شبكة النبأ:
يتجسد دور الخدمة الحسينية في التكافل والتضامن الإجتماعي جلياً
واضحاً في عاشوراء فنرى بذل الطعام وسقاية الماء وتقديم كل ما
يحتاجه الزائرين، من العوامل المهمة التي تساعد في تفعيل مبدأ
التكافل الإجتماعي بين المسلمين وإرساء حالة المحبة والمواساة
والتكاتف بين أبناء المجتمع.
من هذا المنطلق أجرت (شبكة النبأ
المعلوماتية) تحقيقا للوقوف على مقومات هذه المبادئ السامية وأثرها
في التربية النفسية القويمة.
اول من التقينا به الأستاذ (علي
كاظم)، وكيل قسم الإعلام في الروضة الحسينية المطهرة لنبدأ بسؤاله
عن صفات المسلم الذي يقوم على الخدمة الحسينية، فقال: من أهم
الصفات هي ضرورة التحلي بالأخلاق الحسينية لأن الخدمة الحسينية شرف
عظيم، فالإمام الحسين (ع) تخدمه الملائكة ونحن خدام لزوار الحسين
(ع)، ولهذا ينبغي على الذي يقوم بهذه الخدمة المقدسة ان يقدم ما
يرضي الإمام الحسين من خلال خدمة زواره وتقديم العون لهم.
وعن الغرض الأساسي من بذل الطعام في
محرم الحرام قال الاستاذ الوكيل مبينا: إن إطعام الطعام من
المستحبات الأكيدة ضمن باقة الشعائر الحسينية الخالدة، فيقوم أصحاب
المواكب والهيئات بإعداد وجبات الطعام للزائرين ويجعلوها ثواباً
بإسم الإمام الحسين (عليه السلام) وهي خير دليل على الذوق الرفيع
للقائمين على تلك المواكب، ولابد لهم أن يقصدوا القربة الخالصة لله
تعالى.
اما عن دور الكربلائيين في خدمة
الزوار الوافدين فحدثنا الاستاذ الوكيل قائلا لـ(شبكة النبأ): يقوم
الكربلائيون بخدمة زوار سيد الشهداء على مدار العام، فنراهم يدخرون
الاموال ليبذلوها على زوار الإمام الحسين (ع) فيعتبرونها كضريبة
عليهم الإلتزام بها، فيكون إستعدادهم في عاشوراء أكثر إستعداداً
للبذل والعطاء، فلقد تربى الإنسان الشيعي على تجاوز الحاجز المادي
فنرى الكثير من العوائل على الرغم من دخلهم المادي المحدود إلا
إنهم يدخرون بعض الأموال لبذلها في عاشوراء بإسم الإمام الحسين
(عليه السلام ).
ثم انتقلنا الى (الشيخ حسن عبد الله
الجشعمي)، استاذ في كلية الإمام الحسين (ع) للخطابة لنسأله عن
اهمية صندوق التبرعات كفرع حيوي من مصاديق التكافل والتضامن
الاجتماعي، فقال لـ(شبكة النبأ): صندوق التبرعات يكون بإسم الإمام
الحسين (ع) ويكون إبتداءً في المنزل والحسينيات والهيئات، حيث يكون
التبرع بحسب إمكانية الشخص المتبرع، وإن كان ذو دخل محدود يساهم
ولو بالشيء البسيط، وتنفق وارداته على مجالس العزاء وتدفع منه أجرة
الخطيب وتهيئة الطعام للزائرين، حيث أن هذه المبالغ لها الدور
البارز لإنجاح المأتم الحسيني وإظهاره بالمظهر اللائق بما يتلائم
مع عظمة صاحب المصيبة.
وعن أهم مصاديق الإستفادة من صندوق
التبرعات بين الشيخ الجشعمي: ان من أهم مصاديق الإستفادة من صندوق
التبرعات مساعدة الشباب العزاب على الزواج بتوفير بعض المستلزمات
الضرورية، لإن العزوف عن الزواج بسبب الضروف المعيشية الصعبة من
أهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع ويكون المعيار في ذلك إلتزام
الشاب ديناً و خلقاً.
ويجب على الجهات المسؤولة أن تولي
هذا الأمر الكثير من الإهتمام لما له من إنعكاسات مؤثرة على
المجتمع، بالإضافة الى ذلك فإن جزء من هذه الأموال ينفق على المرضى
والمحتاجين خصوصاً الذين تستلزم حالاتهم العلاج خارج العراق، ويكون
ذلك ولو بتوفير نصف المبلغ لهم، ونقوم أيضاً بمساعدة العوائل
المتعففة و الأرامل واليتامى فنذهب لزيارتهم وتفقد أحوالهم فيكون
الدعم مادياً و معنوياً.
وعن اهمية المجالس الحسينية في حياة
الأمة الاسلامية وكيف تعالج الإمور تربوياً وإجتماعياً، تحدث الشيخ
الجشعمي قائلا لـ(شبكة النبأ): إن أهمية المجالس والمآتم الحسينية
وفائدتها تكمن في تثقيف الأمة وتوعيتها وهديها وإرشادها الى الحق
ومعرفة قيم الدين ومفاهيم الأسلام، لذلك فإن لها دور مهم في بناء
حياة الشعب وهي ضرورة من ضروريات الحياة التي من خلالها نعالج
المسائل العقائدية والتربوية والفكرية والإجتماعية والثقافية وحتى
الإقتصادية والأمنية.
واضاف، على الخطيب الحسيني أن يكون
على قدر عال من المسؤولية في ان يجعل من قضية الإمام الحسين (ع)
شعلة وضاءة للوعي الأخلاقي وينبوعاً ينهل منه المتعطشون لمعاني
الخير والفضيلة لأن ثورة الحسين (ع) خالدة ومتجددة وتزخر بالعطاء،
فضلاً عن ترسيخ مفاهيم الشجاعة النادرة والمواقف الإنسانية التي
وقفها الإمام واهل بيته واصحابه (عليهم السلام).
(السيد حسن الهاشمي) من دائرة إعلام
الروضة الحسينية حدثنا عن تأثير الشعائر الحسينية في تقويم شخصية
الإنسان نفسياً وإجتماعياً، فقال:
إن إتخاذ شهر محرم شهر حزن ومصيبة له
تأثيراً نفسياً وإجتماعياً واضحاً من خلال إلتزام الشخص في الحضور
الى مجالس العزاء والبكاء على سيد الشهداء فالإمام الحسين (عليه
السلام) قتيل العَبرة والعِبرة فالأجدر بنا أن نتخذ من هذه الشعائر
الحسينية سلماً للإرتقاء الى الأخلاق السامية فالشعائر الحسينية
ذات طابع فكري وتربوي يجب أن تتجذر في نفوسنا، فإذا سرت الأخلاق
الحسينية في مجتمعنا فنحن بخير وعندها نتيقن بأننا سائرون على نهج
الإمام (ع).
ويضيف السيد الهاشمي، نحن بحاجة الى
أن نقتبس من عاشوراء معاني الإباء التي لو تحلى بها المسلم الحسيني
لأصبح شعلة من القيم و الأخلاق وحسن السيرة.
|