بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام علي (عليه السلام) لكميل بن زياد: ( يا
كميل مات خّزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم
مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة).
ها هي السنة الثانية تمّرُ علينا من رحيل الإمام
الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) والألم يعتصر قلوبنا لفراق هذا العظيم،
فهو لم يكن يمثل المرجع الديني فقط بالنسبة لنا بل كان أباً روحياً،
وأباً رؤوفاً رحيماً بنا، وكان يحيطنا بعنايته وتوجيهاته، ولم يكن يتركنا
نحتاج لشيء.
كان بحق يمثل أخلاق الرسول الأعظم (صلى الله عليه
وآله وسلم)، وأخلاق الأئمة الطاهرين من آله (عليهم السلام) في تعامله مع
الصغير والكبير، مع الغني والفقير، كان يعيش الإسلام في كل حركاته
وسكناته، ولم يكن يترك فرصة إلا وبلّغ فيها للدين الإسلامي الحنيف، وهذه
كتبه ومشروعاته شاهدة صدق على ذلك، وكل من جالسه وخالطه يعرف ذلك جيداً
منه.
ولذا من الواجب علينا تجاه هذا المرجع العظيم
(رضوان الله عليه) ما يلي :
1: إحياء ذكرى رحيله ،
ففيه نوع تقدير وإحترام لما قام به تجاه الإسلام والمسلمين، وفيه دعوة
لمبادئه وتعاليمه التي تمثل روح الإسلام الأصيل.
2: محاولة تطبيق الأسس
والمباديء التي كان يدعو لها في كتبه ومحاضراته من قبيل اللاعنف، والأخوة
الإسلامية، والأمة الواحدة .. إلى آخره. ففي ذلك السعادة لنا دنيا وآخرة.
3: طباعة كتبه التي
طُبعت، والتي لم تُطبع بعد، ولا يخفى ما في ذلك من الخدمة للدين الإسلامي
وللمسلمين.
4: دعم مشاريعه
القائمة، وكذلك التي هي في طور الإنشاء.
5: الإلتفاف حول مرجعية
أخيه الإمام آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله الشريف) فهو
الإمتداد الحقيقي للمرجع الراحل (قدس سره) ، وحامل اللواء من بعد الإمام
الراحل (رضوان الله عليه وأعلى درجاته)، وفي ذلك رضا الله، ورضا صاحب
الأمر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ولعّل فيما ذكرته تأدية لبعض حقوق
المرجع الراحل علينا، وعلى الأمة الإسلامية نسأل الله للفقيد الراحل
المغفرة والرضوان إنه سميع مجيب الدعاء .
محمد جعفر إبراهيم الدرازي
غرة شوال 1424 هـ
الدراز – مملكة البحرين |