بذلك، كما أن هناك روايات كثيرة في هذا المجال عن نبيّنا المصطفى و أئمتنا صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، منها على سبيل المثال:

• عن الإمام أميرالمؤمنين أنه قال: «العلم حياة».

• وعن الإمام الباقر قوله سلام الله عليه: «عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد».

• وعن الإمام الصادق سلام الله عليه: «إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدّها شيء».

بعد ذلك أشار فضيلة الشيخ معرفة إلى جوانب مختلفة من شخصية المرجع الفقيد وقال:

أجل بموت فقيه كالمرجع الراحل يثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء.

و قال في جانب آخر من حديثه:

كلّ من كان على علم وفضيلة وتقوى أكثر كان معرّضاً للمصائب و المشاكل أكثر من غيره، و كلّ من كان مقرّباً لله تعالى أكثر كان نصيبه من البلايا والمحن أكثر، كما في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه:

«أشد الناس بلاءًً النبيون ثم الوصيّون ثم الأمثل فالأمثل».

ولهذا نرى أن النبي صلى الله عليه وآله تعرّض للتهم والافتراءات أكثر من غيره، كما تعرّضت سيرته وأقواله وشخصيته للهجوم من قبل الكذّابين والوضّاعين والمحرّفين، ومن قَبلهم الخرّاصون الذين بلغ بهم الحال أن أطلقوا عليه عبارات: ساحر، ومجنون، وكذّاب!

على سبيل المثال: يظنّ كثير من الجاهلين أن لفظة الاُميّين الواردة في قوله تعالى «هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آيات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة...» يقصد منها الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، في حين أنّ أئمتنا سلام الله عليهم يستنكرون ذلك.

«جاء عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا سلام الله عليه فقلت: يا ابن رسول الله! لم سمي النبي صلى الله عليه وآله الأمّي؟ فقال: ما تقول الناس (العامة) قلت: يزعمون أنه إنما سمي الأمّي لأنه لم يحسن أن يكتب، فقال سلام الله عليه: كذبوا عليهم لعنة الله، أنى ذلك والله يقول في محكم كتابه: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ و يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ» فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن، والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين [أو قال بثلاثة وسبعين] لساناً وإنما سمي الأمّي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله عزّوجلّ: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‏ وَمَنْ حَوْلَها).

ثم أشار فضيلة الشيخ معرفت إلى أنواع من التحريفات التي طالت شأن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته سلام الله عليهم وقال:

لم تقتصر تحريف المحرّفين على رسول الله صلى الله عليه وآله بل شمل أهل بيته سلام الله عليهم والتابعين لهم أيضاً. فعلى سبيل المثال: قال اولئك المحرفّون أن النبي صلى الله عليه وآله عندما تزوّج خديجة رضي الله عنها، كان عمرها أربعين سنة، وكانت قد تزوّجت قبله مرتين! في حين صرّح كثير من مؤرّخي العامة وكذلك

عدد كبير من علماء الشيعة أنّ النبي صلى الله عليه وآله تزوّج بخديجة وكان عمرها 28 سنة وكانت بكراً.

في حين أن هؤلاء الخرّاصون المحرّفون قد رسموا صورة لعائشة بلغت من الزيف درجة حتى لم يعد أكثر الناس يدري أنّها كانت متزوّجة قبل النبي من شخص آخر!

و قال شيخ أحمد معرفت في تتمة حديثه:

يكفي في مظلومية رسول الله صلى الله عليه وآله أنهم نسبوا إليه الهذيان في أخريات حياته فقال أحدهم: «إن الرجل ليهجر»ويظهر اليوم مع الأسف من ينكر ذلك، مع أنه ذكر في سبع مواضع من ما يسمى بصحيح البخاري.

كما يكفي في مظلومية رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته سلام الله عليهم أنّ أولئك الأشخاص الذين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وآله أنه ساحر ولم يؤمنوا به صلى الله عليه وآله طرفة عين، هجموا على دار ابنته بعد رحيله صلى الله عليه وآله مباشرة وارتكبوا كل تلك الفظائع! هذا مع أن النبي طالما وصّى المسلمين مرات ومرّات بأهل بيته سلام الله عليهم حتى عدّ إغضاب ابنته فاطمة سلام الله عليها عدلاً لإغضاب الله تعالى واستحقاق نار جهنم .

وكان الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه أشدّ الناس مظلومية، مع أن النبي صلى الله عليه وآله قد ذكر مراراً كثيرة وباستمرار بفضله وفضيلته وعظمته وشجاعته وعلمه وحلمه، فلقد نال من أولئك المشركين والمنافقين ما نال حتى كان يسميه أبوذر رضوان الله تعالى: «الشيخ المضطهد المظلوم»(9) وهکذا الإمام الحسن والأمام الحسين سلام الله عليه کانوا مظلومي عصرهم.

وأضاف الخطيب:ومن الظلم الذين ارتکبه المحرّفون من أعداء أهل البيت ادعاؤهم أن الأمام الحسن تزوّج بـ 300 امرأة ! ، بل بلغ ببعضهم القول إنه کانت عنده 700 زوجة !! في حين کان نفوس کل أهل المدينة يومذاك لا يزيد على (11000) شخص! والأمر المثير للعجب من حماقة هؤلاء المفترين ومن يصدّقهم أنه لوکان ذلك صحيحاً أوفيه بعض الصحّة، لاشتهر في التاريخ طعن معاوية للإمام الحسن سلام الله عليه في هذا المجال، مع أنا لا نرى في النصوص التاريخية أثراً يشهد على ذلك. وهذا کلّه يدلّ على أن هذه التحريفات قد وجدت ـ في الغالب ـ طريقها الى الکتب في عصر بني العباس.

وهکذا تعرض الإمام الحسين سلام الله عليه في زمانه لظلم الحکّام الظالمين والقوم الجاهلين، إلا أن مظلومية الإمام الحسين سلام الله عليه کانت هي الأبرز في مظلومية سائر الأئمة سلام الله عليه فترکت لوعة في قلوب محبيه وجميع الأحرار لا تطفأ أبداً.

ثم أشار فضيلته إلى مظلومية شيعة أهل البيت سلام الله عليه فقال: إحدى المصاديق البارزة لمظلومية الشيعة المأساة المروعة لهدم قبور أئمة آل البيت الطاهر في البقيع من قبل الفرقة الوهابية الضالة المضلة لعنها الله وأضاف:

وهکذا العلماء الصادقون وقع کلّ منهم فريسة لأنواع الظلم والجفاء، ولکن ذلك لم يجعلهم يتخلّوا عن أهدافهم الرفيعة لحظة واحدة.

وعرّج فضيلة الشيخ معرفت في الختام إلى ذکر مصاب مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها ومولانا سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ودعا الله تعالى أن يرفع درجات علماء الشيعة المجاهدين ومنهم آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره الشريف وأن يمن بالسلام والخير على المؤمنين والمومنات في شتى بقاع الأرض، وشكر باسم الأسرة الشيرازية الجليلة كل السادة والعلماء والأفاضل والمؤمنين الذين حضروا هذه المراسم.

المصدر: www.s-alshirazi.com

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا