الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا

 

هواجس سماحة الإمام محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)

بسام محمد حسين

ذكر نجل المرحوم آية الله السيد مرتضى الشيرازي أنه قال عن سماحته: (لقد كان عندي أمنيات ثلاث لم أوفق إلى تحقيقها):

الأول: كنت أريد أن أغير العالم غير المسلم إلى الإسلام.

والثانية: كنت أريد أن يكون المسلمون كلهم على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

والثالثة: كنت أريد أن أجعل الشيعة شيعة حقيقيين لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، ما أحوجنا إلى ذكرى وفاة المرحوم سماحته أن نعيد قراءة مشروعه الحضاري عبر أهداف كان قد حددها لنفسه في تحقيقها لكن وافته المنية قبل ذلك.

كتب سماحته للمسلمين الذين لو تغيرو لغيروا العالم بأسره، وبين المناهج التي تمكن النهضة الإسلامية من الإنطلاق، كي يسعى المسلمون في تغيير الغرب مستدلاً بمنهجهه

التركيز على الجانب الفطري في تغيير الغرب.

باعتبار أن الإسلام دين فطرة ولا يحتاج إلى مؤونة زائدة لإثبات أحقيته، وهذا من أهم ما يوجب هداية الغرب إلى الإسلام وشدد سماحته على الاهتمام اللازم والكافي لبيان أن الإسلام دين ودنيا، ويهتم بأمور الدنيا كما يهتم بالآخرة ويضمن سعادة كليهما.

وجواباً بالسؤال لسماحته كيف يمكن العمل على توضيح موقف الإسلام من أحداث 11 سبتمبر وأن تلك العمليات المروعة أساءت إلى سمعة الإسلام والمسلمين في الغرب؟

ج: إذا جعلت الحركة الإسلامية (السلام شعاراً واقعياً) لا دعائياً فقط، في القول والفعل والعمل والتأليف والخطابة والاجتماع فإنها تتمكن من التقدم حتى تشمل كافة بلاد الإسلام، وقد فشلت قبل هذا اليوم كثير من الحركات الإسلامية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي بسبب عدم التزامها بأخلاقيات العمل، والسلام، والتقدم، إن هذا الحركات يجب أن تكون لنا عبرة لكي لا نكرر أخطاءها، وعلينا أن نلتزم نحن أولاً بما نقوم به وندعو إليه وهو الإسلام القائم على اللاعنف والمحبة والرحمة بالجميع، وعالج سماحته ضرورة أعطاء الأجانب صورة صحيحة عن الإسلام عبر 1- تثقيف ملايين المسلمين المقيمين في البلاد الأجنبية 2- تأسيس وتكوين محطات الإذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف لتنشر التعاليم الإسلامية الصحيحة.

3- تأسيس مؤسسات التبليغ الإسلامي في كل دولة أجنبية، وتكون مهمة كل مؤسسة تكون فروع وممثلين عنها، مهمتهم بيع ونشر وتوزيع الكتب والمجلات، إلى جانب مهمة الاتصال بشعوب تلك البلاد وعن سبل تعميم السلام وإقامة عالم السلام والحرية والعدالة طالب سماحته إنهاء الآلة الحربية وأنواع الأسلحة وبالأخص أسلحة الدمار الشامل، وتحويل المصانع العسكرية إلى مصانع للأغراض السلمية إيماناً منه بأن أسلوب اللاعنف هو أفضل طريقة لقلع جذور الحروب والنزاعات والعنف بكافة أنواعه.

وتضمنت رؤيته كخلاصة حول السلم والسلام:

1- فلسفة السلام في الإسلام، من حيث المستند القرآني وسيرة النبي (ص) وأهل البيت عليهم السلام.

2- صلاحيات وضمان السلام ومبدأ اللاعنف ومساومتها للمسيرة التغييرية للمجتمع وأثرها على الواقع الخارجي.

3- مقومات السلام التي يسهم في إنجاح عمل الحركة التغييرية.

موضحاً أن السلام أحمد عاقبة وأسرع للوصول للهدف..

ومؤكداً على القول لا يجب على كل حركة تغييرية صادقة أن تتصف بالسلام وتجعل شعارها السلام كي تكون مورد ثقة الناس ولأن السلام يوجب التفات الناس كما يجب كبح جماح الأعداء، أما اللجوء إلى أي عمل عنيف فما يزيدها إلا افتراقاً عن الناس، ومشيراً إلى أن حركة اللاعنف التي تبناها وإن كانت صعبة جداً على النفس لكنها مثمرة جداً في الوصول إلى الأهداف، والعاقل يقدم الصعوبة على الفشل، وفي رؤيته الدقيقة الحكيمة لم يخصص سماحته باللاعنف في بعد السلاح فقط بل أوسع المفهوم ليشمل الكلمة والنظرة والحركة وغيرها وكذلك البعد الإعلامي فيقول: يجب أن نكون غير عنيفين وأن تعامل الآخر بأشد العنف، فإن اللاعنف وإن كان صعباً في مقابل من يستعمل العنف، إلا أنه محمود العاقبة.

  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء  | أتصلوا بنا