العزاء الحسيني في لندن... |
أحمد خزعل، مجلة النور/ ص77 العدد 107، نيسان 2000/ لندن |
إن أول مجلس عزاء حسيني أقيم في بريطانيا كان في العام 1962 وذلك في (ريجنت موسك) القديم قبل أن يهدم ويبنى من جديد، وكان قبل ذلك قصراً لأحد اللوردات.. ولم تكن هناك مراكز إسلامية أو حسينيات، وحتى المسلمون الشيعة كانوا أقلية، حيث كانوا ينضمون إلى بعضهم البعض لقلة العدد... ويذكر السيد الشهرستاني أن أول من قرأ واقعة عاشوراء هو البريطاني عبد الله بنس هوبت، ولهذا الرجل قصة، حيث كان كولونيلاً في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات. وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية.. ولاحظ أن كثيراً من المسلمين الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية؛ مما آثار حب الاستطلاع لديه ودفعه لدراسة الإسلام، وبالتالي اعتناقه الإسلام على المذهب الإمامي الاثني عشري، وهو ما جعله محط اهتمام فيما بعد؛ ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص على أن تقام هذه المجالس، وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين (ع) في العاصمة البريطانية.. واستمر الوضع كذلك إلى أن تأسست الإدارة الجعفرية عام 1969 على يد جمعية الشباب المسلم، تلاه المجمع الإسلامي الذي أسسه المرجع الديني الراحل آية الله العظمى الكلبايكاني، وكان مركزاً لتجمع الجالية الإيرانية.. وبسبب هجرة الكثير من أبناء الجاليات الإسلامية، كالعراقيين والباكستانيين والهنود (الخوجه) والإيرانيين واللبنانيين، في أواخر الستينات وبداية السبعينات؛ ما أدى إلى تزايد أعدادهم بحيث لم يعد ممكناً أن يضمهم مركز واحد؛ لذا أخذت كل جالية بإنشاء مركز خاص بها. ومع نمو العدد وتوزع المهاجرين على معظم المدن البريطانية، فقد تزايدت أعداد المراكز الإسلامية والحسينيات في بريطانيا، وأصبح للجالية الواحدة العديد من المراكز والحسينيات. ومن هذه المدن برمنغهام ومانشسيتر وليدز وليفربول وأدنبره وكلاسكو وكارديف وسوانزي وغيرها من المدن البريطانية الأخرى.. ومن المراكز المعروفة في لندن مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، وفرعها في سوانزي، والمركز الإسلامي، ودار الإسلام، ومركز أهل البيت، وموكب أهالي النجف، والمجلس الحسيني، وحسينية الرسول الأعظم، ومركز ستانمور، ومحفل علي، ورابطة أهل البيت، والمعهد الإسلامي.. إضافة إلى العديد من المراكز والمؤسسات الإسلامية التي تنتشر في معظم أنحاء بريطانيا. ولا تقتصر مجالس العزاء على المراكز أو الحسينيات، فهناك أيضاً المجالس التي يقيمها بعض الأفراد في بيوتهم خلال شهري محرم وصفر وفي المناسبات الدينية على امتداد السنة وذلك إحياء للمناسبة.. ويقتصر الأمر على عدد محدود من الأصدقاء والأقرباء لضيق المكان، وهو أمر اعتاد عليه البعض في بلدانهم الأصلية، واستمروا عليه في بلدان المهجر.. وتقام في لندن سنوياً مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم، وتنطلق من الهايدبارك وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة.. |